لا أدّعي أنني من أصحاب الرؤى، ولا من أصحاب الأحلام الواعدة، ذلك أنني أحلم كثيرا، في يقظتي ونومي معا، حتى أنني لا أكاد أتبين الفاصل بين أحلام يقظتي التي لم أحقق أيا منها، وأحلام نومي التي تلون شطر عمري بكآبتها ومرارتها.
لا أستطيع تصوّر مدى سعادتي، لو كانت أحلام نومي الكثيرة على حال غير الحال التي هي عليه، من إيغال مفرط في الجدية، يرقى إلى مستوى المعاناة، وربما الألم والحزن.
أجل، فبدل أن تعوِّضني أحلام نومي الكثيرة المتكررة عن خسارتي الناشئة عن عدم تحقق أحلام يقظتي، ومساعدتي على تلبية حاجات نفسي على بساطتها وتواضعها، ولو في عالم الأحلام، وجدتُ أحلامي الليلية تفعل العكس تماما، وتوغل بي في سرداب الحرمان والإحباط الطويل الممتد مدى العمر.