الخميس، 18 فبراير 2016

مصادر: قطر ترعى اجتماعا ليبيا مغلقا لتقريب وجهات النظر

كشف مصدر ليبي مطلع (رفض الكشف عن هويته) عن أن دولة قطر ترعى اجتماعا ليبيا مغلقا بمبادرة أممية، حيث تستضيف حاليا شخصيات ليبية من طرفي العاصمة طرابلس، لمحاولة تقريب وجهات النظر وإيجاد مقاربة تخرج البلاد من الأزمة وتجنبها خطرا يلوح في الأفق.

وأوضح المصدر – في تصريحات خاصة لـ"عربي 21"- أن الوفد المؤيد لعملية الحوار السياسي الليبي يضم النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام ورئيس وفد الحوار الممثل له "صالح المخزوم"، وعضو المؤتمر الوطني وعضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني "محمد العماري"، إضافة لعضو المؤتمر الوطني "نزار كعوان"، ورئيس حزب العدالة والبناء "محمد صوان".


وأشار المصدر إلى أن وفد الرافضين لمخرجات الحوار ضم كلا من النائب الأول لرئيس المؤتمر الوطني العام "عوض عبد الصادق"، وعضو ورئيس ديوان المؤتمر "عبد الفتاح اللبيب"، بالإضافة إلى عضو المؤتمر الوطني "عبد الوهاب قايد" القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة سابقا وأحد قيادات حزب الوطن، وكذلك عضو المؤتمر الوطني عن مدينة إجدابيا "عبد السلام الأجهر".

وقال المصدر إن التيار الذي وصفه بالمتعنت والرافض للحوار، والذي يقوده رئيس المؤتمر الوطني العام "نوري أبو سهمين" أصبح في وضع حرج، خاصة بعد التقدم الذي حدث في الحوار السياسي، والذي أسفر عن ميلاد حكومة الوفاق الوطني، وسط ترحيب داخلي ودعم إقليمي ودولي وصفه بأنه "واسع"، في ظل غياب أي مشروع بديل للرافضين، بحسب قوله.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه لم يحدث أي لقاء مباشر بين الطرفين (المؤيدون والرافضون للحوار) حتى الآن، وأن "المخزوم" أبلغ الوسيط القطري بأنهم على أتم الاستعداد للجلوس فرادى أو بشكل جماعي سواء بحضور الوسيط أو بدونه.

واستغرب المصدر عدم وجود عضو المؤتمر الوطني "عبد الرحمن السويحلي" ضمن هذه المبادرة، كونه أبدى اعتراضه على سياسة رئيس المؤتمر "بوسهمين" في أكثر من مناسبة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أغلبية الحضور ينتسبون لحزب العدالة والبناء، معللا ذلك لانتشار الحزب داخل ليبيا وعلاقاتهم الدبلوماسية الدولية تعطيهم هذا الزخم في الحضور والتعاطي السياسي، وفق قوله.

ونقل المصدر عن أحد المشاركين في الوفد المؤيد للحوار قوله: "هؤلاء (الرافضون للحوار) أخوة لنا، فنحن جميعا أبناء وطن واحد، وكل منا يرى مصلحة الوطن من وجهة نظره، وإذا كان لديهم مشروع ورؤية لإخراج ليبيا من الأزمة فلا مانع من مناقشتها والقبول بها إذا كانت تحقق الهدف وتخرج ليبيا من الأزمة التي تشهدها منذ سنوات، وتنعكس سلبا على أمن المواطنين وحياتهم اليومية".

واستطرد: "أما إذا كانت لديهم تحفظات على الاتفاق السياسي أو حكومة التوافق أو الترتيبات الأمنية أو غيرها، فهم على استعداد بأن يقوموا بدور الوسيط مع المجلس الرئاسي والبرلمان لإزالة كل المخاوف قدر المستطاع، لكن للأسف حتى الآن يرفض فريق "بوسهمين" طرح أي بديل أو حتى مناقشة الخيارات المطروحة".

وذكر المصدر أن فريق بوسهمين لا يزال رافضا لأي لقاء حتى اليوم، لافتا إلى أن حضوره كان من أجل إيصال رسالتهم لقطر وللهروب بشكل دبلوماسي من اتهامهم بالتعنت ورفض فكرة المبادرات أو الحوار، مضيفا بأن الفريق، والذي حضر للدوحة قبل الإعلان عن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني كان يراهن على عدم قدرة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على التوصل إلى تشكيل الحكومة، وبالتالي يستطيع أن ينطلق من فشل مسار "الصخيرات"، والذي يبدو أنه بات يشكل عقدة العناد والمكابرة لـ "بوسهمين" ومن معه، بحسب وصفه.

وأكد المصدر أن رئيس حزب العدالة والبناء "محمد صوان" اشترط قبل حضوره وجود "بوسهمين" شخصيا، لأنه متخوف من عدم قدرة الوفد الرافض للحوار والممثل لرئيس المؤتمر عن اتخاذ أي خطوة "جادة"، وأن القطريين أكدوا لـ "صوان" أن الفريق مفوض من "بوسهمين" بشكل كامل، مضيفا: "لكن يبدو أن تلك المخاوف في محلها".

ووصف المصدر ما يجرى في قطر بأنه "محاولة لتقريب وجهات النظر انطلاقا من الحرص على وحدة الصف، ولتجنيب البلاد المزيد من الدماء، وعدم إقحام الثوار في حرب خاسرة ستضيع ما تبقى من الوطن".

وأعلن الأحد الماضي المجلس الرئاسي الليبي المدعوم من الأمم المتحدة التوصل إلى اتفاق حول تشكيلة حكومة الوفاق الوطني المصغرة، على أن تضم 18 وزيرا بينهم خمسة وزراء دولة.

وصرح المتحدث باسم المجلس "فتحي المجبري" في مؤتمر صحافي في منتجع الصخيرات المغربي: "تم تشكيل الحكومة اليوم وإرسالها إلى مجلس النواب من أجل إقرارها واعتمادها".

وتابع "المجبري" الذي كان يتحدث وإلى جانبه رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، وهو أيضا رئيس حكومة الوفاق المكلف: "نسأل الله أن تكون هذه الحكومة فاتحة وبداية نهاية الصراع في ليبيا".


عربي21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق