الاثنين، 14 سبتمبر 2015

أنس الفيتوري : الحكومة بين التدافع والإنهاك



نموذج الحكم المفضل للمتنفذين في الغرب (الديمقراطي !!) انقلاب مع عصبية جهوية أو قبلية وفساد، والإصرار على رفض الانقلاب محليا دفع الغرب صوب سيناريو الإنهاك.
من يقوم بلعب دور الإنهاك من الأطراف الليبية ؟

تتبع التحركات ترصد ثلاث أنواع من الإنهاك :
-          الإنهاك العسكري : وبدأ من تمويل أطراف إقليمية  جيش مهزوم في الغرب الليبي (كتائب القذاقي)، وبقايا جيش قبلي وصحوات في الشرق بلا خبرة عسكرية أو قدرات إدارية (فوضى عسكرية) لمواجهات تُدمر أكثر من أن تحقق نتائج تذكر.



-          الإنهاك الاقتصادي : سلسلة من التدابير منها تسهيل نهب أموال الاستثمارات الخارجية ، استمرار إيقاف النفط ، وتشجيع أطراف في فجر ليبيا على الفساد.

-          الإنهاك الجهادي :  خطة قديمة تعمل عليها المخابرات الدولية والإقليمية لضرب الجماعات الجهادية بعضها البعض، وتعمل بعض الدوائر الإقليمية بالتمويل المالي لتعزيز الإنهاك بالاختراق والتوجيه واستمرار الخلافات وتغذيتها.


 إذا عدلت المسودة هل سنتجنب الإنهاك ؟
هل ورقة الإنهاك الاقتصادي سيتخلى عنها الغرب أم انها ورقة ستضل في وجه كل حكومة في مقابل القيام بأدوار لصالح الأجندة الغربية؟
كيف نتجنب الإنهاك ؟
هل الوقت والصبر في صالح المجتمعات المحلية ؟
هل سيستمر الانقلاب في المنطقة أم أن ما حصل في تونس ومصر لن يصمد طويلا وهناك تغيرات قادمة لا محالة؟
حكومة ليون "التوافقية"
بفرض أن ليون نجح في الوصول إلى حكومة فأي الطريقين ستسلك هذه الحكومة.
هل ستسلك طريق الإنهاك أو طريق التدافع؟
الإنهاك مفصل فيما سبق أما الطريق الثاني للحكومة التدافع فيحتاج إلى تعريف.

حكومة التدافع :  تنطلق من الاحتياجات المحلية وتعمل على تحقيق إنجازات ملموسة بعد ترتيب أولوياتها ويدرك القائمون عليها أنها ليست  لمدينة أو جهة بل هي حكومة أمانة، وعملها يراعي خصوصية المرحلة من خلال بناء منظور شمولي، وتحتاج إلى مساندة كبيرة محلية لتحقيق التدافع الداخلي والخارجي وهذا ما فشلت فيه حكومة الغويل.
.

إذن نحن أمام سيناريوهين الأول حكومة غربية إنهاكيه أو الثاني حكومة. محلية تدافعية ، واستحقاق الحكومة التدافعية مطلوب ، ولن يسقط بأي حال من الأحوال إذ في الجملة لن ينظر أحد بعين الرحمة للمجتمع إلا ثلة قليلة تأخذ على عاتقها تجاوز عنصران يعملان ضد المصالح المحلية ألا وهما الفساد والعصبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق