الخميس، 13 أكتوبر 2011

مترجم : ليبيا ... حرية التعبير والتعددية السياسية

خدمة المرصد الليبي للاعلام
واشنطن بوست
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في مقال نشر بتاريخ 10 أكتوبر 2011 "أن حرية التعبير والتعددية السياسية التي وعد بها الحكام الجدد لليبيا لم تشمل أنصار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذين يقولون إنهم لا يشعرون حقا بهذه الحرية".
وأوضحت أن الموالين للقذافي يشتكون من التضييق عليهم حيث صرحت إحدى النساء أنها لا تستطيع التعبير عن رأيها بحرية. "إذا خرجت الآن وقلت إنني أحب القذافي سيتم اعتقالي وربما سيطلق علي النار". ورفضت المرأة البوح باسمها خوفا من الانتقام.
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للناس الذين يفضلون ليبيا "القديمة" (نسبة لليبيا في ظل عهد القذافي)، أصبحت الشوارع وأمكنة العمل "أرضا للعدو" حيث تسمع أغاني الراب في الراديو ويغني الأطفال النشيد الوطني الجديد وتغطي الجدران ألوان العلم الليبي الجديد بالأحمر والأسود والأخضر.

اعتقالات
ورغم أن أنصار القذافي ما يزالون يسيطرون على بعض المناطق في البلاد، إلا أن تقدم الثوار في مدينة سرت يظهر الصعوبات التي يواجهها الموالون للقذافي.
ونقلت الصحيفة عن إحدى الموالين للقذافي، وتدعى هدى أن رفع العقوبات في السنوات الأخيرة على ليبيا سمح بالنهوض بالحياة في البلاد. ولكنها ليست متأكدة الآن من أن الحكومة الجديدة ستهتم بحماية حقوقها. "ليسوا أحسن من القذافي. إذا ذهبت بعلم أخضر إلى الساحة الخضراء سأختفي في غضون ثواني. ليست هناك ديمقراطية. إنها كذبة كبيرة".
وأضافت الصحيفة أن هذه المخاوف لها ما يبررها على أرض الواقع. فالميليشيات التي تعمل باستقلالية في طرابلس، تقوم بعمليات اعتقال بصفة عشوائية ويتم سجن المشتبه في أنهم موالون للقذافي دون أي تمشي قانوني، وفقا للباحث لدى هيومن رايتس واتش دانيال ويليامس، الذي كتب تقريرا في 30 سبتمبر الماضي حول الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات ضد المساجين.
وبين وليامس في التقرير أن الاعتقالات تتم في بعض الأحيان بالاستناد إلى كلام بعض الناس الذين يقولون إن ذلك الشخص له سلاح وإنه موال للقذافي.
حق المعارضة
وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي المؤقت جلال القلال إن حق المعارضة السياسية سيكون مضمونا بالدستور. ولكنه أضاف أن الوقت ليس مناسبا الآن لإعلان الولاء للقذافي، خاصة وأن البلاد ما تزال في وضعية حرب. "لقد انتظرنا 42 سنة لم نكن خلالها نستطيع الجهر بعدم محبتنا للقذافي دون أن نقتل أو أن نسجن مدى الحياة" مشيرا إلى أن على أنصار القذافي الانتظار حتى يتم وضع الدستور وإجراء الانتخابات.
أما في حي أبو سليم بالعاصمة طرابلس أين حدثت مناوشات بين الثوار والموالين للزعيم المخلوع في الأسابيع الأخيرة، فهناك مخاوف من تشكل خلايا نائمة. ويقول عبد المجيد بوشالة (31 سنة) إن العديد من الجماعات كانت تساند القذافي ومع قدوم الثوار إلى الحي، أصبحوا يتصرفون كأنهم كانوا دائما مع الثورة. "أظن أن بعض الأفراد بدأوا في تنظيم أنفسهم".
وأبرزت الصحيفة أنه في غياب رصد آراء، فإنه من المستحيل التأكد من عدد الليبيين الذين يدعمون الثورة، وعدد من يدعم القذافي وكم من شخص ما يزال مترددا.. "في الشوارع، يبدو الناس مبتهجين بشكل كبير. ولكن الكثير منهم يقولون إنهم متخوفون من الرجال الذين يحملون الكلاشنيكوف ويسيطرون على الشوارع، خاصة وأن معلومات تقول إنهم يقومون بسرقة السيارات والأدوات المنزلية بحجة أن أصحابها يؤيدون القذافي".
مخاوف
ويتساءل طارق (27 سنة) عن الهدف من الثورة. "تحت حكم القذافي كنا نأكل، كنا سعداء. أما الآن فنسمع بانع بانغ (صوت الرصاص) طوال الوقت. نحن لا نشعر بالأمان أبدا". وبينت الصحيفة أن طارق يملك متجرا لبيع الهواتف الجوالة في أبو سليم وقد أثرت الوضعية على تجارته، خاصة وأنه يغلق متجره قبل غروب الشمس لأن الناس يخافون الخروج في الليل.
وتقول الصحيفة إن الأمن يمثل الهاجس الكبير بالنسبة للناس أكثر من محبة حقيقية للقذافي. وقالت إحدى نساء الحي إنها تخاف من الإسلاميين. "الإسلاميون يعني "القاعدة". كما أنني متخوفة من الحرب الأهلية".
من جهته قال عبدو (55 سنة) إن الليبيين يحتاجون العودة إلى حياتهم العادية." لقد كنا مقموعين، نحتاج الآن إلى التعليم والصحة، سنرى ما سيحدث في المستقبل. هل كنا على حق في الإطاحة بالقذافي ؟ سنرى ونقارن".
المحرر : تارا باهرامبور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق