الأحد، 14 أغسطس 2011

عبدالنبى أبوسيف ياسين : هي إرادة الله



هكذا أراد الله.. وله ما أراد وما من راد له.
أراد الله سبحانه أن تتحرّر ليبيا من الطاغوت بيد أبناءها  فقط.. مدينة مدينة.. قرية قرية.. زنقة زنقة.
وأراد، أنّ يرى الطاغوت بأمّ عينه عروشه، عروش الباطل، أن تسقط أمام ناظريه. وأن يتحوّل أمام ما أسماهم بالجرذان.. إلى جرذ بائس خائف يختبى تحت الأرض، وهو الذى  لم تكن تسعه أرض ليبيا على رحابتها!.. لأنّ من عزّ وجلّ أراد عذابه فى الأرض وفى السماء.. فى الدنيا وفى الآخرة.

أراد الخالق أن يظهره على حقيقته الدموية البشعة ويشهد على جرائمه العالم أجمع.. وليصبح المجرم العالمى والمطلوب الأوّل أمام عدالة الأمم أجمعين.
أراده، أن يرى أمجاده الوهمية.... وعروشه الورقية وهى تتهاوى أمامه،  ليتعرّف العالم على ديمقراطيته الدموية.. وعلى نظرياته الصبيانية.. وخطبه الجنونية.. ليصبح أضحوكة أمام العالمين.
أراد المولى أن تتحرر بنغازى بيد ثوارها.. والبيضاء بيد فرسانها.. وكذا طبرق واجدابيا ودرنة والمرج بيد أبطالها. أراد أن تتحرر الزنتان وجبل نفوسه الأشم ومصراته بيد أسودها.. والكفرة والواحات بيد سباعها.. أراد أن تتحرر الزاوية بيد أبنائها.. أي لن تتحرّر الزاوية إلاّ بيد شجعانها.. وهكذا كان.
الزاوية.. التى تنتفض دائماً لنجدة شقيقتها فى الدم وفى الروح: بنغازى.
الزاوية.. التى أسميها عشقاً لها ولمدينتى العصيّة.. ببنغازى الغرب. أبت أنّ لا تتحرّر ليبيا.. قبل أن تتحرّر الزاوية، بيد أبنائها الفرسان.
الزاوية، التى قدّمت المئات من الشهداء والآلاف من أسرى الحرب فداءاً لبنغازى وثورة 17 فبراير المجيدة.
أبت إلاّ أن يقود فرسانها ومن معاقلهم فى جبل نفوسة – عرين الأسود –  بعد أن ساهموا مع أولئك الأسود فى تحريره شبراً شبرا.. أبوا إلاّ أن يكونوا هم أوّل من يحرّر الزاوية.. وكأنّ الزاوية.. هي إحدى الزاويا الأساسية لرفع بنيان ليبيا الثورة وليبيا المستقبل العملاق.
نعم، هى أرادة الله وحده،  أنّ يحرّر كلّ فرد فى ليبيا بلاده، بساعديه وبروحه وبدماء شهدائه الغالية الغالية..
فها هى غريان اليوم تحرّر نفسها بنفسها.. وغداً بإذن الله ترهونه.. وغداً بن وليد.. وغداً سرت.. وغداً سبها.. جميعها.. ستتحرّر فقط، بأيادى ثوارها وفرسانها.
وغداً، ستتحرّر أميرة العرائس.
غداً ستتحرّر طرابلس بسواعد أبطالها.. غداً، سيكون فى ليبيا عيد الأعياد فى هذا الشهر الفضيل.
فزغردى يا أمّنا الأبية : يا ليبيا.. يا حرّة.. يا أسمح البلدان.  ويا أم كلّ الثورات.. يا من لا تلدين سوى الأحرار.. زغردى وصلّى واحمدى، ناصر عباده الصالحين المستضعفين.. وكبّرى وكبّرى وكبّرى:
الله أكبر.
عبدالنبى أبوسيف ياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق