الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

كشافة ليبيا في خدمتها دائماً



خاص – المنارة - سمية بالنجا
حرص نظام القذافي طوال الاثنين والأربعين سنةً من حكمه على تدمير كلّ ما من شأنه أن يكون لبنةً في بناء صرح الثقافة والتقدم في ليبيا وعمل على هدم كلّ مؤسسة رأى فيها النموذج الفعال في مجال العمل الأهلي ، غير أنّه ورغم كلّ ما مارسه من محاولات التدمير لم يستطع أن يهدِّد استقلالية وحضور الحركة الكشفية في ليبيا فقد كانت الحركة الكشفية  و ما زالت صرحاً عالياً وصامداً في مجال العمل التطوعي والجماعي
تلعب دوراً بارزاً ومفصلياً في خدمة الوطن وبإيجابيةٍ عالية سواء أكان ذلك في عهد العقيد أو بعد إشراق شمس 17 فبراير ، ولذلك أحببنا أن نعدّ هذا التقرير ؛ لنتناول فيه دور هذه الحركة العريقة في خدمة الوطن حيث أسسها القائد "علي خليفة الزائدي" عام 1954 وتشكلت أول فرقة كشفية في ليبيا في طرابلس ثم انتشرت في جميع أنحاء ليبيا ، ويحدثنا أحد قدامى الكشافين بأنّ الحركة الكشفية تشرفت بأن تكون أول سبب في جمع أبناء ليبيا ووحدتهم في الوقت الّذي كانت فيه ليبيا مكونة من ثلاثة ولايات "برقة ،فزان،طرابلس" فظهرت حركة كشاف ليبيا لتجمع شباب الوطن .
وعند تساؤلنا عن السبب وراء صمود الحركة الكشفية رغم الدمار الّذي طال كلّ البوادر الطيبة والفعالة في ليبيا في عهد القذافي أجاب القائد طارق الزليطني "مفوِّض حلقة الفتيان ببنغازي" بأنّ الحركة كانت قائمةً على أكتاف الكشافين الّذين لا يعترفون بالصعاب ويعملون من لاشيء ؛ ولذلك لم يؤثر الوضع المادي الصعب إلى تهاوي هذا الصرح العالي ، وحول أهم الصعاب الّتي عانت منها الحركة في السابق أشار القائد طارق إلى أنّ أهمها تمثل في عدم توفير أماكن خاصة بالفرق داخل المدن بالإضافة إلى استلاب بعض ممتلكات الكشافة ونزع ملكيتها كالغابات الكشفية واستغلالها من قبل النظام لدعم مشروع "براعم الفاتح" ، وأشار القائد طارق إلى أنّ الحركة الكشفية على عكس أي مؤسسة في ليبيا سابقاً لم يكن من ضمن أفرادها أعضاءُ من اللجان الثورية أو من الموالين لنظام القذافي ، وعلق على ذلك بقوله إنّ الحركة الكشفية في ليبيا جسم يصعب اختراقه ؛ فكلّ أعضائها ترعرعوا على قيمها الوطنية السامية.
 وعن الدور الّذي لعبته الحركة في ثورة 17 فبراير يحدثنا القائد طارق بأنّ وجود الكشافين في الميدان كان قوياً من الأيام الأولى للثورة ، حيث تنادى الكشافة للقيام بدورهم وواجبهم الوطني وقاموا بسدّ الفراغ والنقص في جميع المراكز الخدمية الّتي تعطلت خدماتها لنقص العمالة ابتداءً من مصرف الدم والمستشفيات ، وساهموا كذلك في تسيير حركة المرور وترحيل ما يقارب من 30 ألف لاجئ بالتعاون مع هيئات وجهات أخرى هذا بالإضافة إلى استقبالهم للجالية الأردنية والبوسنية في مفوضية الكشافة والمرشدات ببنغازي ، كما ساهمت الحركة في الاهتمام بالمقبرة وبناء وتجهيز القبور وساهمت كذلك في تنظيم حملات لتنظيف الشوارع ، ونظراً لحركة النزوح الّتي تسبب بها قصف الكتائب على المدن غرب بنغازي تنادى الكشافة للاهتمام بأحوال النازحين وبإقامتهم هذا بالإضافة إلى استقبالهم لمواد الإغاثة والقيام بتوزيعها على المحتاجين في كافة الجبهات ، وساهموا كذلك في نقل السلع التموينية إلى مناطق "اجدابيا، البريقة ، راس لانوف" وحتى حقل الساحل الواقع على بعد 130 كم جنوب منطقة البريقة.
 وبالنسبة لأنشطة وبرامج الحركة في شهر رمضان ، أفاد القائد طارق بأنّ هناك عدداً من البرامج والأنشطة الخاصة بالكشافين بالإضافة إلى تنظيم مائدة الرحمن بالضريح والّتي تساهم في إفطار ألف صائم ، كما تتعاون مفوضية بنغازي مع كشاف مصراتة لجمع التبرعات لحملة إدخال بهجة العيد على أطفال مصراتة ، وتقوم المرشدات في مدينة بنغازي كذلك بالإعداد لبرنامج ترفيهي للنازحين في عيد الفطر.
هذا وأشار القائد طارق إلى أنّ دعم الشارع وتفهمه لفكرة الحركة الكشفية ازداد بعد ثورة 17 فبراير ؛ نتيجةً للدور الّذي لعبته الحركة في خدمة الوطن ، كما توجه بالشكر لصحيفة المنارة لاهتمامها بالحركة الكشفية وتسليطها الضوء عليها وتمنى أن تواصل دعمها الإعلامي للحركة بتغطية أنشطتها.


نشر في العدد السابع من المنارة الورقية
الجمعة 5-8-2011


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق