الأربعاء، 17 أغسطس 2011

المنارة في حوار خاص مع ممثل المملكة الاردنية في بنغازي



تباينت مواقف الدول العربية من الثورة الليبية تبايناً واضحاً ، وأرجع الكثيرون هذه المواقف لكون الثورة الليبية جاءت بعد ثورتين مما يطرح نموذج تداولها وتعميمها على الدول العربية، لذلك يرى المراقبون مواقف الدول العربية طبيعية ومنسجمة مع الموروث التاريخي لهذه الدول  ولاستيضاح الصورة و فهم طبيعة العلاقات العربية وعلاقة الأردن بالمجلس وغيرها من القضايا استضافت المنارة ممثل المملكة الهاشمية الأردنية السفير " فواز العيطان " أول ممثل دائم ووحيد لدولة عربية إسلامية في ليبيا بعد الثورة .
القذافي لم يفقد شرعيته بعد لدى الأمم المتحدة
الأردن ستساند الشعب الليبي حتى يقول الليبيون كفى
موقف جامعة الدول العربية من ليبيا الآن ليس انسحاباً


ما هو تقييمك لثورة  17فبراير وهل أثبتت حقاً أنها ثورة من أجل الحرية والديمقراطية ؟
أنا أعتقد بل  أكاد أجزم أن ما رأيته خلال إقامتي هنا في بنغازي وما رأيت من سلوك ومنهجيات إخواننا الليبيين سواء كانوا أعضاء الثورة أو السكان العاديين يعكس تطلع كبيراً وحباً للحرية مثله مثل الشعوب الأخرى التواقة للحريات , أما إذا تحدثنا عن أدائه فهو أداء أكثر من جيد جداً على الرغم من الإمكانيات الشحيحة لديه خاصة الظروف الصعبة التي كان يعيشها وأهمها أنه كان هناك عملية تغييب لكل أشكال الدولة لمدة طويلة جداً تكاد تكون فريدة جداً من نوعها في عصرنا الحديث 42 عاماً. فبارك الله في أياديهم وإن شاء الله يتحقق ما خرجوا من أجله.
ما هو موقف الأردن من الثورات العربية ؟
لكل ثورة عربية خصوصيتها فلا نستطيع أن نشمل كل الثورات بنفس المعايير فنحن نتعامل مع كل ثورة حسب ظرفها أما فيما يخص عملية التخوف فلا أعتقد أن هناك مجال للخوف  والدليل على ذلك أن معظم تلك الدول تطالب بإصلاحات في النظام ونجد فالأردن العكس حيث دوماً أن جلالة الملك نفسه هو الذي يقود الإصلاحات أو رأس النظام إذا لا مجال للمقارنة بين هذه الأمور ولا ننسى أن الأردن نفسها وليدة أول ثورة عربية في العصر الحديث وهي ثورة العربية الكبرى التي فجرها المغفور له الشريف الحسين بن علي عام 1916م.

كان موقف جامعة الدول العربية  في بداية الثورة الليبية موقفاً مهماً أشاد به الجميع ثم بعد ذلك تغير الموقف وبدا أن هناك انسحاباً من متابعة الثورة والوقوف معها ما هو رأيك حول هذا الموضوع  ؟
أجيب بنفس الشئ على السؤال السابق وليس دبلوماسياً فلكل دولة ظروفها فالثورة ولكن ما يهمني أكثر هو النواحي العملية أو ما هو على الأرض أو ما ينفع الناس ,أعتقد أن الكثير من الدول العربية تقف إلى جانب المجلس الوطني الانتقالي أما فيما يخص موقف جامعة الدول العربية فهو ليس انسحاباً  من القضية الليبية خاصة أنها هي من ساهمت للحصول على قرار الأمم المتحدة 1970 و 1973 إذاً هناك أهمية لهذا الموضوع فالجامعة ليس لديها قوات عسكرية  ولا غيرها وإنما تنسق في الكثير من المواقف وتتابع الأمر بالتأكيد من خلال أعضائها فهي كأمانة عامة عبارة عن مجموعة دول والكثير من هذه الدول اعترفت بالمجلس واتفقت على المساعدة خاصة من النواحي الإنسانية.

وجودك هنا كممثل للمملكة الهاشمية الأردنية ما طبيعة هذا التمثيل وكيف تم التنسيق مع المجلس ؟
تم التنسيق له مع الممثل الشرعي والوحيد لليبيا وهو المجلس الوطني الانتقالي أما  فيما يتعلق يالشكل الذي يأخذه معني هذا التمثيل فهو مد يد العون لليبيين في كل الجوانب التي باستطاعتنا .     

ما هو تقييمك  لأداء المجلس الوطني الانتقالي ؟
أرد بما جاء سالفاً فهو كمجلس  انتقالي جاء في ظل الظروف والمعطيات التي بدأت فيها ثورة 17 فبراير وما لازمها من ثورات عربية أخرى وما مر به الشعب الليبي من ظروف غير مناسبة لفترة طويلة فأنا أجزم مع كل ذلك بأن الأداء أكثر من مناسب فهو جيد جداً ألا يكفي أنه حافظ قدر المستطاع على مستوى الأمن فلا يوجد حوادث كثيرة وعدم وقع جرائم كبيرة و ربما نجد بعض الخروقات الأمنية ولكن هذا يحدث ومتوقع في العديد من الدول حتى بدون ظروف الثورة, فنحن لا ننسى أننا في ثورة وهذا فعلاً ما أعنيه" بنحن " فأنا أشعر بأنني واحد من الليبيين منذ وصولي , ولا يجب أن نطلب الكثير من المجلس في ظل هذا الظرف بينما  وفي هذه الفترة الوجيزة  أعتقد أن إنجازاته كثيرة ويستحق التقدير عليها.

ما  سبب عدم إغلاق السفارة الليبية التابعة لنظام القذافي في الأردن حتى الآن رغم الوعود التي أعطيتموها للسيد مصطفى عبد الجليل أثناء زيارته الأخيرة للأردن وما الذي يفسره ذلك هل الأردن تريد الوقوف في منتصف الطريق؟
الأردن دولة لها قانون دولي والتزامات قانونية  دولية  وأخلاقية كبيرة جداً ولم يعرف عنها يوماً أنها أخلت في أي التزام من هذه الالتزامات لذلك فهي تحظى بكثير من التقدير من كل المجتمع الدولي وبالتأكيد ستفي الأردن بالوعد ضمن الشرعية الدولية , فقد انشق السفير الليبي عن النظام  بالأردن وضعف تمثيل هذه السفارة للحد الأدنى في الموجود عند الكثير من الدول بل إن موقف الأردن متقدم عنهم , فما يهم أكثر هو وجودي هنا كممثل لأول دولة عربية  وإسلامية  وحيدة  وقد قرنا القول بالفعل فأنا موجود هنا لجانبكم وهذا يغطي على كل شئ .

في معرض الحديث عن الشرعية والقانون الدولي ألا ترى أن القذافي فقد شرعيته  وهذا يعطيكم الحق بتسريع عملية  إغلاق السفارة الليبية بالأردن ؟

القذافي لم يفقد شرعيته بعد لدى الأمم المتحدة لذلك هناك ما يعطل اتخاذ إجراءات معينة بهذا الخصوص  وموقف الأردن متقدم على الكثير من الدول التي أفقدته الشرعية  وأكبر دليل على ذلك البعثة الدائمة  في ليبيا.

فيما تتمثل المساعدات التي قدمتموها لليبيين وهل تقف هذه المساندة عند حد معين ؟
هذا جزء من الواجب الذي يشعر به الشعب الأردني وجلالة الملك تجاه الشعب الليبي ومن هذا المنطلق ومنطلق ديننا الإسلامي أمر جلالة الملك بتسيير جسر جوي متواصل لنقل الجرحى منذ البداية وسيستمر إن شاء الله  النقل للأدوية والمواد الغذائية حتى نعطي رمزاً في هذه المناسبة فهذا كل ما نستطيع تقديمه وكل ما سمحت إمكانياتنا سنظل نساعد الشعب الليبي وليس في هذه الفترة فقط وإنما غد وبعد غد حتى يقول لنا أشقاؤنا الليبيون كفى وهذا ما قصده جلالة الملك عندما زاره وفد المجلس الوطني الانتقالي برئاسة السيد مصطفى عبد الجليل .

ما الذي يمنع الأردن من  تسييل جزء من الأموال الليبية المجمدة أو تقديم قروض بناءً على الأموال المجمدة ؟
كما ذكرت سابقا فإن الأردن تلتزم بالقانون الدولي والأمم المتحدة وضعت  آلية محددة تضبطها كل الدول بغض النظر عن سماعنا عن تسييل أموال مجمدة لدى بعض الدول والأردن هي إحدى الدول التي تتقيد بهذه المواثيق والقرارات الدولية , أما فيما يتعلق بالقروض فليس باستطاعة الأردن الإقراض  لعدم قدرتها المادية ونعوض عن ذلك بعلاج الجرحى والاهتمام بهم .

كيف تم التعامل مع الطلبة الليبيين الدارسين بالأردن  وأيضا الجرحى ؟
نحن نعامل كل الطلبة العرب في الظروف العادية كأنهم أردنيون وبشيء  من الخصوصية ونعطيهم نسبة مئوية حوالي 5 من مقاعد الجامعات سواء كانوا دارسين على حسابهم الشخصي أو على حساب الدولة التابعين لها, فما بالك في الظروف الاستثنائية فالحكومة الأردنية والمواطنين كشعب لن يقفوا مكتوفي الأيدي ,أما الجرحى فعلى حد علمي يتم بتعاون متطوعين أردنيين وليبيين وبالتنسيق مع جهات أردنية وليست مع بقايا السفارة الليبية في عمان , فهناك هيأة تٌعنى بالأعمال الخيرية واسمها الهيأة الهاشمية الخيرية وبوجود هذه الهيأة يتم تعاون العديد من الجهات معها لتسيير مثل هذه الأمور لما هو صالح الجهة المستهدفة وفي الوقت الحالي هي الشعب الليبي خاصة الجرحى.
 ما هي سيناريوهات التحرير المتوقعة  ؟
كل شيء وارد ومتوقع فقد يكون الحل سياسياً فقط  أو عسكرياً فقط أو الاثنين معاً  وأستبعد تماماً احتمالية التقسيم لأنني لم أر هنا أحداً يرغب في ذلك بل بالعكس هناك رفض كبير لهذا التقسيم.



نشر في العدد الثامن من صحيفة المنارة
12-8-2011



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق