الاثنين، 1 أغسطس 2011

محمد بن سليم : من يأسر من ؟؟



يرى الكثير من الناس والمراقبين ، أن (معمر) يأسر (طرابلس) العاصمة بقبضة من حديد ، قبضة يئست من رحمة الله عز وجل ، وتفنن في أشكال القمع بالقتل والأسر والتخريب ، لا يتورع للحظات بإعطاء أوامره ليس فقط بقتل من يعارضه ، ولكن القتل لمجرد عدم إظهار الولاء والطاعة لحكم الحديد النار . ولكن هيا بنا ننظر من زاوية مختلفة .. من الآن الذي يتكلم من حُفر وأنفاق تحت الأرض .. لا يستطيع حتى أن يظهر للجموع كما دأب .. من الذي لا ينام من فرط التفكير والتساؤل أين بوسعه قضاء ليلته في مكان آمن بعيدا عن القصف وأيدي الثوار الأحرار ..

من المجبر الآن على التنقل بين أماكن محددة ومعينة ، ما بين مساجد ومستشفيات للنساء والأطفال ، متحامياً وراءهم وليس بهم .. كل هذا وأكثر ، براهين على أن الأسير هنا ليست (طرابلس) ولكن (معمر) وكتائبه .. فالسجّان تحول الآن إلى سجين .. غير قادر على الحركة بحرية وسلام .. (معمر) من يخرج علينا كل حين بتسجيل صوتي وكأنها رسائل من تحت الماء .. الواقع يجعل الصورة أكثر وضوحا عندما لا يخرج علينا (القائد الأممي) ليزحف .. أقصد ليخطب مع جموعه وجماهيره .. ليصدع رؤوسنا بترهاته وكذبه .. ولكن ألم يتساؤل أحد .. لماذا لا يقوم بزيارة (أممية) إلى أحد أصدقاؤه الأفارقة ؟؟ وهو الذي أطلق على نفسه لقب ملك ملوك أفريقيا .. ألا يقوم ملك الملوك بتفقد (حاشيته) في أفريقيا؟ أم حرارة الصيف قد تؤثر عليه بـ(ضربة شمس) ؟؟ أم خوفا من أن تتسلل أشعة الشمس عبر ملابسه الفضفاضه المليئة بالثقوب هنا وهناك ؟؟ ولكن قد يكون أصدقاؤه من الزعماء الأفريقيين منشغلين ـ بطبيعة الحال ـ في قمع شعوبهم كالعادة .. ولكن ما يمنعه على الأقل بتفقد جنوده وكتائبه المنتشرة في داخل ليبيا ؟؟ ألا يخرج علينا القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ كما يدّعي ـ ويقوم بتحية هؤلاء في المدن التي يُبدع بقتل وترهيب الناس الأبرياء؟ ولكني أعتقد أن تلك القوات هي (مُسلّحة) فعلا من كل إيمان وعقيدة بقتل وتعذيب إخوانهم الليبيين لمجرد أنهم قالوا : ( كفانا معمر ) وكأنه هو خالد في الدنيا والخلود وحده لله جلّ جلاله ... ولا يخفى على أحد أن هناك هوة أو فجوة ما بين الكتائب (القذافية) ومابين (القذافي) نفسه .. والإجابة تأتي ببساطة أن ذلك الأخير منشغل بتأمين سلامته الشخصية وكيفية تنقله من (حفرة لحفرة) .. وليس كما تعود في سفرياته حول العالم .. وليس حتى لتنقلاته ما بين مدن ليبيا .. ولكن هذه المرة يبدو (القائد الأممي) منشغل بتأمين تحركاته فقط داخل العاصمة (طرابلس) .. فمن الآن الأسير ومن المأسور؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق