الاثنين، 15 أغسطس 2011

كريمة حسين : ظاهرة القري الخالية ............... ؟؟؟



تملاء الفرحة قلب كل ليبي حر غيور علي وطنه وعلي مصلحةهذا الوطن مع تحرير كل شبر من ارض الوطن ودحر كتائب المرتزقة ، كل خطوة يتقدمها الثوار تحمل معها التاكيد بقرب تحقق الحلم وقرب نهاية الظلم وشروق شمس الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة في سماء ليبيا التي دفنت في الظلام اكثر من اربعين عاما، لكن هذه الفرحة تبقي ناقصة بسبب ما يصل من اخبار عن القري او المدن الخالية من سكانها.


من فترة ومع تقدم ثوار جبل نفوسة الابطال وصلت الاخبار عن خلو منطقة المشاشية من سكانها، فعندما دخل الثوار الي القرية كانت خالية من كتائب المرتزقة وايضا خالية من سكانها المدنيين ؟ وحتي هذه اللحظة ظل الامر (علي حد علمي)علي ما هو عليه.
تكرر الامر مع تحرير مدينة تاورغاء ، غمرتنا الفرحة بتحرير تاورغاء ليس فقط لانه دحر لكتائب المرتزقة بل لان هذا التحرير يؤمن اهلنا في مدينة مصراته الذين عانوا كثيرا من القصف العشوائي الذي لم يكن يفرق بين الكبير او الصغير ولا بين المقاتل او العاجز من ذوي الاحتياجات الخاصة. الا ان هذه الفرحة شابها الحزن عندما كشفت كاميرا قناة الجزيرة عن خلو المدينة من سكانها المدنيين.... فما الذي حدث ؟ اين ذهبت كل تلك الاسر؟

ان مغادرة المدنيين لبيوتهم يطرح مجموعة من التساؤلات حول الاوضاع في المدن المحاصرة وعن تاثير الة اعلام النظام والاشاعات التي تنشر عن طريق اتباع النظام ولا يخفي عن العاقل تاثير الاشاعات علي الناس . هذه التساؤلات تشمل ايضا دور المجلس الوطني الانتقالي في معالجة هذه القضية .

منذ انطلاق ثورة 17 فبراير انتشرت اشاعات في مدينة طرابلس وغيرها من المدن الليبية مفادها ان مايحدث في بنغازي هو من فعل الجماعات الاسلامية المتشددة تهدف الي اخذ البلاد الي نفق مظلم وتمنع عمل النساء وتلزمهن بارتداء البرقع ...الخ بمعني انها تهدف الي تحويل ليبيا الي امارة اسلامية علي غرار افغانستان ابان حكم طالبان... للاسف .. مثل هذه الاشعات وجدت صدي لدي عامة الناس علي الرغم من انها تافهة ولا علاقة لها بالواقع . ان سلاح الاشاعات يجد صدي له عند عامة الناس في زمن الحرب والازمات ، فما فعل المجلس الانتقالي واعلام ليبيا الحرة لمواجهة هذا؟

احيا النعرات القبلية وتقسيم ولاء الناس الي مصراتي و ورفلي وعبيدي وزاوي ومشاي وامزيغي ، مثلت اهم وسائل الة القذافي الاعلامية لزرع الفتنة والفرقة بين الليبين، وتسمية قبائل بعينها علي انها قبائل موالية للقذافي واخري علي انها معادية له ، مع ان واقع حال الليبين مع نظام القذافي يقول ان كل مدينة وكل قبيلة قد نالها الكثير من بطش هذا النظام ودمويته كما ان فئة ازلام النظام واعوانه الذين جنوا من ورائه المكاسب والمزايا علي حساب دم الليبين وكرامتهم هي فئة تنتمي لمصالحها المرتبطة مع القذافي وجودا وعدما و لاتنتمي لاي قبيلة فنجد من انصار القذافي واتباعه من بنغازي ومن طرابلس ومن الزاوية ومن سبها كما نجد من سرت ومصراته الخ...  ومن ثم فالاغلبية العظمي من الليبين هم في نفس الخندق تقريبا انهم الاغلبية المنهوبة ثرواتها والمهضومة حقوقها لمصلحة فئة صغيرة مستفيدة من نظام الظلم والاستبداد، فمافعل المجلس الوطني الانتقالي  واعلام ليبيا الحرة لمواجهة ذلك ؟

يجب ان يكون هناك تقصي للحقائق حول اسباب خلو مناطق اومدن او قري من سكانها عن طريق لجان مكونة من حقوقيين  خاضعة في عملها لرقابة المجلس الوطني الانتقالي لمعرفة ما حدث ولايجاد الية لمواجهته لان ليبيا ملك لكل الليبين وعدو كل الليبين هو القذافي وليس الاسر الليبية وكل المدنيين في المدن المحاصرة ، يجب ان نعرف السبب لنتمكن من المعالجة ، ويجب ان لا نتجاهل هذه المشكلة لانها قد تكون دليل علي قيام كتائب المرتزقة بأسر المدنيين واستعمالهم كدروع بشرية او قد تكون دليل علي وجود حالات تصفية حسابات يقوم بها بعض الثوار مما اجبر المدنيين علي الفرار وفي الحالتين يجب معالجة الموضوع بسرعة تحقيقا للعدالة وحماية لحقوق المواطن الليبي وسلامته.



كريمة حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق