الاثنين، 15 أغسطس 2011

قضية وآراء : المدن المحررة تشكو التهميش من وسائل إعلام الثوار


خاص المنارة – عصام الشيخي
نظرا للدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الداخلي في التعبئة والدعم المعنوي ونقل الصورة الحسنة عن الثورة للخارج والداخل تعالت الأصوات في المدن المحررة بسب قلة الحضور الإعلامي خارج مدينة بنغازي و تساءل البعض عن أسباب هذا قصور هل يرجع إلى ضعف الإمكانيات أم إلى التهميش ؟ فهناك أحداث كبيرة حصلت ولم تلقى حضورا إعلاميا وفي السياق ذاته أجرت صحيفة ليبيا اليوم في عددها 18 استطلاعا للرأي يختص بأداء قناة ليبيا الأحرار فجاءت ردود الفعل مؤكدة على وجود تهميش واقتضاب للأخبار والمعلومات التي تنشرها قناة ليبيا الأحرار من مدينة مصراته.

 رأت صحيفة المنارة طرح هذا الموضوع على بعض المتخصصين والمهتمين في الحقل الإعلامي من مدينة البيضاء لمحاولة توضيح وجهة نظر مختلفة قد تساهم في تحسين الأداء الإعلامي ليواكب كافة الأنشطة والفعاليات في جميع المناطق المحررة
تهميش يمكن تجاوزه بالمبادرة الفردية
قال رمضان بن طاهر عضو المجلس المحلي  البيضاء والمنسق الإعلامي للمجلس أن هناك عملية توجيه إعلامي لبعض النخب وفرضها على وعي الناس الأمر الذي يوحي بدعم توجه سياسي معين وخطورة هذا الأمر في تكريس ثقافة الإقصاء والتجزئة وحتى نستطيع حماية الثورة ومد جسور التواصل مع باقي المدن ودعم الشباب المتحمس للعمل الإعلامي في كافة المدن المحررة هذا هو السبيل الوحيد لتحميس الروح الوطنية والحفاظ على جذوتها في نفوس الناس.
وأضاف بن طاهر أن الإعلام الحقيقي همة الأكبر هو الاقتداء بالناس ومصالحهم وينظر إلى تضحياتهم ويقدسها لأن الثورات قد تخرج المستبدين إذا ظل الإعلام  مهمته إبراز الأشخاص الذين يبحثون عن النجومية ، واقترح أن تكون هناك خطة إعلامية ترى كل الاتجاهات والقيم المشتركة في عملية التوجيه السياسي والاجتماعي والاقتصادي كذلك  خطة تنقل  الوعي من ثقافة التوزيع والاستهلاك إلى الوعي الخلاق أو ما يسمى بخلق الثروة .
في نفس السياق أكد عبد السلام الجياش الإعلامي براديو البيضاء أن هذا الموضوع نال الكثير من الحديث فمن حق أهالي هذه المدن أن تصل نشاطاتها لباقي المدن ولكن للأسف هناك تهميش واضح من خلال القنوات ولا نعلم هل المشكلة في المراسلين أم مشكلة فنية.
وأشار الجياش إلى ضرورة التفكير لإيجاد بدائل من أهل هذه المدن فهم لا يعدموا الإمكانيات و ينشئوا قناة خاصة بهم فالأمر لا يكلف الكثير ، وفي المقابل هذا لا يعطي ذريعة للقنوات بأن تهمش باقي المدن المحررة، لذلك يجب أن يكون لها الأولوية في تغطية جميع المناشط ولو كانت قوافل إغاثة للجبهات.
وفي السياق ذاته قال عمر بوشاح - ناشط إعلامي وسياسي - أنه من الملاحظ وجود ضعف في التغطية وتهميش في المناطق المحررة سواء الشرقية أو مصراتة أو جبل نفوسة وفي بعض  الأحيان  انعدام في المتابعة والتغطية الإعلامية
ولم يرجع بوشاح السبب إلي التهميش وقال أنه لا يشكك في نوايا من يديرون أجهزة الإعلام بشكل عام ولكن عزى ذلك ربما إلى قلة الإمكانيات .
ألتماس العذر للقنوات الوليدة والوقت لا يزال مبكراً لمحاسبتها
من جانبه قال عبد الباسط صالح الجياش - محاضر مساعد كلية التربية جامعة عمر المختار- في اعتقادي  أن الأمر لا ينظر إليه من خلال  المنهجية الإعلامية والحرص على العدالة في تغطية الخبر ، بل يقترب الأمر من اجتهاد شخصي لم يتمّرس كثيراً في التعامل من النشاطات ، ألتمس العذر لكل تلك القنوات الوليدة والوقت لا يزال مبكراً لمحاسبتها ، حين ينتهي النظام ويتوقف إعلام المواجهة والتعبئة ستبحث تلك القنوات عن الخبر في كل مكان لملء وقتها .
وأضاف عبد الباسط أن النشاط في المدن الشرقية يجب أن يكون نابعاً من إيمان عميق بقيمة الثورة وفي خدمتها وليس بحثاً عن الظهور وإرضاء الذات .
وأشار السنوسي عبد الله خنفر وهو منسق أنشطة الدائرة الإعلامية البيضاء انه علينا في البداية أن لا نقول تهميش لان هذه الكلمة قد تزرع الفتنة والانشقاق في المدن المحررة كاملة ولكن هناك بعض القصور من القنوات الليبية الحديثة لأسباب كثيرة منها  قلة الإمكانيات فلابد من وجود مراسلين ومكاتب خاصة بهذه القنوات في كل المناطق المحررة حتى يتعامل معها الناس في كل المدن فكل منطقة من هذه المناطق نجد فيها أكثر من مادة أسبوعيا يمكن تغطيتها مما يعطي صورة حسنة على الثورة في كل المناطق المحررة .
وفي نفس السياق ذاته أضاف عقوب عبد الله عقوب – أكاديمي وعضو المجلس المحلي البيضاء أن هذا لا يعتبر تهميشا ولكن هي أزمة مراسلين وإمكانيات لا اكثر وشرح عقوب أنه بالتأكيد لديهم رغبة في تعبئة الفراغ الموجود وهذا سيؤدي إلى زيادة الاهتمام بالمناطق المحررة بشكل عام واعطاء هامش لها لكي تستطيع ان تعبر وان تنقل ما يدور فيها ، وأمل عقوب في المستقبل على زيادة القنوات الفضائية التي تتيح الفرصة وتكون أكثر إلماما وتظهر الصورة بشكل اكبر من السابق في جميع المدن.
وسائل مختلفة لتغطية النقص 
واعتبر حمدي الزايدي - صحفي وكاتب - أن قضية التهميش والإقصاء نعاني منها من قبل 17 فبراير وهي إحدى أسباب الثورة ، ولكني اكتشفت بعد ثورة 17 فبراير أنها مربوطة بشكل أساسي بالمبادرة الحقيقية فهناك مبادرة لكي نصنع شيء، فالقنوات مفتوحة تستطيع أن تعمل أي شيء ولو في كلمة إذاعية أو في جلسة مثلا كملتقى شباب الثورة فهناك مناطق تتعرض للقصف وفيها صحافة مثل الزنتان ومصراتة ،ونحن محررين من البداية وننتظر ان تأتي الدولة وتعطينا دعم ولا توجد لدينا دولة بل مجلس وطني يقدمنا للساحة الدولية ويخرج هذه الثورة إلى بر الأمان في حين ان مبادرات الأشخاص تعتمد على القدرة والرغبة الشخصية .
ومن جانبه قال عبد القادر محمد الأجطل - ناشط سياسي وإعلامي - يمكن ان ننظر للموضوع من زاويتين الأولى أن هذه المناطق لابد أن تنهض بدور إعلامي يفرض وجودها على الساحة والمشهد الإعلامي فهذه المناطق لديها من الكوادر والإمكانيات ما يجعلها قادرة على أن تكون في مكان مرموق، ولابد من توظيف هذه الإمكانيات وان نعمل بقوة من اجل ظهور إعلامي بمظهر لائق، الزاوية الثانية أن الطرف الأخر المتمثل بالمجلس الانتقالي أو مسئول الملف الإعلامي بالمكتب التنفيذي لابد أن يعيروا اهتماما بهذه المناطق .
و أضاف الأجطل على المحطات الفضائية الجديدة أن تجعل لها برامج في كل المناطق المحررة  ولابد أن يكون لها حضور من خلال المراسلين والزيارات الميدانية وتغطية المناشط مما يلقي عبء على المراسلين والقنوات التي لازالت إمكانياتها محدودة فالثورة هي ثورة شعب وثورة وطن كامل وليس ثورة المدن الكبيرة فقط .
طرابلس أولاً والثورة الأساس
ومن وجهة نظر عبد الله محمد حسين – إعلامي - انه لا يوجد تهميش إعلامي ولكن المسألة هي قلة إمكانيات فقط وأن من غير الواجب ان نتكلم عن ذلك وأسمى أهدافنا لم يتحقق بعد وهو استرجاع عاصمتنا طرابلس ، ولا يهم من بدأ الثورة ولا من أوقد شرارتها ولا من حمل شعلتها فالمهم الآن هو أن تصل الثورة إلى منتهاها بتحقيق كل أهدافها وليكن عملنا خالص لوجه الله تعالى ومن اجل الكرامة وحرية ورفعة ومجد الوطن .

نشر في العدد الثامن من المنارة الورقية

هناك تعليق واحد:

  1. كلام 100% فعلاً هناك تهميش خاصةً في مناطق الجبل "ككله ، نالوت الرابطه، وغيرها" انشاء الله غير مايكونش مقصود !!!

    ردحذف