الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

مستقبل الثورة الليبية بعد حادثة اغتيال عبدلفتاح يونس


خاص - المنارة – عائشة الكوافي – سمية اعبيد
لازال الجدل محتدما حول حادثة اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس من حيث الملابسات والأسباب مما يجعل الباب مفتوحا أمام التكهنات المتعلقة بمستقبل ثورة 17 فبراير. الحدث يفتح الباب أيضا للتساؤلات المتعلقة بسير العمليات في الجبهات ، ومن جهة أخرى علاقة الثوار بعناصر الجيش ، ويأتي الحدث متزامناً مع تأهب الثوار للدخول إلي مدينة البريقة فهل سيؤثر الاغتيال على هذا التقدم أم أن الثوار سيستفيدون من الدرس ونشهد توحداً في القيادة الميدانية والتخطيطية بين الثوار والجيش هذه الأسئلة وغيرها طرحت على قيادات من الجيش والثوار.
روح معنوية عالية للثوار وانتصارات على كافة الجبهات

تحدث العقيد أحمد باني (الناطق العسكري باسم وزارة الدفاع في جيش التحرير الوطني )) للمنارة بأن تأثير اغتيال الشهيد إيجابي للغاية بدءاً من جبل نفوسة حيث طهر الثوار بالجبل مجموعة من المدن وقدموا هذا النصر خصيصاً لروح الشهيد ، وذكر باني الجبهة الغربية وثوار مدينة مصراتة وزليتن الذين يتقدمون إلى جسر مدينة زليتن الذي يعتبر البوابة الجنوبية لزليتن ، وأشار العقيد باني إلى الثوار في جبهة البريقة الذين استطاعوا فتح معابر في حقول الألغام المبعثرة ويتقدمون بخطوات واثقة للإمام وهم مصرون على التقدم والدخول للبريقة وإهداء هذه العملية لروح الشهيد
 وفي سياق آخر قال باني إن الكثير من ضباط الجيش الشرفاء الذين قاموا بأكثر من 52 محاولة انقلاب دفعوا أشجع الرجال، هذا بالإضافة إلى العمليات الغير المعلن عنها ، كما نوه باني أن الطاغية رصد مبلغاً قيمته مليون دينار لمن ينقل له جثمان الشهيد اللواء عبدالفتاح يونس ، وكانت هناك محاولة لنبش القبر ليلة الدفن ولكن العملية باءت بالفشل .
كما صرح باني بأن لديهم إمداد عسكري وأنهم يتحصلون عليه من أصدقائهم في العالم الحر ، وهناك من يقدم الدعم اللوجيستي ، وأشاد باني بالدور القطري وموقفه الداعم للثورة منذ بداياتها ، لكنه تحدث أن تسليح الثوار مازال مؤجلاً.

اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس فاجعة كبيرة
من جهته قال إسماعيل الصلابي (( آمر مدني لكتيبة 17 فبراير)) أن هذه الفاجعة لن تؤثر سلباً بل سيكون تأثيرها إيجابياً لأن الثورات لن تقف بمقتل قادتها ورجالاتها ، بل بالعكس وقود الثورة الحقيقي هم أبطال ورجال وقادة الثورة ، ونفى الصلابي بأن تكون له أو لكتيبة 17 فبراير أي علاقة باغتيال اللواء ، وأكد الصلابي بأن هذه الإشاعات أطلقها الطابور الخامس ؛ لإحداث الفتنة والبلبلة بين صفوف الثوار.
وأضاف الصلابي عن المشهد في الجبهة وعن القيادة والتزامها بالشورى مؤكدا على التزام الثوار واحترامهم لمبدأ الكفاءة في القتال ومن يثبت وجوده في الميدان ، وأشار بأن المعركة عبارة عن مجموعة محاور، لكل محور آمر من الثوار وآمر من الجيش ، والكل يستقي معلوماته وأوامره من غرفة العمليات التي هي مرجعيتها مشتركة بين الثوار والجيش
واشار الصلابي بأن الثوار كانوا السبب في تأخير التقدم على جبهة البريقة ، ونوه للحماس المصاحب للثوار في البدايات ، ولكن مع المعارك والاحتكاك المباشر ضد كتائب القذافي تبين أنه يتوجب تقوية الثوار وزيادة تدريبهم وتحسين عتادهم ، وأكد الصلابي أن اللواء الشهيد يريد منا التقدم ونحن نرفض .
نظرة الغرب لحادث اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس
جاءت ردود الفعل في الصحافة الأجنبية مغايرة ومتباينة وفتحت الباب لتكهنات تعكس قراءة الغرب للحدث بطريقة مختلفة مثل نيويورك تايمز التي نقلت بأن حادثة مقتل الجنرال عبد الفتاح يونس تثير جدلا كبيرا في صفوف المعارضة الليبية كما أثارت مخاوف عديدة حول تأجيج الصراعات القبلية في ليبيا.
ذكرت نفس التقارير بأن هناك تفسيراً آخر يتعلق بكون يونس قتل على يد المناصرين للثورة الذين يعتقدون بأنه ما يزال يحافظ على علاقاته مع النظام السابق أو ربما لعداوات قبلية وسياسية.
وقالت كريستيان سايتس موينتور إن هذا يبرز انقسامات في صفوف الثوار كما أن احتمال حدوث حرب بعد الحرب وارد جدا.

نشر في العدد السابع من المنارة الورقية
الجمعة 5-8-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق