الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

ملتقى الحوار الوطني : ما له وما عليه


ملتقى الحوار الوطني   
ما له وما عليه
خاص المنارة – نهلة الفايدي
بين مؤيد ومعارض للحوار الذي انعقد بمدينة بنغازي بتاريخ 28/7/2011م تحت مسمى ملتقى الحوار الوطني اختلفت وجهات النظر وتباينت حول الفكرة والتوقيت والقائمين على المشروع مع أن الملتقى ضم مجموعة مختلفة الأطياف من داخل وخارج ليبيا، الأمر الذي استوجب طرح الأسئلة التي أثارها المؤتمر على فئات مختلفة لمحاولة مقاربة الصورة وتحديد وعرض الآراء حوله ، لكن هناك من فضل عدم ذكر اسمه لاعتبارات ما زالت تمنع أصحابها من الحديث بشفافية نظر للعلاقات الشخصية من وجهة نظرهم ،
 وجاء الملتقى كمبادرة من بعض النشطاء وتم عرض ورقتين للمناقشة ,الأولى كانت بعنوان" الواقع السياسي الراهن والمخاطر التي تهدد الانتقال السلس للسلطة وسبل التغلب عليها ", والورقة الثانية بعنوان " الواقع الأمني والعسكري وحقيقة التخوفات المستقبلية وعوامل تحييدها ",  وجاء المؤتمر لتأكيد على مبادئ ثورة 17 فبراير والحفاظ على العلاقات والمصالح الدولية مع سائر الدول إضافة إلى تحليل الواقع السياسي الليبي .
رفض للحوار وتخوف من الإقصاء
عبر البعض عن رفضهم لفكرة الحوار بشكل عام, على اعتبار أن الوقت الراهن ليس وقتا مناسبا للخوض في أي حوارات, ونوهوا أيضا إلى أن ثقافة الحوار ثقافة غائبة عن المجتمع الليبي منذ العقود الأربعة الماضية ولذلك سيتطلب الكثير حتى يستطيعون تقبل الرأي والرأي الآخر قيل البدء في أية  حوارات.
وبهذا الصدد رأى البعض أن الملتقي لم  يجمع كافة أطياف المجتمع لعدم اتساع رقعة الحوار وذلك  بإشارتهم إلى أن القائمين على الملتقى هم جهات تضم تيار فكري واحد, وكذلك أغلب المدعوين والمؤيدين للملتقى , وأكدوا أن الحوار يجب أن يكون بعد تحرير كامل ليبيا, فبحسب تعبيرهم فإن كل الملتقيات الحوارية الآن غير ذات معنى  لعدم قدرة الكثير على إبداء أرائهم .
تأييد لاعتبارات مختلفة
أكد بعض الحضور أن الحوار مطلوب في كل وقت تحت أية ظروف , وأشاروا إلى ضرورة حضور الملتقى,  فمن وجهة نظرهم أن الحوار  يطرح  محاور مهمة جدا للنقاش, خاصة أنه قبيل الملتقى تحدث الكثير من الناس عن احتمال حل المجلس الوطني الانتقالي بعد سقوط القذافي مباشرة وانتخاب مؤتمر وطني بدلا عنه, وهذا ما سبب القلق وزعزعة الثقة لدى الكثيرين مما زاد في رغبة البعض للحضور للمناقشة ولمعرفة النتيجة التي سيرشح عنها الملتقى.
الحوار هو الحل
جاء رأي المنظمين داعما لفكرة المؤتمر ومؤكدا عليها واعتبروا الملتقى ناجحا ومميزا من ناحية التنظيم والحضور ودرجة التفاعل في الحوار, خاصة عندما طرحت الورقة الأولى للنقاش رغم أنها لم تعطى حقها من الوقت فقد احتوت عدة عناوين فرعية تحتاج إلي شرح مفصل وبعض ما جاء فيها هو الاتجاهات والشخصيات السياسية في الساحة الليبية ومؤسسات المجتمع المدني وقضايا الشارع والوضع العسكري وغيرها من النقاط المهمة.
وجاء البيان الختامي موضحا أن المجلس الوطني الانتقالي الشرعية الممثلة لليبيين كافة، وأنه سيقود مرحلة التحرير حتى استقرار البلاد ,إضافة إلى أهمية استمرار ملتقى الحوار الوطني في احتضان وتوفير أرضية لكافة مكونات المجتمع الفكرية والسياسية لمناقشة الشأن العام للثورة والوطن والدولة,والتمسك بمبدأ الشفافية وإتاحة المعلومات والوضوح في تداول الشأن الليبي الداخلي .

تأثير الحدث على المؤتمر
 أما بالنسبة عن مدى تأثر الملتقى بنبأ اغتيال اللواء "عبدالفتاح يونس" الذي تزامن مع ذات توقيت الملتقى ،, فقد كان الخبر في البداية غير مؤكد أثناء الانعقاد ومع ذلك أثر على بعض الحاضرين فغادروا المكان ومنهم صاحب الورقة الثانية  التي تم  عرضها من قبل شخص ثاني، مما أدى إلى عدم إعطاءها حقها هي الأخرى, وأدى أيضا مقتل اللواء إلى غياب وسائل الإعلام في آخر ساعات الملتقى مما أدى إلى عدم نشر البيان الختامي على وسائل الإعلام .

نشر في العدد السابع من المنارة الورقية
الجمعة 5-8-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق