الاثنين، 8 أغسطس 2011

محمد صقر : النظرية الخفية للعقلية القذافية



الهدف الأساسي لهذه النظرية هو وضع سياسة عامة لإدارة الدولة والمجتمع تهدف إلى تقليل المعارضة أو إلغائها من أجل البقاء في السلطة أطول مدة ممكنة , ولتحقيق هذا الهدف وجب تحديد العوامل التي تؤدي إلى نشوء المعارضة بالأساس وهذه العوامل هي :
·        عامل معنوي متمثل في ارتفاع مستوى الوعي للأشخاص الناتج عن ارتفاع مستوى تعليمهم وثقافتهم العامة.
·        عامل مادي متمثل في ازدهار الحالة المادية للأشخاص وإحساسهم بالقوة مادياً.
بناء على هذه العوامل فإن وضع الخطوط العامة للسياسة القذافية التي تهدف إلى تقليل المعارضة يكون في اتجاه محاربة التعليم والنزول بمستوى ثقافة الأشخاص وذوقهم العام وأيضاً التضييق مادياً ومعنوياً على الأشخاص الأكثر حظاً من التعليم والأكثر ثقافة ووعياً وبالتالي الأكثر نجاحاً في مجال الأعمال .

تطبيق هذه السياسة يضمن التالي :
·        تبعية الأشخاص قليلي التعليم والوعي للحاكم وسهولة إقناعهم بأفكاره حتى ولو كانت هذياناً.
·        إبقاء الأشخاص الأكثر تعليماً ونجاحاً في حاجة دائمة لما يتكرم به الحاكم عليهم مع إبقائهم تحت سيطرته مادياً.
لو نظرنا لما قام به القذافي خلال سنوات حكمه لوجدنا أنه يصب في اتجاه هذه السياسة القذافية وتطبيق لهذه النظرية الخفية, وخير إثبات لهذه النظرية هو ماتحدث به سيف الاسلام عن أن المعارضين لحكم والده واللذين قاموا بالثورة هم من المتعلمين والمثقفين ورجال الأعمال اللذين تمكنوا برعاية من الله من أن ينجوا من تطبيق هذه النظرية عليهم وكنا نحسبهم قلة من الليبيين ولكن بعد 17 فبراير اتضح أن أغلبية الليبيين كانوا واعين بصورة مباشرة أو غير مباشرة لما يحاك ضدهم من مؤامرة قذافية متمثلة في هذه النظرية الخفية التي هي بحق نظرية عالمية حيث لم يسبق لحاكم أن طبق هذه السياسة وبهكذا أسلوب ممنهج ضد شعبه طمعاً في البقاء في الحكم.
أقول إلى كل اللذين يقفون في صف القذافي , أنظروا إلى أنفسكم وإلى بلدكم نظرة تحليلية متأنية وستكتشفون أن كل ما مر بكم من أحداث هو نتاج قوانين صادرة طيلة سنوات في إطار هذه السياسة أدت إلى تدني مستوى الإدارات الطبية والخدمية والصناعية وحتى السياسية وهو دليل على نجاح القذافي للأسف في تطبيق هذه النظرية الخفية إلى حد كبير , فهل أنتم راضون عما يحدث لكم ...!؟

محمد صقر
طرابلس - ليبيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من هو ايلي كوهين؟