رمضان بن طاهر |
معارك مفتعلة
بقلم : رمضان بن طاهر
لاشك أن المرحلة المقبلة هي بلا جدال أكبر هموم المواطن الليبي سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي ، وهناك إحساس عام بان المتحاورين من السياسيين والمثقفين والمفكرين في هذا الموضوع لا يتفاهمون ولا يصلون إلي تحديد واضح لطبيعة الأزمة ومظاهرها ووسائل حلها لأسباب من أهمها أنهم لم يتفقوا علي معان محددة وإيجاد أرضية مشتركة للحوار بينهم .
وعلي الرغم من الإرباك والخلاف الفكري والسياسي والواقعي إلا انه علامة صحية علي يقظة الوعي ورهافة الحس لكل مجتمع يمر بحالة ثورية يصاحبها تصادم بين القيم الجديدة والواقع المعاش وكيفية تحقيق التناغم بينهما ، وهذه حالة ايجابية تصب في الصالح العام ، أما الجانب السلبي وهو النقطة الأساسية التي لم اكتب هذه السطور إلا لكي أؤكدها .
فنحن نسلم بأن القذافي مارس إرهابا سياسيا وفكريا واجتماعيا وهذا لا يحتاج إلي مزايدة ولا إلي أصوات تلقننا دروسا في معني الوطنية والديمقراطية وهي تثير وتفتعل الصراعات والخلافات لمصالح ذاتيه ، وهذه حالات لا أقول أنها عائق ولكنها موجودة وهي تتطلب منا الحذر والحيطة ولا أقول العودة إلي الارتياب المطلق وتقتضي منا أن نفكر مليا بأن نبتكر الحلول من أقوال الناس وسلوكياتهم والناس في العادة مثقفة وواعية لكننا نشوش عليهم بافتعال الخلافات التي تشوه المعطي ألقيمي للثورة الذي أراده الله سبحانه وتعالي لتحرير الإنسان وتحقيق الكرامة .
ما اقصده أن المرحلة المقبلة تحتاج إلي مناخ مستقر ولا نستقوي علي بعضنا البعض ، وان نقتدي بالناس ومصالحهم وننظر إلي تضحياتهم ونقدسها ، وان نتجرد من النجومية والاقتراب من مصالح السلطة ، ونقدم المشهد السياسي والفكري علي أن هناك اتفاق تام بعيدا عن الصراعات ذات المصلحة الذاتية التي قد تؤدي بالبلاد إلي فوضى اجتماعية تؤيس المجتمع عن تحقيق أهدافه ، وتخرج لنا الديكتاتورية والإرهاب .
نشر في العدد الرابع من المنارة الورقية
15-7-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق