حكاية الطوابير،حكاية طويلة، حفظناها عن ظهر قلب إبان حقبة النظام البائس،تارة على المخابز وتارة على الوقود ومشتقّاته وتارات لأجل معانقة المرتبات وأخرى لاسطوانات الغاز الحبيبة! وأُخريات في الحرم المدرسي؛ مراعاة لمشاعر المثابات الثورية . أما بالنسبة لطوابير القروض والشقق وقطع الأراضي فتلك تأتي في أحيان كثيرة مصحوبة بالدموع .
وهي في عمومها تعود على الموطوبر بنفع قليل، رغم تململه منها ونقمته عليها، ومثال هذا النفع، أن يُسخر له الله معلّم رياضة نشيط يبعث فيه الأمل ليوم دراسيّ جديد. وغير هذه الطوابير هناك طابور واحد أمره عجيب! وهو الطابور الخاسر، الذي آثر كثيرون تسميته بالخامس تيمّناً باميليو مولا صاحب التسمية، دونما مراعاة لقدسية هذا الرقم الذي ارتبط في عقولنا بأركان الإسلام وأوقات الصلاة ، على كلّ حال، هؤلاء وقفوا فيما مضى أمام فخامة العقيد، وبعد تخلخل عرشه وقربه من السقوط أصبحوا يقفون خلفه مستميتين على بقائه ،في وقت يكاد العقيد ُيصبح وحيداً في الساحة ،لولا بعض الأصوات المبحوحة مما يُعرف بالطابور الخاسر،فهم فضلاً عن فقدانهم للمزايا السابقة التي كانت تُمنح لهم في ظل فخامته، من سيّارات وشقق وإدارات لا يعرفون عنها شيئاً، فقدوا أصواتهم التي سيدافعون بها عن أنفسهم أمام قضاء مستقل في القريب العاجل بإذن الله تعالى. وتحت هذا الطابور الخاسر ينضوي طابور آخر،لكنّه للأسف ليس لديه ميزة من المزايا السابقة ،وخير وصف ينطبق على هؤلاء أنّهم مغرّر بهم بحقّ وحقيقة؛ والسبب حسب رأيي المتواضع أنّ هؤلاء يحاولون زعزعة أمن المدن عموماً والمحرّرة بوجه خاص بأفعال ميئوس منها، كالاجتماعات في أماكن مشبوهة ومن ثمّ يعملون على إطلاق الإشاعات علّها تُؤدي إلى فوضة يستمتعون بمشاهدتها، أو إرسال أخبار هذه المدن إلى إذاعات الجماهيرية البائسة أو الاتّصال بإحدى هذه القنوات لتقديم الولاء وإعطاء صورة مغايرة عن واقع هذه المدن ،وهم في ذلك كلّه كمن يحرث البحر للحصول على محصول رائع. وبعيداً عن ثقافة الإقصاء التي مارسها سيادته طيلة فترة احتلاله لليبيا، آمل من هؤلاء الذين اقتصر نشاطهم على التطبيل والتزمير دون إراقة الدماء، أن يعودوا إلى رشدهم ولا يتسبّبوا لأنفسهم وأهليهم في أمور لا تُحمد عقباها؛ وذلك عن طريق التسليم بحقيقة الثورة في الوقت الحاضر والوصول لقناعة مفادها أنّ الأشياء التي يحاولون القيام بها لا تّقدم ولا تؤخر شيئاً في مسيرة الثورة المجيدة، وفي مرحلة متقدمة تحمل شعار التوبة التي منحها الله لعباده ،عليهم بمحاولة الاندماج في مجتمعهم والمشاركة فيه ولو بكفّ شرورهم عن هذا الشعب؛ ليتمكن من بناء نفسه ودولته بالشكل الذي يليق بعراقته.
نشر في العدد الرابع من المنارة الورقية
15-7-2011
سلمت يداك والذي يحيرني فعلا ان كثيرا من هؤلاء ما يعرفون بالطابو الخاسر لم تكن لهم اي ميزة مادية او معنوية في ظل نظامهم البائد فالسؤال هنا لما كل هذا الولاء لشخص لا يعير لهم اي اهتمام .
ردحذفمن الحقائق الساطعة التي أفرزتها الثورة الليبية بأن الشعب الليبي يذخر بأمكانيات وعطاء لا محدود في مجالات شتئ من أبرزها العطاء في الابتكارات والتصنيع الحربي رغم التغطية الخجولة من وسائل الاعلام أمنياتي الصادقة أن نري ليبيا حرة قريبا وهي جديرة بنيل الحرية من بين انياب الطابور الخامس الذي اقعد خيرة شبابنا علي البذل والعطاء
ردحذف