الثلاثاء، 28 يونيو 2011

سليم الرقعي : دم الشهداء لم يذهب هباء !؟



 دم الشهداء لم يذهب هباء !؟
- في ذكرى مذبحة بوسليم -
 
تحل هذه الأيام ذكرى مذبحة "بوسليم" الرهيبة ونحن بعد في خضم هذه الثورة التاريخية المجيدة مع كل ما صاحبها من ألام ودماء كما هو الحال في حالة كل ولادة جديدة وما يرافقها من ألام المخاض والوضع!!.. فليبيا اليوم تـُولد من جديد – للمرة الثانية - من رحم هذه الثورة وهذه المعاناة ومن دم الشهداء!!.


ولكن مع حلول هذا الذكرى السنوية ومرور 15 عام على وقوع هذه الكارثة المؤلمة والجريمة المروعة لم تعد هناك اليوم من حاجة كبيرة للتذكير بجرائم "معمر القذافي" الكثيرة التي إرتكبها في حق شعبنا وحق الوطن منذ إستيلائه على السلطة لإثبات أنه طاغية مجرم أو من أجل فضحه وكشف حقيقته لليبيين وإقناع العرب والمسلمين والناس أجمعين بأنه بالفعل طاغية دموي موغل في الإجرام والإرهاب!.. لا .. لم تعد هناك حاجة كبيرة كما سبق للتذكير بجرائم وإرهاب وتاريخ "معمر القذافي" الدموي والقذر خلال كل هذه العقود .. لسبب بسيط جدا ً فالجرائم القذرة "الحاضرة" التي إرتكبها "معمر القذافي" منذ إنطلاقة  ثورة 17 فبراير المجيدة حتى اليوم والتي شهد عليها العالم كله تكفي وحدها لفضح حقيقة "معمر القذافي" الديكتاتورية الإجرامية والإرهابية الدموية الموغلة في القذارة والإنحطاط !.. تكفي وحدها لإثبات أنه طاغية نرجسي قذر(*) فاقد للحس الإنساني والأخلاقي والوطني بل والحس الرجولي!.. كما أن هذه "الجرائم" تكفي لإدانته دوليا ً وهو ما حصل!.. فلم أسمع عبر التاريخ قائد دولة وحاكم شعب يسلط جنوده ومرتزقته على شعبه لتقتيلهم بهذه البشاعة بقصفهم بالأسلحة الثقيلة بل ولإغتصاب نسائهم بشكل جماعي وتصوير عمليات الإغتصاب كما فعل هذا الديكتاتور البائس القذر!.. جرذ باب العزيزية!.

لقد ركزت منذ دخولي على خط "النت" عام 2002 على المقالات التي تفضح جرائم وصفات "معمر القذافي" الشخصية والسياسية التي ظللت أؤكد فيها دائما ً على أن "معمر القذافي" - شخصيا ً وليس سياسيا ً وحسب - هو السبب الرئيسي في كارثة ليبيا وأنه هو المسؤول الأول عن معاناة شعبنا وعن الجرائم التي أرتكبت في حق ليبيا كوطن وشعب ودولة وتاريخ!.. وظللت أردد وأدندن وأؤكد على هذا "العنصر الإجرامي والإرهابي" في شخصية معمر القذافي حتى أنني كتبت ذات مرة أن معمر القذافي كشخص حتى لو لم يكن في السلطة كان سيرتكب جرائم بشعة في حق من حوله من البشر فالإجرام والإرهاب جزء أصيل في شخصيته المريضة!..  فمعمر القذافي – كشخصية نرجسية مستبدة مريضة - عنده الغاية تبرر الوسيلة وهو ينظر إلى كل من حوله على أنهم مجرد "أدوات" و"موارد سياسية" يمكن إستعمالهم وتوظيفهم  في تعزيز قبضته الأمنية والسياسية على ليبيا وفي الترويج لشهرته الشخصية في العالم!.. وكان أحد الأخوة المعارضين ينتقدني وينتقد هذا النوع من الكتابة قائلا ً: (كأن المسألة بينك وبين القذافي أصبحت مسألة شخصية!) ثم ينصحني قائلا ً: (حاول أن تنتقد "النظام" لا "القذافي" شخصيا ً)!..وكان ردي دائما ً أن هذا "الشخص" بعينه وشحمه ولحمه هو السبب الرئيسي في كارثة ليبيا ومعاناة الليبيين... وهذه هي الحقيقة!.

وختاما ً أقول إن دماء شهداء مذبحة "بوسليم" عام 1996 ودماء شهداء 17 فبراير 2006 (حادثة حرق القنصلية الإيطالية) وكذلك دماء شهداء ثورة 17 فبراير 2011 الحالية بل ودماء كل الشهداء الذين حاولوا إنقاذ وطنهم وشعبهم من قبضة الطاغية منذ إفتضاح أمره لهم لم تذهب هباء بل أصبحت هذه الدماء الطاهرة هي قدوة الثوار ووقود الثورة ومشعل الحرية!.. فطوبى للشهداء.. والمجد والخلود.

(*) ملاحظة مهمة أخيرة: عندما أصف معمر القذافي بأنه "قذر" كما فعلت هنا في هذه المقالة فليس المقصود هنا الشتم والسب من أجل التنفيس الشخصي عن الغضب .. لا والله بل هو حكم عقلي مجرد ووصف موضوعي دقيق لإحدى الصفات الشخصية لمعمر القذافي كشخص وكحاكم وقائد سياسي فالحاكم قد يكون طاغية دون أن يكون قذرا ً ولكن معمر القذافي جمع بين الأمرين (الطغيان والقذارة على السواء) ويكفي للتدليل على هذه الصفة الخسيسة في شخصيته – أي القذارة – أنه أمر بإغتصاب الليبيات في المدن التي ثارت ضده وليس كل الطغاة يفعلون مثل هذه الأعمال القذرة!.

سليم الرقعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق