الاثنين، 27 يونيو 2011

مسؤول التعليم : تحديد موعد استئناف الدراسة قرار سياسي


مسؤول التعليم : تحديد موعد استئناف الدراسة قرار سياسي
سمية بالنجا - خاص – المنارة للإعلام 

مع مرور الوقت وتطاول الأزمة أصبح موضوع الدراسة وكيفية تعويض ما ضاع على الطلبة والتلاميذ من الفترة الدراسية أمراً من الأمور الّتي تقلق الشارع وتشغله بشكلٍ واضح ، خاصةً مع غياب قرار رسمي واضح من قبل الجهات المختصة يجزم بما سيكون من الخطط لتعويض هذه الفترة .
ولاشكّ في أنّ فكرة استئناف الدراسة الآن هي أمر حسّاس بالنسبة لكلّ اللّيبيين وأغلب الآراء تقصي هذه الفكرة ؛ كونها وبحسب وجهة نظر الشارع تمسّ الوحدة الوطنية وتكرِّس فكرة الانقسام ، فالمدن المحاصرة لازالت تنزف واستئناف الدراسة يعني استقلالية المدن المحررة عن بقية ربوع الوطن ، كما أنّ الكثير يرون أنّ غياب الأمن وانتشار الأسلحة يشكّل عائقاً أمام استئناف الدراسة فالكثير من العائلات تبدي تخوّفاً من إرسال أبنائها إلى المدارس في الوقت الراهن ، وفي تصريحٍ للمنارة أفاد سليمان الساحلي "مسؤول ملف التعليم في المجلس التنفيذي" بأنّ هناك خططاً وخططاً بديلة قد وُضِعت من قبل لجان متخصّصة تضمّ التربويين والموجهين والمعلمين الأكفاء وأساتذة الجامعة ؛ لتعويض هذه الفترة ، كما أكّد بأنّ كلّ الأمور مدروسة في هذه الخطط بما في ذلك اختلاف طبيعة النظام الدراسي للطلبة من حيث كونه نظاماً فصلياً أو نظام السنة الدراسية الكاملة ، وسيتمّ تعويض هذه الفترة بالطرق التربوية التعليمية.
وأمّا عن سبب عدم استئناف الدراسة حتى الآن أو صدور قرار رسمي بما سيؤول إليه هذا الموضوع ، أجاب الساحلي بقوله : "هذا الأمر يخصّ ليبيا ككلّ وهو قرار سياسي بالدرجة الأولى" وأضاف بأنّ عشرات السنين مضت على الشعب الليبي وهو في أسوأ الأوضاع فلا ضير في أن نتعطّل بعض الوقت لأجل مستقبلٍ أفضل ،كما علّق قائلاً بأنّ هذه الفترة لا تعتبر ضائعة بتاتاً.
ما تبثّه إذاعات النّظام السابق من صورٍ للطلاب في المدارس وأخبارٍ عن استئناف الامتحانات أدّى إلى استفهام الكثير عن مدى صحة تلك الأخبار، خاصّةً في ظلّ غياب المعلومات بسبب الحصار الخانق على المدن المحاصرة ، وعلّق الساحلي على ذلك بأنّ الأمر دعايةٌ إعلامية من قبل قنوات النّظام بالدرجة الأولى وأنّه وبحسب ما يأتيهم من معلومات فإنّ أعداد الطلبة الّذين يباشرون الدراسة محدودٌ جداً وأما الأغلبية فهم في حالة عصيانٍ مدني .
وفي سياقٍ آخر أفاد الساحلي بأنّ حوالي مائة منتدى تربوي قد افتُتِحت في بنغازي ؛ لاستغلال أجواء الفراغ واجتناب ضياعها ولإخراج الأطفال من أجواء القلق والضغط النفسي ، حيث تخضع هذه المنتديات لإشراف تربوي من قبل الإدارة والمدرسين وتتضمنّ برامج للتقوية في اللغة العربية والإنجليزية وكذلك الفرنسية الّتي أشار بأنّها أصبحت مستهدفة هذا بالإضافة إلى الحاسوب ، وأشار بأنّ هذه المنتديات تعتبر مهمّة جداً لتحقيق أهداف تربوية كثيرة.
وإجابةً على استفسارنا عمّا نشرته صحيفة ليبيا اليوم من تصريح لمستشار التعليم حنبلي السنوسي "بأنّ دائرة التعليم قررت أن تستكمل العام الدراسي 2010-2011 بعد تحرر كامل الثرى الليبي حيث سيتم تخصيص 8 أسابيع لدراسة ما تبقى من المنهج الدراسي لسنة 2010-2011 وإجراء امتحانات الدور الأول والثاني ومن ثم يستأنف العام الدراسي 2011-2012" أكّد الساحلي بأنّ هذه فكرة من الأفكار المطروحة ومجرد مقترح لم يتمّ صدور أي قرار رسمي به.
يبدو إذاً وعلى جميع الأصعدة أنّ فكرة استئناف الدراسة الآن مرفوضة ومستبعدة وأنّ الحسم في هذا الأمر مرتبطٌ بالحسم في الشأن الليبي ، ومع مرور الوقت تبقى المنتديات الصيفية الخيار الوحيد المتاح حتى الآن كبديلٍ لذلك.  

________________
* الصورة نقلا من صحيفة برنيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق