الجمعة، 3 يونيو 2011

حرية المواطن وحقوقه الديموقراطية فى ليبيا الجديدة


نظام القذافى الذى نعتبره من الماضى المأساوى ينتهى قريبا ولن يرجع ، ونعتقد أن حاضرنا سيكون مثقلا بالمسؤوليات السياسية والأقتصادية والأجتماعية الجديدة والمستجدة ، وقبل الحديث عن سمات الوضع التاريخى والأجتماعى والسياسى لابد  أن نذهب الى ما يمكن أن يؤدى الى حلول ايجابية يقبلها ويستجيب لها المواطن وهى الحرية والديموقراطية مستعينين بما يناسبنا من تجارب البلاد المتقدمة التى تخلصت منذ زمن طويل من الأحكام والنظم الأستبدادية فأستقرت وأنتجت وتقدمت بل وأنتصرت على ما واجهها من صعاب ومنها الحروب
الكونية والأقليمية ذلك أن مواطنيها أحرارا مؤمنون بأرضهم ونظم حكمهم الديموقراطية ، وأذكر أننى قرأت منذ زمن أن السير وينستون تشارشل رئيس وزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية سئل ، كيف أمكنه أن ينتصر فى تلك الحرب ، قال بالمواطن البريطانى ، سألوه ، كيف ، قال ان المواطن البريطانى عندما يطرق باب بيته فى الصباح الباكر ينتهض وهو يتوقع زجاجات الحليب أمام البيت أما المواطن الألمانى فانه عندما يطرق باب بيته صباحا ينهض مرعوبا لانه يتوقع البوليس السرى ( الجيستابو ) ليعتقله وهكذا أنتصرت بريطانيا بالحرية ، وفى حالة أخرى وقد سقط تشارشل فى الانتخابات بعد انتهاء الحرب وسئل مرة أخرى كيف يسقطه الشعب وهو الذى قاد بريطانيا الى النصر النهائى فأبتسم وقال ان الشعب البريطانى أنتخبتى عندما اراد الحرب وأسقطنى عندما أراد السلام ، وهو لم يقل أنه العبقرى الذى أنتصر على الفاشية وخرج من الحرب العالمية الثانية ببريطانيا سالمة شامخة وبالتالى يجب على الشعب البريطانى أن يبقيه فى الحكم مثلما يفعل الحكام العرب الذين لا يكتفون بفترات حكم لعقود وعقود واذا أمتنعت شعوبهم يقاتلونها بالطائرات والمدافع والدبابات  
    هكذا هى الديموقراطية ،  
وأعود الى أصل الحكاية وهى معقدة فى وطننا العربى أعنى حريية الانسان ، وفى هذا الوطن الكبير نرى الحكام العرب دون استثناء وهم يدركون أو على الأقل سمعوا أبلغ تعبير عن الحرية والديموقراطية عبر كل مراحل تاريخ البشرية قاله عمر بن الخطاب رضى الله عنه ( متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا ) ومع ذلك لم نشهد خلال مراحل تاريخ العرب الحديث والمعاصر أن حاكما عربيا أحترم حقوق الانسان أو عمل بشئء من العدل ، 
والآن وقد بدأ ربيع الوطن العربى بثورات شبابية تتطلع الى العدل والحرية رافضة بذلك الحكم الاستبدادى الذى ساد فى وطننا العربى ، نريد أن يكون منهج الحكم فى ليبيا الجديدة قائما على العدل والديموقراطية وحقوق الانسان ضمن دستور تلتزم به عقول نيرة وأفكار متحضرة بحيث يتم ارساء قواعد للحياة العامة والخاصة على أساس قيم ومبادئء الاسلام الحنيف مع الأخذ بالرقى الحضارى والثقافى والتكنولوجى فى العالم من منظور تاريخى متطور يقبل بتغير الظروف والأحوال فى حياة الناس، 
 أن العدل هو ركيزة تقييم عمل اى حكم وطنى وهو الذى يحدد ملامح المستقبل واستجابة المواطن للقوانين وأحترامها كما الاستعداد للذود عن حياض الوطن ، 
ولابد لنا بل من واجبنا أن نبحث عن آليات تحليل وفهم أوضاح أهلنا وأخوتنا الذين عملوا فى ادارات وأجهزة الحكم السابق بحيث لا نضرب الكل بعصا   واحدة ولا نقيس الأمور بالمسطرة ولهذا سببان 
الأول أنه لا يمكننا خلق ادارة وأجهزة قادرة على حماية مكتسبات ثورة الشعب بجرة قلم 
وثانيا أن هناك شرفاء كثر لم يتلوث عملهم بأدران القذافى ولا باعوا أنفسهم بمال أو وظيف فى شكل منحة أو ترقية ، وفى هذا لابد لنا من الفرز لنعرف موازين القوى السياسية والأجتماعية التى أدت الى شغل المناصب الادارية والسياسية والعسكرية 
ونحن نعتقد أن الخطاب السياسى يجب أن يشتمل على نوع من المصالحة بين الناس من اجل ولوج مرحلة انتقالية يحدث فيها التوافق بين الحاكم والمحكوم وبحيث يكون التسامح نتاجا للحرية ، ولابد أن تكون هناك نخبة تلتف حول القائمين بالعمل الادارى والتعليمى والصحى والاقتصادى وحتى المعمارى ذلك أن ما أحدثه نظام القذافى من افساد وتدمير يرعب من يطلع على فترة حكمه مما يجعل مهمة الاصلاح فى غاية الصعوبة خلال فترة الانتقال الى دولة الحرية اذ ستكون مطالب المواطنين كثيرة وملحة ولا يغيبن عن نظر اى مراقب ما فعله النظام الاستبدادى من تخريب فقد قتل مرتزقته البشر والحيوان وحرقوا كل نبتة خضراء ودمروا المدن والقرى وسمموا المياه مستخدمين الاسلحة الفتالكة بما فيها المحرمة دوليا ناهيك عن انتهاك الحرمات فى مجتمع يقدس نظام العائلة وتاج رأسه الشرف والكرامة ،،
ان حكم القذافى خلق خواءا سياسيا وأجتماعيا وخرابا اقتصاديا وتعليميا وحتى دينيا فأنغماس عائلته وأزلامه فى الفساد المالى كان سببا فى تحليل الحرام والرغبة حتى من الرعية ( مع الأسف ) فى النهب والاستحواذ على كل ما هو عام وكان البعض يقولون ( رزقنا يبدده القذافى ) وبالتالى يجب أن نأخذ ما يقع بين أيدينا يمعنى سرقة المال العام حيث تفشى الفساد وتجذر ، وكان نظام القذافى قد اراد وخطط لخلق تحولات دينية وفكرية وسياسية وأجتماعية وأقتصادية ، ففى الجانب الدينى أغرق البلاد باجناس غير عربية وغير اسلامية فى وقت كان يدعو فيه الليبيين للهجرة بحجة واهية اسمها الاستثمار بالخارج ، وفى الجانب الفكرى منع كل اجتهاد وكل انتاج ادبى او علمى غير مقولاته التى يرددها اعلامه حتى أن زبانيته كانوا يقولون ( لا نجومية فى المجتمع الذى يسمونه جماهيرى ) كذلك الحال فى  الجانب الاجتماعى فقد كان يدعو الى الخروج على التقاليد والعادات الحميدة ويشجع على خروج الفتيان والفتيات على الخروج عن طاعة الوالدين وعلى الاختلاط الفاضح ، وباسم التدريب والعسكرية وما سماه الشعب المسلح انشأ بؤر اخجل من نعتها بما يحدث فيها الخ 
ذلك قليل من كثير يفيض به الكيل والميزان وهو ما يجعلنا نشدد على أهمية وصعوبة المرحلة القادمة وندعو الى البحث والدراسة والتأنى ،، 
د- عبدالوهاب محمد الزنتانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق