الثلاثاء، 24 مايو 2011

تهنئة لجماعة الاخوان المسلمين الليبية وكافة أبناء شعبنا الليبي

تهنئة لجماعة الاخوان المسلمين الليبية وكافة أبناء شعبنا الليبي
د. ادريس بوفايد

في الوقت الذي تعم فيه أجواء ونسائم الحرية والانعتاق، في مدننا الباسلة المحررة، وعلى رأسها بنغازي الثورة والصمود، وتتوالى فيه الانتصارات، على جبهات المواجهة والتصدي، في مصراتة الاسطورة، واجدابيا الابية، والجبل الغربي الأشم، وبعد الملاحم، التي سطرها أبناء شعبنا الاشاوس، في كل من الزاوية وزوارة، وانتفاضة طرابلس وغريان، وبمناسبة عودة قيادة جماعة الاخوان المسلمين الليبية، من المنفى، وعقدها لأول اجتماع علني لها، بمدينة بنغازي الحرة، منذ ما يزيد عن الاربعة عقود عجاف.

فلا يسعني إذ أشارك الاخوة الأفاضل في الجماعة، وكافة أبناء شعبنا الليبي الأبي، أجواء هذا الحدث التاريخي، الاّ أن أهنئهم وكافة أبناء شعبنا الليبي، بهذا الحدث العظيم، الذي يمثل ويرمز لعودة الحقوق الى أصحابها، من أبناء شعبنا الليبي، الصابر المصابر المجاهد، ولو بعد عقود من الكفاح والنضال والجهاد، ومن الاصرار والعمل والمثابرة، فما ضاع حق وراءه مطالب مجاهد. قال تعالى ( وكان حقا علينانصر المؤمنين).

لقد ارتكبت حكومة السيد محمود المنتصر، منذ الشهور القليلة الأولى للعهد الملكي، الخطيئة الكبرى، في حق شعبنا وبلدنا، بالغائها للتعددية السياسية، القائمة آن ذاك منذ عهد الانتذاب البريطاني، ومنع تشكيل الاحزاب والانضواء تحت لوائها، بعد قيامها بتزوير أول انتخابات تشريعية ليبية، بشهادة المراقبين، وقمعها للاحتجاجات الشعبية المترتبة عليها، من قبل أفراد رجال الشرطة، الذين كانوا يأتمرون بأوامر ضباط شرطة انجليز، في ذلك الوقت، وفي قلب العاصمة طرابلس، ومصراتة، والمدن المجاورة، للاسف الشديد. ونفي أحد أبرز أقطاب السياسة الليبية، ورجال الاستقلال، في ذلك الوقت، إن لم يكن أبرزها على الاطلاق، الزعيم بشير السعداوي، وشقيقه نوري، الى سوريا، اثر تلك الاحتجاجات الدموية، الى أن فارق الحياة بالمنفى في عام ١٩٥٧، رغم مخالفة ذلك للدستور المعتمد من قبل اللجنة المعيّنة، والملك الراحل ادريس السنوسي!

ثم أُبتلي بلدنا وشعبنا، لأسباب متعددة، ليس أقلّها، الغاء التعددية السياسية، ونفي الساسة، بأسوأ حكّام، وأسوأ انقلاب عسكري عرفه التاريخ، منذ نيرون روما الشهير، البغيض، في القرون الوسطى، الذي أحرق عاصمته، وهو يعزف على قيثارته ويغني، وأبناء روما يصطرخون ويستنجدون، دون منقذ أو مغيث. ليقضي هذا المخلوق الحاكم الذي أُبتلينا به، على كل الرموز والقيادات والتيارات السياسية في ليبيا، في وقت مبكر، ويُجرّم أي عمل سياسي منظم، بنصوص قانونية جائرة، قمعية، ويحكم البلاد والعباد، بقبضة من حديد، على مدى ما يزيد عن أربعة عقود عجاف، من الزمن، وليختم أعماله الاجرامية الآثمة، بحرق مدننا وبلداتنا، بكل ما أوتي من أسلحة الدمار والخراب، فلم يتورع عن استعمال طائرات الميراج والهيلوكبتر والصواريخ والمدافع والدبابات، في قمع المتظاهرين السلميين، ودكّ البيوت والمساجد، بمدننا وبلداتنا، على رؤوس أهلها وأطفالها، دون هوادة، أو رحمة، فقط ليحمي نفسه، والاحتفاظ بكرسيّ حكمه، وبأضعاف ما عمل نيرون في روما. فحسبنا الله فيه وفي اجرامه ونعم الوكيل.

والآن ونحن نعايش الانتفاضات والملاحم والانتصارات، ونشوة التحرر المتتالية والحتمية، بمشيئة الله تعالى وعونه، و بداية انطلاق الحياة التعددية السياسية، على ثرى ليبيا الحرة، الناهضة من جديد، على أرض صلبة متينة، وبعد قرابة الخمسة عقود من الاقصاء والتهميش والقمع، رغم أنف الطغاة والظالمين، وبسواعد أحرار ليبيا وحرائرها، ودمائهم وأرواحهم، وارادتهم الحرة، وعزيمتهم الصلبة، التي لا تلين، ودون منّة من أحد، الاّ من الله الواحد القهّار، لنشعر بكثير من الغبطة والسرور، والفخر والاباء، رغم الالآم والجراح، ورغم الدموع والدماء.

فهنيئا للشعب، بما أنجز وينجز، الأحرار والحرائر، وهنيئا لليبيا، بما أهداها ويهديها، أبناؤها وبناتها، من الأمجاد والمفاخر.

المجد والجنة والخلود، لشهدائنا الأبرار.

وعاشت ليبيا حرة أبية، عصيّة على الطغاة والظالمين. 


ادريس بوفايد

٢٢ مايو ٢٠١١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق