الأحد، 29 مايو 2011

تقرير مؤسسة الرقيب عن مدينة اجدابيا : بعنوان " مدينة تدمر وشعب ينتهك "


تقرير مؤسسة الرقيب عن مدينة اجدابيا
بعنوان " مدينة تدمر وشعب ينتهك "
تعرضت مدينة اجدابيا الواقعة إلى الغرب من مدينة بنغازي بمسافة مائة وستين كيلومترا، وتقع مدينة اجدابيا على ثلاث طرق رئيسية تربط شرق ليبيا بغربها بجنوبها.
تعرضت هذه المدينة لعدة هجمات من قوات القذافي، وهوجمت بالصواريخ، والآليات الثقيلة، ودخلتها الكتائب، المدججة بأحدث أنواع الأسلحة، مما أسفرعن انتهاكات خطيرة حيال المواطنين العزل، وقد قامت الرقيب برصد حجم الانتهاكات التي تعرضت لها المدينة، وقد جمعت الرقيب معلوماتها عن كل من :
أ‌-      مقابلات شخصية مع مواطنين تعرضوا لانتهاكات.
ب‌-    شهود عيان.
ج- نشطاء مدنيون (تشكلوا بعد سقوط النظام).
د- مراكز إعلامية.
هـ - مرافق صحية.
  وتمخض هذا الرصد عن هذه الانتهاكات:
أولا: المفقودون:
بعد التحري والرصد عن المصادر الآنف ذكرها، تبين أن عدد المفقودين بلغ 562 مختطف ومختفي، ولا يعرف عن أماكن احتجازهم ولا عن مصيرهم، حتى كتابة هذا التقرير.
من بشاعة الانتهاكات فقد تم اختطاف وتغييب (37) طفلا تتراوح أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشر.
ومما يزيد معاناة أهل اجدابيا المحافظين والذين يعتبرون مسألة اختفاء المرأة أمرا غاية في الصعوة والحرج والألم فقد اختفت ما يقارب من عشرين فتاة.
واختفت 9 عائلات بأكملها.

ثانيا/ القتلى:
من خلال التحري والذهاب إلى المؤسسات الصحية والطبية والإعلامية فقد سجل قتل ما لا يقل عن 150 رجلا وامرأة وطفلا.
ثالثا/ الجرحى والمعاقون:
وبعد الزيارات الميدانية والمقابلات مع المؤسسات المعنية في المدينة فقد سجلت الرقيب 1000 حالة منهم 17 فقدوا أطرافهم.

رابعا/ تدمير المرافق المدنية ومساكن المواطنين:
وثقت المؤسسة حالات أصابات مباشرة في مستشفى المقريف المستشفى الوحيد في المدينة، كما انتهكت حرمة المساجد فقد دمر مسجد البوابة الشرقية ودنست مصاحفه ، وسجلت تدمير لعدة مدارس ومرافق حكومية وبيوت مواطنين وبلغت الخسائر حوالى 300 مبنى ومرفقا.
خامسا/ حالات الإجهاض والحالات النفسية:
ونتيجة للحجم الهائل للانتهاكات، فقد سجلت 700 حالة إجهاض بسبب الفزع والنزوح من مكان إلى آخر بالأقدام طلبا للنجاة. وتم تسجيل عدد 30 حالة اضطرابات نفسية واكتئاب وانهيار عصبي جراء العدوان والقصف والخوف.
سادسا/ حالات الاغتصاب:
ومن الانتهاكات التي تعرضت لها المدينة، حالات الاغتصاب ولما كانت هذه المسألة في غاية الحساسية فقد اكتنفها الغموض والتكتم خوفا من ( العار) وهو ما يخشاه أهل هذه المدينة ذوي الصبغة البدوية المحافظة.
وأكد العقيد عبدالله ناجي أحد المسؤولين في المجلس العسكري لمدينة اجدابيا على تعرض نساء هذه المدينة لحالات الاغتصاب وأن بعض هذه الحالات تعالج في مستشفيات بنغازي، جراء الحالة النفسية التي تعاني منها هؤلاء النسوة، وقد أشار العقيد إلى أن هؤلاء المغتصبين من المرتزقة يحملون مرض الإيدز، بعد أن أجريت لهن التحاليل الطبية، مما يشكل خطورة كبيرة على المرأة وزوجها إن كانت متزوجة وأبناءها .
وقد ذكرت الدكتورة المتخصصة علم النفس سهام سرقيوه إلى تسجيل 259 حالة اغتصاب تعرض لها نساء مدينة اجدابيا، وكانت قد زودت شهادتها للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة التي زارت بنغازي بداية شهر مايو.
سادسا / نزوح أعداد من المواطنين:
أكدت المصادر للرقيب عن نزوح وتشريد عدد 120000 مواطن نتيجة للقصف والانتهاكات، والتخويف والفزع.
سابعا/ زرع الألغام في الأحياء السكنية:
وقد أكد المجلس العسكري لمدينة اجدابيا أثناء مقابلة مؤسسة الرقيب للعقيد عبدالله ناجي ، عن اكتشاف ألغام زرعت في أماكن تجمع المدنيين وطرق حركتهم ، ووصف العقيد هذه الألغام بأنها محرمة دوليا حيث إنها لا يمكن كشفها من قبل أجهزة كشف الألغام، وأن هذه الألغام تنفجر لمجرد العبور عليها بوزن ثاني كيلوجرامات ، مما يؤكد أنها موجه حتى ضد الأطفال .
وفي الختام فإننا ندعو إلى الوقوف بكل قوة ونرسل رسائل تحذير مما يتعرض له المدنيون من انتهاكات وجرائم يعاقب عليها القانون الدولي ويعتبر مرتكبيها مجرمي حرب تجب ملاحقتهم وجلبهم للعدالة والمحاكمة ، ويجب المسارعة في رفع الظلم عن أهالي اجدابيا، وحماية المدنيين من هذه الانتهاكات التي تعرض حياتهم ونفسياتهم وأمنهم ومصالحهم لخطر شديد.
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق