الخميس، 12 مايو 2011

الطاهر الفيتوري : (هدية إلى كل حر شريف، وإلى كل مجاهد ضد الظلم، وإلى كل شهيد بطل)



إن طبيعة الطغيان، وشأن الطغاة أنهم لا يحبون أن يُجادلوا، ولا أن يُناقشوا، ولا أن يحاوروا؛ لأنهم حينها يحسون بهزيمتهم أمام انتصار الحق، وأمام انتصار إرادة المظلوم، وانتصار الإيمان والعقيدة؛ فحينها يلجأ هؤلاء الطغاة إلى التهديد بالقوة  والقمع والبطش.
 لا يكتف الطغاة برفضهم للأصوات المطالبة بالحقوق، والقيام بالقسط، واتباع سبيل الهدى، والانصياع لصوت العقل، وسماع القول الرشيد، لا، بل يطلبون من خصومهم أن يعودوا تحت سلطانهم، ويعودوا في ملتهم. وأي ملة تلك؟

 إنها ملة الخنوع والخضوع، ملة الاستعباد والاستذلال والمهانة والاستغلال والتفرد بالقول والحكم والسلطة والثروة. كما قال فرعون لقومه: (... ذروني أقتل موسى، وليدع ربه؛ إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) [غافر: 26]، وقال لهم: (..ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)! [غافر: 29]
ولكن، ألا يعلم أولئك الطغاة أنه لا يمكن لإرادة تمردت على الظلم والطغيان أن تعود لحظيرة التجدين والمهانة مرة أخرى أبدا. فبعد أن انطلقت تلك الإرادة حرة أبية متأبية على تهديد الطغاة، يعسر عليها أن تعود إلى طأطأة رأسها بعد أن تنسمت رياح الحرية!
قال الشاعر، وهو أبو القاسم الشابي رحمه الله: 

ألا أيها الظَّالِــمُ المستَبِدُّ * حَبِـيـبُ الظَّلامِ عَدُوُّ الحيــاهْ!
سَخِرْتَ بأنّــاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ * وكفُّكَ مخضوبةٌ من دِمـاهْ!
وَسِرْتَ تُشَوِّهُ سِحْــرَ الوجودِ * وتبذُرُ شوكَ الأسَى في رُبـاهْ!
رُوَيدَكَ لا يَخْدَعَنْك الرَّبِيــعُ * وصَحْوُ الفَضاءِ وضَوْءُ الصَّباحْ
ففي الأُفُقِ الرَّحْبِ هَوْلُ الظَّلام * وقَصْفُ الرُّعُودِ وعَصْفُ الرِّياحْ
حَذارِ فتَحْتَ الرَّمـادِ اللهيـبُ * ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
مع تحيات: الطاهر الفيتوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...