أراد القذافي أن يستبق اجتماع مجموعة التواصل في روما يوم 5/5/2011، وما سيحدث فيه من قرارات لصالح الثوار فأمهل أهل مصراتة كي يلقوا سلاحهم، ويفرض واقعاً آخر على المجتمعين ليكون لصالحه وليس لصالح الثوار والشعب من مثل الاعتراف بالمجلس الانتقالي، وتسليح الثوار، أو القيام بعملية نوعية برية لحماية المدنيين من جهة، والقبض عليه من جهة أخرى، باعتباره القائد العسكري للقوات المسلحة الصفة المتبقية له.
إضافة إلى هذا فإن المحكمة الجنائية حددت يوم 14/05/2011 كمهلة للعقيد القذافي كي يرحل قبل اجتماع 15/05/2011 وإلا سيطالب بأمر القبض عليه، وتسلميه للمحكمة الجنائية كمجرب حرب.
حلف الناتو من طرفه ركز على الضربات الجوية على باب العزيزية، ومعقله كي يجبر القذافي على الإسراع في اتخاذ قرار الرحيل قبل هذا الموعد.
ويبدوا أن حلف الناتو ماضي في هدفه يحاول الإسراع فيه فالغرب لديه مشاغل أكثر أهمية مثل الشأن السوري الذي يشكل أهمية أكثر حساسية وإستراتجية.
واضح هذا التوجه أيضاً في تصريحات المجلس الانتقالي باعتبار القذافي مجرم حرب فاقد للشرعية مما يتيح للناتو سهولة أجراءتها، واكتساب المجلس الانتقالي لكامل الشرعية، فتأخذ العملية العسكرية بعدها الإقليمي والدولي وبالطبع الإجماع الوطني.
أمام هذه القوة والحزم لدى حلف الناتو، وقناعة القذافي الآن بقدرة الناتو على إصابته أدار مناورة يستعطف بها الرأي العام المحلي والدولي بإشاعة خبر مقتل نجله الأصغر وأحفاده الثلاثة ليثير الرأي العام، ويخرج المظاهرات المنددة المطالبة بوقف القصف، ويحرج عبيد المال من الأقلام المأجورة يحركون قلوب السذج، وعيون التماسيح لتذرف الدموع على أبناء القائد، فتوقف الضربات الجوية، ليتنفس الصعداء ويعيد تنظيم مرتزقته وقتل مزيد من أبناء الشعب.
لكن مناورات العقيد لن تمكن له البقاء في الحكم وإنما تضيق عليه مخارج الرحيل،
ولن يبقى له إلا القبض أو القتل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق