لقد أوحى إلي بكتابة هذا الموضوع ما سمعته من تعليق لابن عم الطاغية, والناطق الرسمي باسم عصابته, بعد ضرب طائرات التحالف الدولي باب العهر, يتحدى حلف شمال الأطلسي أن ينزل على الأرض, وأن لا يكتفي بالضربات الجوية حتى يمكن لقوات عائلته من دحرهم , ونسى هذا الغضنفر استخدامهم, هم أنفسهم, الطائرات لضرب المتظاهرين سلما في طرابلس في بداية الثورة, ثم دكهم قوات الثوار في الجبهة الشرقية بها, ولولا قرار الحضر الجوي, لاستمروا في فعل ذلك إلى اليوم. كما يبدو أنه تناسى ما يفعله مرتزقة عائلته من قصف بالأسلحة الثقيلة لمدن الجبل الغربي, ومصراتة, واجدابيا, في حين أن مرتزقتهم يهربون بمجرد أن يجدوا أنفسهم في نزال مباشر مع أسود ثورة 17 فبراير, أو يسلمون أنفسهم مرددين تلك الاسطوانة التي مللنا سماعها, وهي أنهم قد غرر بهم, وأنهم جاءوا لمقاتلة جماعات متطرفة, وأجانب استولوا على هذه المدن, وعاثوا فيها فسادا, ولتحريرها منهم, وفك الحصار عن سكانها, وكثير من هذه الأعذار التي كنا نصدقها في البداية, لكن لم نعد نعيرها أي اهتمام منذ أن بدأت وسائل الإعلام المختلفة تنشر الأشرطة التي صوروها قبل أن يقتلوا, أو يقعوا في الأسر, والتي توضح أنهم على وعي تام, وفهم كامل لما جاءوا من أجله, بل ذهب الأمر ببعضهم, لعنة الله عليهم أجمعين أكتعين أبصعين, أن يسأل صبيا وقع بين أيديهم عن مكان وجود النساء في حي من أحياء إحدى المدن ليقوموا باغتصابهن, تنفيذا لأوامر أصدرها لهم زعيم عصابتهم, وأولاده, بمن فيها ابنته السفيرة السابقة للأمم المتحدة , والمدافعة عن حقوق المرأة, وراعية مسابقات حفظ القرآن الخاصة بالنساء, لكن ذلك من باب, كما كان يقول لنا أحد أساتذة العلوم السياسية, قل لي بما تفاخر أقل لك ماذا ينقصك. لقد جاء هؤلاء المرتزقة وهم موقنون بأنهم سيقتلون أبناء هذه المدن, وسيستحون نساءهم, مقابل مبالغ مالية, وصكوك بدون رصيد بمبالغ كبيرة تصل إلى مئات الآلاف من الدينارات, ووعود بنفوذ يعطونه بعد نصرهم على الثوار, ودحرهم (زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع).
لقد نقلت كتب السيرة النبوية, وكتب التاريخ الإسلامي, من ضمن ما نقلته من معاناة الرسول صلى الله عليه وسلم, وأصحابه, من قريش, أن أبا جهل, عمرو بن هشام, سب يوما نبي الله محمدا, صلى الله عليه وسلم, فسمع بذلك عمه حمزة المعروف بشجاعته, وإقدامه, ولما يكن قد أسلم , فحز في نفسه ما حصل للصادق الأمين من إهانة على الملإ, فذهب إلى وسط مكة حيث يجتمع سادتها, وقال لأبي جهل, الذي عرفت عنه شجاعته, هو أيضا, أتسب ابن أخي, وأنا على دينه؟, ثم لطمه لطمة متحديا إياه أن يردها عليه إن استطاع. وهو المشهد الذي صوره الأستاذ مصطفى العقاد, رحمه الله, من خلال المبدع الكبير عبد الله غيث, رحمه الله, بطريقة جعلته يرسخ في أذهاننا إلى اليوم. لم يتجرأ أبو جهل على رد هذه الإهانة التي لحقته من صياد الأسود حمزة, لكنه انتقم من ضعفاء المسلمين, وبخاصة الإماء, والعبيد منهم, فعذبهم, محاولا إجبارهم على التخلي عن دينهم, لكنه لم يفلح. وهو ما يفعله اليوم زبانية رئيس عصابة باب العهر؛ إذ كلما كبدهم الثوار, أو قوات المجتمع الدولي خسائر فادحة في عدتهم, وعتادهم, لجأوا إلى الانتقام من المدنيين بقصفهم قصفا عشوائيا بصواريخ متنوعة, يصل مدى بعضها إلى ثمانين كيلو مترا, بحسب ما نقلته وسائل إعلامية عديدة, أجنبية, وعربية, وبدبابات, وبمدافع , وبأسلحة أخرى ثقيلة, كما يقومون باختطاف المدنيين, وبخاصة الأطفال, والنساء, والشيوخ, ليتترسوا بهم, وليساوموا بهم شباب الثورة على الاستسلام لهم (لكن هيهات من هؤلاء الأبطال الذلة). إن استهداف العزل من السلاح من عادات الجبناء على مر التاريخ. أما الفرسان الشجعان, فإنهم يتورعون عن أن تمتد أيديهم إ بأذى إلى من لا يملكون عتادا يدافعون به عن أنفسهم, بل إنهم ليأنفون من من مبارزة من يرونهم أقل منهم شجاعة, وإقداما, وهو ما يشهد له رفض الوليد بن عتبة, وابنه, وأخوه,مبارزة من خرجوا لمبارزتهم في بداية معركة بدر, وطلبُه من حمزة بن عبد المطلب أن يخرج لهم نظراءهم من قومهم, فخرج لهم حمزة, وابنا أخويه, على بن أبي طالب, وأبو عبيدة بن الحارث.
إن من عادات القادة الأبطال أن يكونوا, هم وذووهم, في مقدمة القوات التي يقودونها, ليكونوا أسوة حسنة لهم, وليحموهم بأنفسهم, وهو أمر دأب عليه القادة العظام, منذ بدإ الخليقة, ولنا في رسول الله, وفي قادة المسلمين الكبار, كخالد بن الوليد, وطارق بن زياد, وعمر المختار, وأحمد الشريف, وسعدون السويحلي, وكثير من قادة ثورتنا الكرام, كحسن دربوك, ومحمد الحلبوص, والشيخ محمد المدني, أسوةٌ حسنة, ومثل يحتذى به. أما أولئك الذين يقاتلون في قرى محصنة, أو من وراء جذر فلا يهمهم من يقاتل تحت رايتهم, ويدافع عنهم, لأنهم اشتروهم بالمال, فهم مرتزقة لا أكثر ولا أقل. هؤلاء لا تهمهم إلا أنفسهم, والدليل على ذلك أنه بمجرد أن بدأت قوات التحالف الدولي في استهداف باب العهر الذي يقيم فيه زعيم العصابة, أرسل خدمه إلى عواصم العالم, وطلب منهم أن يكفوا عن استهدافه شخصيا, وهو ما دفع بالاتحاد الإفريقي إلى الطلب رسميا من القوات الدولية أن تكف عن استهداف رأس الفوضى في طرابلس,لكنه لم يفكر قط في أن يطلب منهم حماية مرتزقته, وعدم استهدافهم؛ لأنه أناني, لا يفكر إلا في مصلحته الشخصية.
إنهم لا يستهدفونه؛ لأنه يقف سدا منيعا ضد الإمبريالية, وفي مواجهة المصالح الأمريكية في المنطقة العربية, كما يدعي؛ فقد كان دائما خادمها المطيع, وهو ما شهد به, في الأيام الأخيرة, مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق (س أي إيه) مايكل هايدن الذي شغل هذا المنصب فيما بين العامين 2006, و2009 بقوله " إن الاستخبارات الأمريكية ارتبطت بعلاقات عمل جيدة مع معمر القذافي وموسى كوسا وزير خارجيته الذي انشق مطلع ابريل", بل لأنه أصبح يمثل خطرا على تلك المصالح, برعونته, وجنونه, وأنهم وثقوا أن الشعب الليبي لن يقبل به بعد اليوم ؛ فالثورة ضده, كما يقول أ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق