الثلاثاء، 31 مايو 2011

أبو حفصة الليبي : إلى من الولاء؟ للقذافي أم للوطن؟



ألاخوة الليبين الاحرار,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أوضح في هده السطور بعض الأمور والحقائق المهمة في هد الوقت العصيب التي تمر به بلادنا الحبيبية ودلك على مدى سلسلة من المقالات لعلي أشارك بقلمي في هده الملحمة التاريخية مع العلم باني لست أديبا ولا كاتبا ولكن الغيرة على هدا الوطن جعلتني اكتب لا لشيء  إلا للتذكرة والنصح .
إلى من الولاء؟ للقذافي أم للوطن؟
عندما  كنا ندرس  المناهج التي كنت توضع من قبل  وزارة (أمانة) التربية والتعليم سابقا, وقبل أن تفصل كلمة التربية عن التعليم, كانت المناهج متنوعة وتهدف بالإنسان للرقي, فكانت كتب المطالعة والتاريخ والسيرة توجه الفكر الإنساني نحو الوعي والإدراك وأهمية الوطن, كنا ندرس ملاحم أجدادنا التاريخية ضد الاستعمار الذين ضحوا بدمائهم وأموالهم وأنفسهم لنعيش نحن ويعيش الوطن ( ليبيا ).
وفجأة رمت الأقدار علينا بحاكم اسمه معمر والذي في حقيقته مدمر, هذا الحاكم اغتصب الحكم بانقلاب عسكري وليس بانتخابات تشريعية, واغتصب الحكم من الملك ادريس رحمه الله, فغير وبدل وحرف كل شيء حتى النفوس غيرها و لم تعد كما كانت, كان ولاءها على سبيل المثال للوطن,  كما تربى عليه أجدادنا اللذين لم يتعلموا ولم يدرسوا التاريخ والسيرة بقدر كاف, فاغتصب هذا  الميراث  ( حب الوطن والولاء له) الذي قدموه لنا, فجعله  لنفسه  ولعائلته.  

أني لا ألوم بعض الليبيين اللذين يوالون القدافي ويدينون له بالطاعة المطلقة, فهده مخلفات أكثر من أربعين سنة زرعها النظام الفاسد, فهو بنا جيلا حسب مقاسه هو وكيف ما يريد, وليس كما الوطن  يريد . فإنه من السهل بان تبني مدنا وقرا في بضع سنين ولكن من الصعب أن تبني جيلا كاملا وتحييه في عشرات السنين.
هدا النظام  زرع الفتنة والحقد بين قلوب الليبيين في وقت ليس ببعيد كانوا  لا يعرفونها . زرع القبلية السياسية بين القبائل الليبية وأقول القبلية السياسية لان  المجتمع الليبي  مجتمع قبلي ويحترم دور القبيلة  منذ القدم, لكن هدا النظام الفاسد حولها لأهداف سياسية واجدنة سياسية تخدم مصالحه بالدرجة الأولى, فضرب القبائل بعضها ببعض وفضل بعضها عن بعضها, حتى يزرع الحقد والضغينة بين القبائل والمدن الليبية.
هدا النظام  نزع روح الوطنية لليبيا من قلوب الليبيين وجعلها وطنية لشخصه وعائلته والدليل على دلك ولاء طائفة منهم له ولا وأسرته, لا لليبيا. الآن أود أن اسأل من يوالون القدافي.  حكم عقلك ودعك من الوهم واخرج من الدائرة الضيقة التي أنت فيها, لمن الولاء؟ أيكون الولاء لشخص بعينه؟ أيكون الولاء لحزب بعينه؟ أيكون الولاء لعائلة بدأتها؟ أيعقل أن نوال حاكما أو حزبا أو عائلة بدأتها ولاء مطلقا على حساب الوطن؟
الولاء يكو للوطن بالدرجة الأولى الولاء يكون للشعب الذي هو أهلنا وعشيرتنا وقبيلتنا والدي تهمنا مصلحته.
أما الأشخاص والأحزاب والعائلات فلا ولاء لهم لأنهم حتما زائلون ولكن الوطن باق والشعب باق
ثم لنفترض انك توالي شخصا ما, هل يمكن أن تواليه على قتل أبناء شعبك وانتهاك أعراضه وإهلاك الحرث والنسل.
قال تعالى في محكم آياته ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الأخر  يوادون من حاد الله ورسوله ولو كان آباءهم  أو أبناءهم أو إخوانهم  أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم  الإيمان وأيدهم بروح منه )
لك الحرية أن تحب من تشاء وتوالي من تشاء لكن هناك حدود حمراء يجب ألا يتخطاها هدا الحب والولاء. الخليفة الرشد عمر بن الخطاب قال( أطيعوني ما أطعت الله فيكم فان عصيت الله فلا طاعة لي عليكم ) فيا من توالي القدافي وتناصره هل تعتقد بان القدافي حكم بأمر الله طيلة الأربعين الماضية ولم يظلم احد!!!!
وانأ سأضرب مثالا بسيطا هو تصور أن لك صديقا تحبه ويحبك وبينكما علاقة حميمة وعلاقة أسرية قوية لكن هدا الصديق يوما ما تطاول علي احد إخوتك أو أبوك بان انتهك حرمة بيتك أو سرق شيا من مالك أو ارتكب الفاحشة لا قدر الله مع قريب لك أما زلت توالي هدا الشخص؟ أمازلت تكن له الحب والتقدير؟ أم انك ستنتفض عليه وتوقفه عند حدوده؟
هدا ما يحدث في ليبيا ألان. دعنا نفترض جدلا أننا نحب ونوالي  القدافي وانه حكم بيننا بالعدل طيلة فترة حكمه, و أنه  طيلة الربعين عاما الماضية كان  فاروق العصر الحديث ولكنه اليوم ارتكب هدا الخطأ الفادح, هل خطأه هدا وجرمه  يجب السكوت عنه أو  يبرر السكوت عنه  بعد ان ارتكب الجرائم و انتهك الحرمات وقتل النساء والأطفال والشيوخ وفلذات الأكباد هل مازلت له علينا ولاية؟
ولنفترض جدلا أن الشعب الليبي ارتكب خطا شنيعا وخرج في مظاهرات سلمية مطالبا بكشف مصير أكثر من ألف ومائتا شخص أو انه يبحث عن الكرامة والعيش الكريم, فكما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه ( ما هكذا تورد الإبل يا عمر ) ما هكذا تعالج الأمور يا قذافي
إن كنت ليبيا تهمك ليبيا وأبناء ليبيا فاستيقظ من هدا الكابوس البغيض وأصحو من غفلتكم وثر على نفسك أولا ثم على هدا الظالم والتحم مع أبناء وطنك واجعل ليبيا فوق كل اعتبار, أترضى بن يقتل الشعب الليبي في سبيل رجل ؟ أترضى بان تنتهك أعراض الحرائر الليبيات من أجل رجل ؟.
للحديث بقية
أبو حفصة الليبي
30/05/2011
مائة يوم على الثورة الليبية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق