م ل ص ي ر ب ا ي ت ا ـة
ــــــــــــــــــــــــــ
م ص ر ا ت ة .. مثلما تباعدت هذه الحروف هكذا باعدت كتائب القذافي مدينة مصراتة ـ مارد الغرب الليبي ـ لتفصلها عن باقي مدن ليبيا الحبيبة ، وتُحاصرها بالدبابات وراجمات الصواريخ وتصبّ عليها جحيما من النيران ، حتى تُفسح الطريق أمام المرتزقة الذين لا دين لهم ولا هوية غير التي منحها إياهم ( سيدهم ) ، ليقتحموها ولينفذوا أوامره الانتقاميه المجنونة وكأن قطع المياه والكهرباء والإتصالات لا يكفي لإسكاتها .
إذن ، فليستبيح المدينة كلها ، لعل الشيطان يُباركه والجنّ يواليه فيستولي عليها ، ولكن هيهات لقد وجد ( جنودُ إبليس ) أمامهم ثوّاراً كل واحد منهم ثورة بذاته ! ؛ فكانوا الحق والخير والبطوله في صراعهم مع الظلم والشر والطغيان .
رأيناهم مقاتلين وجبَهات لا يدعمهم إلا صوت الشعب الآتي من المدن المحرَّرة الأبيّة هاتفاً للحرية ! .
فـ ( الشيطان المجنون ) يحاصرهم عسكريا وإعلاميا ، والثوّارُ ثابتون صامدون أقوياء . فها هو ذا يهاجمهم عبر تلفزيونيّ ( القنفوذ ) و ( الليبيبة ) فيُزيف الحقائق وينشر ( الفيديوهات ) لجرائم إرتكبتها كتائبه المهزومة ليُلصقها بالثوار المنصورين ، فترى إعلامه يعرض مقطع من فيديو ويُخفي باقي المقاطع حتى لا يكتشف المشاهد أن مرتكب الفعل هم كتائب الشيطان المأمورين من الشيطان نفسه .
فتلفزيوناته تُوهم الناس بأن هؤلاء الثوار هم عصاباتٌ إجرامية ، وإنهم قتلوا الناس وشرَّدوهم وانتهكوا أعراضهم .. لكن الحق دائما يعلو مهما طال أمد الظلم ؛ فلم يٌصدِّق تلفزيوناتِ المجرم الشرير إلا الجهلة والسذَّج من أنصاره عاشقي العبودية .
فوسائل إعلام هذا المجرم تصنع الكذب إقتداء بنبيِّها الذي بدأت معجزاته تظهر للعالم مرّةً في جملة يرددها ببغاء ، ومرّة في البَيض الأخضر ، وأخيراً في خبر نجاته بأعجوبة جرّاء قصف النيتو لمنزل ابنه الأصغر سيف العرب قبل أن يفضح هذه المسرحية ابنه الأخرق سيف الإسلام عندما قال خلال لقائه بأُسَر قتلَى الحرب التي يشعلها ضد شعبه :
" إنَّ جيراننا الذين إستقبلوني أمام البيت المدمَّر أخبروني بمقتل أخي فإتصلت بوالدَيّ هاتفياً وبشرتهما أن ابنهما سيف العرب قد إستُشهد " .
فكيف يكون المجرم قد نجا بأعجوبة وهو لم يكن أصلا في البيت الذي تم قصفه وتدميره ؟ .
وأمام زيف هذه المحطات الإذاعية وإظهار الثوار على أنهم عصابات إجراميه ، فنحن نرد عليها : مرحباً بهذه العصابات ، وسنرسل جميع أبنائنا ليتتلمذوا على أيدي هؤلاء ( أطال الله أعمارهم ) وليكونوا ضماناً لوجودنا و كرامتنا و حريتنا ،،، .
إنني أدعو كل أمّ ليبية عاشت هذه الأحداث ورأت ما رأيناه من إقدام لدى ثوار 17 فبراير في كل مدن ليبيا ، أن تنشئ جيلا مشرِّفاً للوطن وتُحث أبناءها على الشجاعة والمقاومة وعدم الخنوع وأن تُعلّمهم نداءً واحداً فقط هو ( الحرية ) .. لأنني رأيت من جانب آخر إحدى الأمهات وهي لا تمثل مدينة مصراته ( ولا أكثر الله من أمثالها ) ، هذه الأم خرجت من مدينة مصراته مع أربعة من أولادها وهم في المرحله الجامعيه وذهبت بهم الى مدينة طرابلس لتُعلن ولاءها لنظام الطاغيه رافعةً وإيّاهم الخِرَق الخضراء ظناً منهم أن طرابلس لا يوجد بها ثوار من 17 فبراير .
فإذا بأهل طرابلس المجاهدة يفاجئونهم بالإستغراب ويقولون لهم بلهجتهم الطرابلسية ( والله ماكم مصارتة ) أي إنكم لستم من مدينة مصراته المجاهدة ، ثم صبّوا عليهم آيات الخزي و العار .
والمفارقة أن والد هؤلاء الشباب بقي في تلك المدينة الصامدة ورفض الإنضمام إلى زوجته وأولاده .
ولهذا السبب أُذكّر كل الأمهات أنَّ الجهاد ليس في ساحة المعركة فقط أو على جبهات القتال ولكن الجهاد بالكلمة أيضاً وبتوعية أبنائهن وتقوية إرادتهم وتحفيز إعتزازهم بكرامتهم وإنتمائهم .
ومهما إمتدّ هذا الأخطبوط الشرير فإنه سيُقطَّع مثلما قطَّع أوصال هذه المدينة التي لن تتجزَّأ عن باقي أرجاء الوطن الأم ( ليبيا ) .. وستبقى مصراتة هي مصراتة .
" أم ليبية "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق