الاثنين، 2 مايو 2011

صحيفة بريطانية تنشر المذكرات اليومية لأحد جنود القذافي عثر عليها في مصراتة



القدس ــ نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية تقريرا أعدته مرسلتها في مصراتة ماري كولفن حول مذكرات يومية لأحد مؤيدي القذافي وجدت في المدينة وتسجل يأسه المتزايد إزاء تقدم الثوار، وجاء في التقرير: "تبدأ بالأمل بأن انتصار معمر القذافي على "حثالة" الثوار في مصراتة يمكن تحقيقه خلال 24 ساعة. وتنتهي بعد 12 يوما، حين سيطر الخوف والإرهاق حين ارتفعت حصيلة القتلى وانخفضت كميات الذخيرة.


ظهرت سجلات مدهشة عن معركة مصراتة، المدينة البحرية المحاصرة، بشكل مذكرات من 152 صفحة كان يحتفظ بها ضابط بالجيش الليبي وتم استخراجها من مبنى أجبر مع قواته على مغادرته حين لاحق الثوار قوات القذافي نهاية الأسبوع الماضي.

جمال مفتاح الورفلي، كاتب المذكرات، هو مؤيد مهووس مسؤول عن نحو 10 رجال. وهو يشبه القذافي بنسر ويصف خصومه بأنهم "جرذان". وثقته بقدرات قناصته كبيرة إلى درجة أنه يجد وقتا للتذمر بشأن الطبخ والتنظيف في قاعدتهم المؤقتة، وهي عمارة شقق سكنية في منطقة شارع طرابلس وسط مصراتة. لكن ثبت أن احتقار الورفلي لقدرات "أعدائه" كان إساءة تقدير. فقد سقط أربعة من رجاله جرحى واحدا تلو الآخر. وقطعت خطوط الإمداد ومخارج الهرب.

وتعتبر هذه المذكرات المكتوبة بخط مرتب في دفتر بغلاف مقوى وحصلت عليه الصحيفة، أول وصف للقتال من أحد جنود القذافي. وتصور قوة غير منظمة، ضعيفة الإعداد والتدريب، في مواجهة ثوار يتسمون بالإصرار ويستغلون معرفتهم بمدينتهم. وتبدأ المذكرات بينما يسيطر جيش القذافي على مواقع وسط مصراتة، معقل الثوار الوحيد في غرب ليبيا.



الأحد، 10 نيسان (ابريل) 2011

ينظف رجال الورفلي الشقة التي احتلوها. ويحضر وجبة أرز لهم ويوزع عليهم المناوبات. "أحد الجرذان يزعجنا بإطلاق الرصاص علينا- بشكل ضعيف كما لو كانت من كلب أليف. شرار السلاح بعيد جدا. العدو يخفي نفسه".



الإثنين 11 نيسان (ابريل) 2011

بعد البيض والقهوة، يخزنون مؤونة تكفي لشهر. "طلبنا من زملائنا مساعدتنا في تحميل الطعام من السيارة لكن معظمهم كسالى جدا فهي ثقيلة وعلينا أن نحملها للطابق الثالث. أصلي الفجر". "في قلبي هناك أمل بالانتصار مع شروق شمس الغد".



الثلاثاء 12 نيسان (ابريل) 2011

يسرق الرجال سيارة لما يتوقعون أن تكون عودة مظفرة إلى طرابلس. "غطيت مشغل الأشرطة بقطعة من القطن، خضراء اللون لإظهار أنني مؤيد للقذافي، كما هم كل الرجال... نحن نطلق النار في جميع الاتجاهات إلى أهداف مجهولة".



الأربعاء 13 نيسان (ابريل) 2011

ثمة إشاعات بأن المعتصم ابن القذافي سيجلب ميليشياته إلى مصراتة لدعم القوات المؤيدة. "عبدالفتاح السرير رأى أحد الجرذان قرب المبنى. يحضر الجميع أسلحتهم، ويصوبون على الجرذان، ويخرجون بهدوء بينما نسير في الشارع في الظلام. "خليفة يسب الجرذان بصوت مرتفع، ويلكزه احدهم ليصمت لكن الجرذ يسمعه ويهرب، هابطا الزقاق الملعون. يصرخ الجميع في وجه خليفة" لاحقا: "صوت الطائرات يخيفنا. ربما يخوننا أحد الزملاء ويذهب إلى الثوار ويكشف موقعنا للناتو. كل مرة، أصلي وأقرأ القرآن الكريم".



الخميس، 14 نيسان (ابريل)

"في الحادية عشرة صباحا، تبدأ الصواريخ بضرب المبنىز المزيد من الجرذان يتحركون لضربنا. نحن نطلق النار على كل واحد منهم عبر الشارع. "يصبح المبنى مركز القيادة والتحكم، مسؤولا عن ثلاثة مبانٍ. وقبل غروب الشمس مباشرة، ننظر من النافذة ونرى شاحنتين تحملان عناصر جديدة من طرابلس. سعدنا لرؤية الإمدادات لأننا نخسر بعض الرجال". عبدالله الورفلي، قناص من قبيلة كاتب المذكرات، يصل مع القوات. "يخبرني عن القصف المتواصل في طرابلس، ويقول إن القذافي يمر بسيارته في الشوارع أثناء القصف. نتحدث عن مدى شجاعة القذافي. لم يكن هناك شخص مثله منذ 100 سنة. "القراقرة (الرجال من المنطقة الجنوبية) الذين كانوا معي غادروا...هناك الآن قصف وإطلاق نار مستمر على المبنى. "المشاي (أحد رجال الورفلي) نجح في إصابة أحد الجرذان. قوة الرصاصة فجرته قبل أن تقتله، وتركته على الأرض يسبح في بركة من الدماء. سعيد جدا. راقب الرجال الجثة لفترة طويلة".



الجمعة 15 نيسان (ابريل)

"وصلتنا أخبار بأن عبدالله (جندي آخر) أصيب بينما كان يعبر الشارع الذي تسيطر عليه قواتنا..وهو في مستشفى في طرابلس . "العريفي الشريف (رجل ثالث) أصيب للمرة الثانية، في كتفه وقدمه. أنا معجب حقا بشجاعته. حين شعر بالتحسن انضم إلينا ثانية، وأصيب مرة اخرى لكنه ما يزال متحمسا". لاحقا: "بدأ الجرذان بإطلاق النار مرة أخرى عند الغروب. عبدالله الورفلي، وهو قناص، ومساعده مفتاح الورفلي، كانا في موقعهما وكان هناك إطلاق نار. جمال، المساعد الثاني، أصيب بشظية.. "جمال قال إنه رأى جرذانا يتسلقون بناية، وكان يطلق النار عليهم لكنهم كانوا من زملائنا! قال لي: "لم لم تخبرني ان تلك البناية تابعة لنا؟" "قلت: "أخبرتك الليلة الماضية حين استدعيتك لأعطيك الأوامر عن موقاقعك، لكن من الواضح أنك لم تكن تستمع لي".



السبت 16 نيسان (ابريل)

"كان لدى رجالنا حماس كبير للهجوم، وكانوا يطلقون النار من رشاشاتهم وأسلحة "ار بي جي" من جميع الجوانب لإلهاء الجرذان. القناص عبدالله أطلق النار على أحد الجرذان الذين ظهروا على سطح احد البنايات. واعتبر رجالنا هذا نصرا جديدا- ان تقتل احدا. "رأيت أضواء ساطعة إلى حد ان الليل لأصبح نهارا. أصبحت خائفا...ظننت أنها بداية القصف".



الأحد 17 نيسان (ابريل)

القوات المؤيدة تكتشف أن الثوار قطعوا خطوط إمدادها: "سمعت صوت سني يناديني. أخبرني أن الجرذان قطعوا الطريق المؤدي إلى بنايتنا والذي تستخدمه مركبات جيشنا. وأن الجرذان دمروا دبابة، وأجبروا الجنود في أحد المواقع على الفرار. وفي الليل كان هناك صمت بعد أن أغلق الحثالة الطريق.



الاثنين، 18 نيسان (ابريل)

"لا نستطيع التواصل مع القوات المسلحة بسبب إغلاق الطرق. بعض الخونة، واولئك الذين نشروا شائعات غير مسؤولة، قالوا إن الجيش تراجع. أتكلم بخشونة مع أي شخص يتحدث عن هذه الأمور داخل مجموعتنا". وكتب ورفلي عن "ليلة مشهودة، ليلة لن ينساها ابدا. أطلق المخربون قذائق "آر بي جي" علينا. وسقطت إحداها على شقة مجاورة. ودمرت القذيفة الصاروخية نافذة وأشياء داخل الشقة، وقطع غيار الرشاش. وكاد مفتاح أن يُصاب عندما استنقذ الذخيرة من غرفة الاسلحة". "الغرفة فوقنا التي فيها "الخير" الذي كان يستخدم الرشاش، أصيبت. "الجرذان " استخدموا سيارة دعم وأطلقوا رشاشا عيار 14،5 ملليمتر. اقترحت أن ندمره بصاروخ، لكن لم يكن لدى أحد الحماسة للقيام بهذه المهمة.

"وقال حسين إنه نسي المكان الذي وضع فيه الصواريخ، نفس ما فعله عندما نسي أين وضع رشاشه. عيسى كان يرقد على جانبه بطريقة لا مبالية، وأصيب بشظايا في ساقه من صاروخ أعتقد أنه محلي الصنع. "في تلك اللحظة قررت أن أحاول استخدام الـ "آر بي جي". أحد الشباب شرح كيفية إطلاقه. وكما توقعت كان ذلك سهلا. والغريب أنني لم أشعر بأي خوف داخلي. تحركت نحو الجدار عند طرف سقف المبنى، وأطلقت صاروخي على المكان الذي اعتقدت أنه مصدر النار المعادية. ثم سمعت الانفجار، وكنت فخورا بما فعلت".

وتنتهي الفقرة بملاحظة تدل على اليأس. "انتهت ذخيرة الصاروخ، وليس عندنا صواريخ، والرشاش "روكب" لأنه قديم جدا، والعدو عرف مكان القناص عبد الله وبدأوا في إطلاق النار عليه واجبروه على النزول إلينا. "كنا في وضع لا يرغب أحد أن يكون فيه. الطابق الثالث يحترق... وحرارة النيران جعلت المبنى كالفرن. وواصل "الجرذان" الهتاف "الله أكبر" وتوجيه الشتائم والتهديدات إلينا".



الثلاثاء، 19 نيسان (ابريل)

"عجيدي ومفتاح جاؤوا تحت غطاء من نيران الرشاش ليأخذوا حمزة وعيسى للعلاج... الاثنان جلبا طعاما وشرابا وذخيرة... هذا رفع معنوياتنا. "امتنعنا عن إطلاق النار مهما رأينا، لأن الطائرات قد ترانا مخبأنا وتظن أننا نحاول إسقاطها.



الأربعاء 20 نيسان (ابريل)

المعنويات متدنية.. صديقي "الخير" اعترف أنه فقد السيطرة على قدمه عندما هوجمنا الليلة الماضية. أحد "الجرذان" أسقط علما... أحرقنا قطعة القماش البائسة التي يعتبرها "الجرذان" علم ليبيا.



الخميس 21 نيسان (ابريل)

الجميع نائمون بعد الساعة التاسعة صباحا. حتى أحمد الذي يفترض أنه في مناوبة مع موسى كان نائما...ربما يتظاهرون بالنوم". وتنتهي المذكرات بشكل غير حاسم. فبعد يوم من توقف ورفلي عن الكتابة، بدأ الثوار هجوما عنيفا على الطرف الشرقي من الشارع الذي يبلغ طولة ثلاثة اميال، وأجبروا كتائب القذافي على الخروج مرة واحدة من أحد المباني. وبعد أربعة أيام من آخر يوم في المذكرات، طُردت الكتائب من وسط مصراتة.



ولا يُعرف مصير الورفلي.



تحياتي منير الطيف .. ثائر من البيضاء

هناك 3 تعليقات:

  1. تو ايقولو ابناء ورفلة كانو ايفجرو في صهاريج الوقود

    ردحذف
  2. ممكن تعطيني عدد الصحيفة، بصراحة هذه رواية من وحي الخيال، لان كلنا يتابع في الاخبار والجرائد يوميا ولاوجود للفبركة بتاتا، لو وجدت فعلا لكانت صورت بالفيديو وانتشرت. هذه محاولة خسيسة لنيل لزرع الفتنة والفرقة بين ابناء الشعب الواحد !!

    ردحذف

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...