الثلاثاء، 10 مايو 2011

محمد عبد السلام الشبلي : هل من شعار واضح يجسد الثورة الليبية



تحية اعزاز وتقدير لثوارنا الصامدين في وجه الظلم الصارخ والظلام الذي خيم علي ربوع بلدنا الحبيب ليبيا ردحا من الزمن, تحية اعزاز وتقدير لشباب و رجال وإبطال ثورة 17 فبراير المرابطون على مختلف ساحات المواجهة  حتى تشرق شمس الحرية أنشاء الله تعالى، كما احيي أسر شهدائنا الإبرار سائلا المولي أن يتغمدهم بواسع رحمته.
أن ما يحدث ألان في ليبيا وما نراه من أعمال شنيعة يقوم بها القذافي واتباعة في حق الشعب الليبي ما هي ألا الأنفاس الأخيرة لهذا النظام الفاسد فكما نعلم عندما تخرج الروح من الجسد فان ذلك الجسد يبدأ في التخبط والصراع وتأتي سكرات الموت وبالنسبة لنظام مدمر القذافي ليست ألا مسالة صبر ووقت حتى ينجلي ذلك الطاغية وازلامه.
وما يلفت ألانتباه أن هذه الثورة المباركة لم تضع بعد أهدافا واضحة ليعرفها الجميع ، ويسيرون علي ضوئها ، حيث إن الشعار
(الإشعار) يعني أعلام الآخرين بما ينبغي إن يأخذوا به.
ولكي يعرف العالم سبب قيام الثورة و المطالب التي تسعي الي تحقيقها, وهنا لا اعني تلك الشعارات التي يهتف بها الناس ولكن اعني شعار يجتمع علية كل الثوار ويمثل الثورة.
وكما نعلم من خلال العديد من الثورات التي قامت بها الشعوب عبر التاريخ نلاحظ أن لكل ثورة شعار ثلاثي يرمز لها و يمثل مطالب وغاية هذه الشعوب, وهذه الثورات مثل الثورة الفرنسية والصينية والتركية و المصرية والعديد من الثورات حيث كان لكل منها شعار ثلاثي يعبر عن سبب قيام هذه الثورة, وكذلك لكي لا ينسي الشعب الثورة ولا ينسي الهدف من هذه الثورة.
ومن حيث المعني السياسي الشعار كان يرتبط بالثورة إذا لا توجد ثورة من غير شعار. وكما نعلم فأن الثورة تحدث نتيجة انفجار بفعل ضغط قد يكون سياسيا أو اجتماعيا أو قمع لحرية الإنسان.  لكن ومن جهة أخري لا يحدث هذا الانفجار عند الشعوب ألا إذا نفاذ صبرها وقد نفد صبر الشعب الليبي بعد اثنين وأربعين سنة.
ولذلك نود أن يكون لثورتنا شعار ولكن قبل أن نختار شعارنا علينا أن نعرف ماذا يعني الشعار و ماذا كان يعني الشعار للثورات و علي أي أساس تم اختيار ذلك الشعار..
الشعار هو كلمة أو صرخة أو عبارة تميل ألي البساطة والوضوح من حيث البروز والقدرة على لفت النظر. وان يتميز بالقصر والاختصار ويتميز أيضا بسهولة التذكر وهي ناتجة عن الخصائص السابقة.
و إذا تحولنا ألي المعجم الإنجليزي فقد وصف المعجم الإنجليزي الشعار بالتالي[1]: ((صيحة الحرب أو كلمة مجتمعة. عبارة أخّاذة لافتة للنظر مدهشة سهلة التذكر تستعمل لتوضيح هدف/أهداف جماعة أو منظمة أو حملة عسكرية، سياسية، اجتماعية، تجارية)، (عبارة بليغة يستعملها حزب سياسي أو مجموعة أخرى لإظهار خط الحزب في موضوع معين.  كلمة أو عبارة تستعمل من قبل شخص أو جماعة لتعبر عن موقف مميز أو هدف أو موقف في قضية صراع أو هدف يسعى إليه.  عبارة مختصرة أخّاذة تستعمل للإعلان أو التشجيع.  كلمة أو عبارة مختومة على حرف.  الشعار يستعمله المعلن لتشجيع البيع)).
وقد أضاف أميليو لوسو[2] تحديدات أكثر، حيث أكد على أن الظروف التي ينشأ فيها الشعار تكون نابعة من الممارسة الثورية. ينشأ الشعار في زمنه الخاص به ولم يعرف أن شعارا نشأ معزولاً عن زمنه وتاريخه، وأن يخاطب الكل لا إلى طبقة من أفراد الشعب كالعمال والفلاحين، بحيث يكون الشعار تعبيراً ملخصاً لتطلعاتها، وهو في تفصيله لهذه الأطر لا يرى في الشعارات إنتاجاً أدبياً او فنيا تزداد صعوبته أو تقصر، وهي كذلك ليست حيلاً لخدع الأغبياء، فهي إما أن تكون صدى لآلام البلاد أو لا تكون شيئاً.
معاني الشعارات في بعض الثورات.
عندما ننظر ألي تلك الثورات وشعاراتها نلاحظ أن لكل شعار معني معين حيت كان الشعار يمثل اسباب قيام الثورة والأهداف والمطالب لتلك الثورات فمثلا .
·                    الثورة الفرنسية قامت تدعو إلى ثلاث شعارات: الحرية, والإخاء, والمساواة.
الحرية: لان الملوك الذين ثارت عليهم الثورة، كانوا يدعون أن الله تعالى أعطاهم من عنده هذا الحكم, وفوضهم ليتحكموا بالعباد كما يشاءون، ويسمون هذا الحق الإلهي للملوك. فخرجت الثورة الفرنسية تقول لا  المواطنون كلهم سواء في الحقوق والواجبات.
الإخاء: في ذلك الوقت كانت العديد من الحروب الدينية بين كاثوليك وبروتستانت فخرجت الثورة تقول لا للحروب الدينية ولا للتفرقة الدينية ونحن أخوه.
المساواة: لأنهم كانوا يعيشون في حكم الإقطاع و الطبقة البرجوازية ، فكان الإقطاعي و البرجوازية يملكوا الأرض ومن عليها, و كل منهم يتحكم في خلق الله كما يشاء.
·                    الثورة فى مصر 23 يوليو قامت أيضا تدعوا الى شعار ثلاثي وهو           الاتحاد, النظام, العمل.
حيث استلهم هذا الشعار من الثورة الفرنسية " الحرية, المساواة, العدل".
·                    الثورة التركية قامت تدعو إلى ثلاث شعارات: الحرية, والعدالة, والمساواة.
·                    الثورة الصينية قامت تدعو الي ثلاث شعارات: الوطن, والديمقراطية, والاشتراكية الوطنية.
وقد صاغها قائد ومنظر تلك الثورة "صن يات صن" من وحي ظروف الصين وأولويات نضال شعبها في تلك الفترة، وهي ليست تكراراً أو ترديداً لشعارات أية ثورة أخرى.
 الوطن: وتعنى كلمة الوطن الدولة والمجتمع والقومية والوحدة الوطنية التي تمثل الهدف الأول لنضال ثوار الصين.
الديمقراطية: وهي أشمل وأهم من الحرية، وتتضمن الحرية، والديمقراطية تعني حكم الشعب بواسطة الشعب ولصالح الشعب، الشعب في الديمقراطية هو المنتخب لنوابه وممثليه، وهو المشرع وصاحب السيادة، ومؤسسات وآليات الديمقراطية، إذا اقيمت على أساس الدستور وعبرت عن الشعب وحاجاته وتطلعاته فإن التطور لن يكون له سقف محدد بل سيستمر وبلا حدود.
الإشتراكية الوطنية: والهدف من هذا الشعار هو مواجهة هيمنة واستغلال وامتيازات القوى الأجنبية التي أضعفت الصين وقوة الصين ووحدة الصين، ويتضمن هذا الشعار أيضاً القضاء على الظلم على مستوى الداخل والخارج.
أيضا (ماوتسي تونج) الذي بدأ نضاله الفعال منذ عام 1919م داخل الحزب الشيوعي الصيني واهم الشعارات التي اهتم بترسيخها في حرب التحرير الشعبية ومسيرتها العظمى هي " النظام, والوحدة, والعدالة الاشتراكية ".
فالنظام: على مستوى التنظيم وعلى مستوى الحرب النضالية التحررية هو أساس النصر، ولا نصر بدون تنظيم محكم وقيادة تطاع = الحرب عمل منظم لا يقبل الفوضى.
الوحدة: داخل الحزب وكوادره وبين الحزب والشعب هي ثاني الشعارات، وعلى قيادات وطلائع الحزب وعناصره ان تتوافق مع الشعب والالتحام مع مطالبه وتطلعاته.
العدالة الاجتماعية الاشتراكية: وهو الشعار الثالث والهدف الاول للثورة وتضحيات الثوار فيها ليزول الظلم وتتحقق الحرية.
وبعد هذه النظرة الخاطفة علي تلك الثورات وشعاراتها ولذلك  نود ان يكون لثورتنا الليبية شعارا واضحا يجسد الثورة ويعبر عنطموحاتها.
كما أشار الشيخ العلامة عدنان إبراهيم[3] الي أن يكون شعار الثورة في الحالة الليبية " الحرية, البناء, الاتحاد ".
وانا ايضا اتفق معه علي هذا الشعار الذي يعني الكثير للشعب الليبي. و لكن لم لا نجعل الشعار في الحالة الليبية شعار خماسي وذلك علي أساس إن أركان الإسلام خمسة ونبتعد عن التقليد. ونكون قد ابتعدنا عن فكرة الثالوث.
ويكون الشعار " الحرية, البناء, الاتحاد, التطوير, العمل"
الحرية: فهي حجر الأساس وبيت القصيد و المطلب العنيد وغاية الجيل الجديد .
البناء: هو ان تقوم الثورة بإعادة بناء ليبيا في أسرع وقت ممكن وان تسخر جميع الجهود لفعل ذلك  
التطوير: هو أن نقوم بتطوير ليبيا من جميع النواحي العلمية والاقتصادية والفكرية والسياسية والتربوية والدفع بها لكي تكون من أكثر الدوال في العام تطورا دولة وشعب.
الاتحاد: نحتاج إلي دوله موحدة و امة موحدة وكما نعلم أن في الاتحاد قوة, وقد قام زيف الإسلام وأبية بمحاولة لبث الفتنة بين أبناء الشعب الليبي بعد أن أشار في أكثر من خطاب له انه سوف تكون هناك  حرب أهلية في ليبيا إذا تنحي القذافي عن الحكم.
العمل: واقصد بالعمل السعي في تحقيق هذه المطالب فبدون العمل لن يتحقق أي مطلب فلا نستطيع تحقيق الحرية بدون تقديم التضحيات والعمل الدئواب.


وبذلك يكون شعار ثورتنا كما شرت هو: " الحرية, البناء, التطوير, الاتحاد, العمل" وبذلك نكون قد جعلنا لثورتنا شعارا يعبر عنها ويوحد كلمتنا ويدفع بنا لكي نقوم بالعمل لتحقيق ذلك الشعار ويرسخ كلماته و معانيه فينا.
وإذ أقدم هذا الاقتراح من جانبي الي مجلسنا الوطني الموقر، وكما أتمني من كتابنا ومفكرينا إثرائه بالمناقشة والتحليل وتصويب ما قد يجدون فيه من أخطاء.





محمد عبد السلام الشبلى
تورنتو - كندا
melshibli@hotmail.ca


[1]  - Oxford Advanced learners Dictionary of Current English.
- The Random Home Dictionary of English Language.
- Webster’s Third New International Dictionary.
2. لوسو أميليو نظرية الانتفاضة، ترجمة جوزيف عبد الله، المؤسسة العربية للدراسات والنشر . ط1، 1985، ص
[3]  الشيخ العلامة عدنان إبراهيم أبو محمد من مواليد معسكر النصيرات مدينة غزّة سنة 1966 حيث زاول فيه تعليمه الإبتدائي و الإعدادي و الثانوي ليغادره إلى يوغسلافيا حيث درس الطب في جامعاتها وبسبب ظروف الحرب، إنتقل إلى فيينا أوائل التسعينيات حيث واصل دراسة الطب بجامعتها والدراسات الشرعية في كلية الإمام الأوزاعي بلبنان.

هناك تعليق واحد:

  1. السيد الشبلي مشي للصين ورجع لي ليبيا ورقي فوق ونزل لوطى باش يزرق هالسطر
    " و لكن لم لا نجعل الشعار في الحالة الليبية شعار خماسي وذلك علي أساس إن أركان الإسلام خمسة ونبتعد عن التقليد. ونكون قد ابتعدنا عن فكرة الثالوث."

    منين تجي هالأفكار ياساتر ...ضربة موفقة يعني ازاحة الشعار اللي قاله الشيخ العلامة عدنان إبراهيم
    شعار ليبيا واضح ويردده الثوار في الميدان "ليبيا حرة"

    ردحذف