حذارى من "اردوغان"!
اطّلعت على المقابلة التى أجرتها صحيفة " الجارديان" اللندنية مع رجب طيّب أوردغان، رئيس وزراء ورجل تركيا القويّ.
فكما لم يعجبنى موقفه مع مصالح الشعب الليبي منذ بداية ثورة 17فبراير.. واقتراحه حينها.. بناءاً على مطالب الشعب الليبي بالتغيير.. بأنّ يقوم سعادة العقيد القذافى.. ولا أحد غيره.. اختيار شخصية لرئاسة جمهورية لليبيا.. والتى يراها مقبولة من معظم شرائح الشعب الليبي..
بالطبع، كان السيد أردوغان يقصد توريث إبنه سيف الإنتقام القذافى ولأن لا أحد غيره سيختاره العقيد.
وهاهو يعود ثانية.. بعد موافقته (المشروطة!).. للإنظمام إلى مهمّة حلف الناتو.. الذى تولّى الآن إدارة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1973.
لأنّ الحكومة الأمريكية، ربما لأسباب أمريكية داخلية بحتة.. أرادت أن يتولّى حلف الـ ناتو قيادة كافة العمليات العسكرية فى ليبيا تنفيذاً للقرار الأممى بدلاً عنها.
والمعروف أن جميع أعضاء الناتو أو الحلف الطلسى.. لابد لهم من الموافقة بالإجماع على أية عمليات عسكرية.. ولهذا السبب، تأخر نقل العمليات الليبية .. بسبب معارضة دولة واحدة وهى تركيا!.. وهى التى كانت أيضاً، من دول التحالف الرافضة للتدخل، حتى قبل صدور قرار مجلس الأمن، بجانب ألمانيا.
ولكن بعد مناقشات وربما ضغوظ.. تمكنت أمريكا وفرنسا وبريطانيا من الحصول على الموافقة التركية .. إلاّ أنها أتت بشروط منها.. ضرورة عرض النيّة على القيام بأيّ هجوم جوّى عسكرى على لجنة سياسية.. لأجل الموافقة عليها أم رفضها.. وكذلك أن توكل لـ تركيا.. إدارة ميناء ومطار بنغازى!!.. لتنظيم وتسهيل المساعدات الإنسانية؟
هذا فى الوقت الذى لا يزال السيد اردوغان حتى فى لقاءه الأمس بصحيفة الجارديان.. يصف ما يجرى على الأراضى الليبية بأنه حرب شعبية!.. كما يزال يتعهد بالإستمرار فى سعيه للتوصل إلى وفاق ما بين الأطراف المتنازعة!.. وليس هذا فقط، بل يقترح أن يقوم العقيد القذافى نفسه - الذى قال أنّ لا منصب رسمى له - وضع ما يراه من أسس تحقق الإصلاح الديمقراطى الذى ينادى به الشعب الليبي!؟
يجب أن نتذكر أن السيد رجب اردوغان ومنذ بداية الإتفاضة.. كان رافضاً وفى العلن.. أي تدخل العسكرى فى ليبيا .. ومازال يعارضه حتى يومنا هذا.
وأسئلتى هنا كالآتى : كيف ستتعامل قوات التحالف – تحت لواء الناتو – من الآن فصاعداً مع القوات البرية والبحرية للنظام القذافى.. وهل لا قدّر الله، ستحتاج لموافقة من تركيا على كلّ طلعة لضرب آليات كتائبه وقطع بحريته إذا ما هددت أهالى المدن التى تحررت أو تريد التحرر ؟
ثم، ماذا سيعنى استلام تركيا لـ مطار وميناء بنغازى؟.. فهل بنغازى لا سامح الله.. مدينة منكوبة ولا يوجد بها مجلس محلى يدير شئونها؟.. ولا بها مجلس وطنى انتقالى يتخذها مركزاً مؤقتاً له.. وهو المجلس الذى يمثّل غالبية الشعب الليبي؟
أرجو أن يتصل المجلس الوطنى على الفور.. بقادة هذا التحالف الأساسيون.. وهم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.. ويبلغهم عن هذه الهواجس المبنية على تصريحات ومواقف بيّنة للسيد رجب طيّب اردوغان.. والمتعاطفة بكل وضوح مع نظام وأسرة معمرالقذافى.
والله الموفق،
لقاء صحيفة الجارديان اللندنية مع السيد اردوغان يوم السبت 27 مارس ستجده على هذا الرابط:
اوردغان رجل سياسي اسلامي محنك ، وتصرفاته ليس من فراغ وإنما لعلمه الكامل والتام لخبث الغرب ومحاولة رسم مستقبل الحادي في ليبيا ...
ردحذفوإلا فلو اتينا للواقع فلا توجد دولة ساعدت الشعب الليبي بعد قطر سوى تركيا ..
على كل حال السياسية تريد كلام في وادٍ وأفعال في وادي ثاني ، وهذا ما يفعله اردوغان تماماً
كلامه للوهلة الاولى لاسكات الغرب وامريكا ومحاولة تنبيهم لمعرفتنا بمخططاتهم لكي يخفضوا من سقف اطماعهم .
ولكن في الواقع و الناحية العملية فلا يوجد من وقف مع الشعب الليبي مقثل تركيا وحكموتها ذات التوجه الاسلامي