الجمعة، 4 مارس 2011

د فتحي رجب العكارى : الثورة و الالتزام بالمسئولية


الثورة و الالتزام بالمسئولية
د فتحي رجب العكارى
       الثورة حركة ديناميكية و ليست منظومة إدارية تقليدية و خاصة في مراحلها الأولى، و في العادة تحدث أخطاء و تجاوزات بسبب قلة الخبرة و بسبب الظروف المتفجرة على أرض الميدان التي تفرضها عوامل عدة منها مقاومة النظام المستبد و المستفيدين من ورائه، ناهيك عن المندسين من أزلام النظام فعلى سبيل المثال كان تمكين ألساعدي و عبد الله السنوسي من الخروج من بنغازي ضربة خطيرة لموقف القوى الثورية، فهذا الأمر أفقدها ورقة ضغط كبيرة على النظام. و الحمد لله أن النظام كان يتهاوى بنفسه و غير قادر على التحرك بقوة و سلمت البلاد
من انتكاسة خلال المراحل الأولى وربما يرجع الفضل فيها إلى تحرك الأخوة في منطقة الزنتان و من تلاها من المناطق.
      ثم تلا ذلك دعوات لتشكيل مجلس أو حكومة وطنية و بدا التردد واضحا على في ذلك استعجال فكثير من الناس في الداخل و الخارج تفاجئوا بسرعة النصر للثورة، و بصراحة تأخر الإعلان و جاء مبهما و غير واضح في مرحلة حرجة من تاريخ ليبيا. ثم تشكل المجلس الوطني و المجلس العسكري و يبدو أن كلا منهما لم يبدأ في أعماله بصفة جدية و إلا كيف يتم ترك البريقة بدون حراسات و يتم ترك مخازن الأسلحة هدفا سائغا للقوات الإرهابية. كما يبدو واضحا تأخر المجلس العسكري في التحرك إلى الإمام للاستيلاء على راس لانوف وسرت لإرباك الكتائب الإرهابية، و عليه فالمشهد العسكري بحاجة إلى تقييم دقيق.
        و بالأمس خرج المتحدث باسم المجلس الوطني يطلب ضربات نوعية  قبل أن يجتمع المجلس، و لا ندري على أي أساس تم اتخاذ هذا القرار و لكن توالت الانتقادات لهذا التصريح من الداخل و الخارج. و بالنسبة لهذا الأمر استغرب تباطوء المجلس عن الاجتماع إلى يوم السبت فنحن في حالة حرب و استغرب خروج جماعات مختلفة بالاعتراض على تصريح عبد الحفيظ غوقة بدون علم بموازين القوى العسكرية في الداخل. فمع مرور الوقت تزداد قوة النظام الإرهابي و يضعف وضع القوى الثورية في غرب البلاد و هذا تطور خطير و ليس في صالح الثورة. و ربما يكون الإجراء السليم في سرعة التحرك بمفارز مقاتلة باتجاه راس لانوف و سرت لدفع القوات الإرهابية لتوسيع عملياتها في الشرق مما يساعد الأخوة في طرابلس و الغرب عموما.
      و في هذه اللحظات الحرجة أطلب من المجلس الوطني و المجلس العسكري الإسراع في التحرك و الاتفاق التام على أي إجراء يتخذ بشكل جماعي مع ضرورة استشارة متخصصين في كل شأن. و في مثل أحوال ليبيا يجب على المجلسين الانعقاد الدائم في بنغازي فالأمر جد خطير و الوضع قابل للتغير في كل ساعة.
 كما أطلب من الجميع في الداخل و الخارج الالتزام بقرارات المجلسين فعقلية الفوضى السابقة يجب أن تختفي من ممارساتنا. كما أدعو الجميع في الخارج بالاستعداد للدخول إلى أرض الوطن و المشاركة الميدانية و خاصة الشباب أو الذين ليس لهم التزامات رسمية من خلال أعمالهم تفرض عليهم التأخر في الدخول للبلاد. كما أطلب من الجميع قصر التصريحات للقنوات الفضائية على طلب التأييد العالمي و عدم الخوض في أمور هي من اختصاص المجلس الوطني. علينا أن نمارس الانضباط و أن نحترم المسئولين عن اتخاذ القرارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...