شكرا يا سيادة الرئيس اوباما
شكرا لكم ايها الرئيس اوباما على مواقفكم النبيلة المؤيدة للحرية. اننا نقدر موقفكم المؤيد للشعب الليبي في كفاحه من اجل حريته وكرامته وننتظر منكم المزيد من الدعم في هذا الوقت العصيب الذي تمر به بلدنا ليبيا. واننا نتطلع الى اليوم الذي تصبح فيه ليبيا حرة من حكم الطاغية الفرد وسوف نسعى بعون الله الى اعطاء الاولوية لتمتين علاقاتنا بكم وبكل بلدان العالم الحر التي تحترم كرامة الانسان وادميته، فقد سئمنا من كل الدكتاتوريات المتخلفة والهمجية التي وللاسف لا يزال الكثير منها يعشعش في منطقتنا. وانا اعتذر عن الكثير من الشتائم وبعض السفاهات التي يطلقها البعض من بني جلدتنا ضدكم وضد بلدكم العظيم.
هؤلاء الناس الذين يطلقون الشتائم ضدكم هم غالبا من النوع الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، وهم من اصناف عديدة، فمنهم النوع الاتكالي الكسول الذي لا يحسن شئ في هذا العالم الا الاكل والشرب والنوم وانتظار الصدقات والهبات وتوجيه الانتقاذات الى كل ما هو حوله، وهم دائما الفرسان وابطال القصة عندما يتعلق الامر بالكلام الرخيص والاجوف، اما عند العمل والعطاء فانك لا تجد لهم حسا، وللاسف فأن لدينا من هذا النوع اطنان كثيرة و اعداد غفيرة.
وهناك نوع اخر تعرض لعمليات غسيل مخ مكثفة وطويلة تم خلالها ايهامه بأن الناس الاخرين كلهم اعداء له ويتربصون به الدوائر فأصبح المسكين يعيش في دوامة من الشك والتوجس والعقد النفسية وكراهية كل من يختلف معه، وللاسف فقد تم في كثير من الاحيان استخدام الدين الاسلامي العظيم في عمليات غسل المخ هذه، ولكن وكما تعلمون فأن دين الاسلام السمح لا علاقة له بذلك.
وهناك ايضا اصناف من الناس تكره ان يكون الناس احرار كما اراد لهم ربهم، فنحن لا نزال نعاني من مخلفات تقافة مهترئة تحتوي على قدر كبير من تمجيد الطواغيت والمستبدين والقبول بالسكوت على انتهاك كرامة الانسان وادميته.
والاسوء من هؤلاء كلهم هو ذلك الصنف الذي فعل المستحيلات من اجل ان يسمح له بالاقامة في بلدكم الحر وفي البلدان الاخرى المشابهة لبلدكم، وما ان استقر به المقام وتحصل على كافة الحقوق والمزايا التي لم يكن يحلم بها، حتى استغل هذه الحرية و انطلق لكي يسب ويشتم البلد الذي اواه واحترمه، وهذا هو الصنف من البشر الذي يوصف بأنه "يأكل الغلة ويسب الملة" والعياذ بالله.
اننا، يا سيادة الرئيس اوباما، نقدر مجهودات بلدكم في تقديم المساعدة والدعم للناس في كل اصقاع الارض، ولكننا ندرك ايضا بأن بلدكم ليس فقط مؤسسة خيرية وان لكم اولويات ومصالح تسعون خلفها لصالح شعبكم الذي تتفانون في خدمته، ونحن نعلم ان بلدكم قد وقع في بعض الاخطاء اثناء تعاملكم مع بعض شعوب العالم الاخرى، ولكننا مع ذلك نتق في شجاعتكم على مواجهة تلك الاخطاء والعمل على تصحيحها، خاصة بفضل ما يتواجد لديكم من اعلام حر ومؤسسات قانونية وحقوقية ورقابية محترمة.
اننا اليوم في ليبيا نقاتل ونقدم التضحيات من اجل انتزاع حريتنا واستعادة ادميـتـنـا واحترامنا، واننا نتطلع الى مزيد من الدعم والمساندة منكم، وانا استطيع ان أؤكد لكم ان قطاعات واسعة من مواطنينا يكنون لكم ولبلدكم الكثير من الاحترام والتقدير، وهم يعلمون جيدا انه في نهاية المطاف لا يصح الا الصحيح، ونحن نعبر مجدد عن اعتذارنا واسفنا لما قد يكون قد صدر من بعض الذين ينتمون الينا من سوء تصرف وسفاهات في حقكم.
مع كامل الاحترام والتقدير.
م. أ. عبدالكريم
عليك من الله ما تستحق أنت وأوباما،
ردحذف