الجمعة، 4 مارس 2011

د.إبراهيم قويدر : شباب الشعب العظيم


شباب الشعب العظيم
بقلم: د.إبراهيم قويدر
سطر شباب ليبيا بحروف من نور ملحمة ثورية شعبية التحم فيها تراب الوطن الغالي بدماء شبابنا الطاهر، وجسّد بحق على أرض الواقع أروع البطولات التي امتزجت فيها الشجاعة والإقدام بالإيمان المطلق بجهاده؛ دفاعًا عن أرضه ومحاربة من عبثوا بمقدَّرات أرض ليبيا الحبيبة؛ بكل ممارساتهم الفاسدة تحت قيادة طاغية يعتبر أكبر مستبد كذاب، مضطهدًا للإنسانية، عدوًّا للحق والخير، مصاصًا للدماء، قاتلاً أبناء شعبه العُزل الأبرياء.

قال هذا الطاغية المستبد على أبناء شعبه الثائرين "إنهم عملاء للخارج، ولا يدركون ما يفعلون؛ لأنهم تحت تأثير حبوب الهلوسة". وكم كان الرد جميلاً عندما شاهدنا الشباب وهم يؤدون الصلاة الجامعة، ويقولون في هجومهم على زبانية الطاغية بصدورهم العارية: "مرحبًا بالجنة جت تدني".
هذه العبارة التي تناقلوها عبر التاريخ المتواصل لأجدادهم رفاق المناضلين الأشاوس: عمر المختار والسويحلي وسيف النصر.. وغيرهم، رأى العالم في شرقه وغربه، وجنوبه وشماله- شباب وشعب ليبيا البواسل وهم يقولون: "لا، كفاكم استهزاء بنا، كفاكم نهبًا لخيراتنا، كفاكم كذبًا علينا وتدجيلاً".
ليبيا بعد 17 فبراير أرض ثانية، وشعب حر، وشباب توّاق إلى أن يعبر- بحق- بليبيا من التخلف إلى التقدم، ويصنع ليبيا المستقبل، معطيًا ظهره لشعارات "ليبيا الغد"، راميًا إياها فى مزبلة التاريخ.
كم من مرة حذرنا وتناولنا آثار الفساد والبطالة، والممارسات الخاطئة من قبل النظام ورجاله ضد أفراد الشعب وشبابه، كم من مرة أكدنا بتجارب تاريخية ماضية وبالتحديد عندما قلنا: "إن من سيستيفظ ويثور هم شباب لا تعرفونهم، وإنهم لم يعيشوا في هذه الحياة إلا فى عهدكم الفاسد".
ولكن الغرور والعجرفة التي وصلت إلى حد اعتقاد الزعيم أنه ملكف بمهمة من الذات الإلهية، وجعلته يتحدث عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بدون أي احترام، وكأنه صديقه أو في قامته، وسمعه الليبيون أكثر من مرة وهو يقول: "محمد" مجردة، عارية عن أي تبجيل أو احترام لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
ملايين بل مليارات ليبيا كانت تصرف على أهواء ونزوات هذا الطاغية، وأبنائه وقيادات حرسه الثوري، ولجانه الثورية، والمقربين من أسرته وأبناء عمومته، وهنا أقول بحق: "إن القذاذفة ليسوا راضيين عما كان يدور في البلاد، فمنهم الكثير من الشرفاء والمؤمنين الذين كانوا يتحسرون ألمًا على ما يقوم به ابنهم".
لا أريد أن أمعن في الماضي، فشبابنا انتصر وانطوت صفحة الطاغية، غير أنني- بهذه المناسبة- أريد أن أترحم على شهدائنا الأبطال، ولكي لا يضيع دمهم هدرًا، ولكي تتحقق الأسس والقواعد التي ثاروا من أجلها، يبقى لزامًا علينا أن نهتم بما يلي:
أولاً: الانتباه كل الانتباه من شباب الثورة لكلّ المتلونين، الوصوليين، سراق الانتصار، خبيثي التصرف، محسني الحديث الثوري، فلا يوجد مُنظِّر إلا الشعب وثواره، فأنتم وحدكم دون غيركم الذين ترسمون الطريق، وتحددون مطالب الناس؛ لأنها شرعية اكتسبتموها بالدم والشجاعة والإقدام.
ثانيًا: تأسيس مجلس وطني في ليبيا، يكون ممثلاً لشباب الثورة من كل أرض ليبيا الحبيبة، ويعتبر هذا المجلس انتقاليًّا، ويقوم بتشكيل لجنة من خيرة خبراء وعلماء القانون في ليبيا من أجل صياغة دستور يضمن الآتي:
- يكون النظام في ليبيا جمهوريًّا برلمانيًّا، عاصمته طرابلس الغرب، وتكريمًا لبنغازي يكون مقر السلطة التشريعية في بنغازي ومقر السلطة التنفيذية طرابلس.
- مدة رئاسة الجمهورية ورئاسة السلطة التشريعية والتنفيذية أربع سنوات تجدد لمرة واحدة فقط.
- استقلال السلطة القضائية، والنص على كفالة حرية التعبير والصحافة وكافة وسائل الإعلام، والنص على أن ينظم قانون خاص ذلك.
ثالثًا: يكلف المجلس الوطني الانتقالي أحد الشخصيات الوطنية بتشكيل حكومة انتقالية يعرض أسماءها على المجلس، وبعد اعتماده تتولى إدارة شئون البلاد لمدة سنة واحدة، وتقوم بالآتي:
= تسهيل مهمة اللجنة المكلفة بوضع الدستور، واتخاذ ما يلزم من تدابير من أجل عرضه على الشعب في استفتاء حر، يتم مراقبته من الداخل ومن الخارج، من أجل ضمان نزاته.
= تقدم الحكومة المشرفة على الانتخابات الرئاسية والتشريعية استقالتها عقب الانتهاء من ذلك.
رابعًا: يكون العمل دستوريًّا وواقعيًّا من خلال المجلس، وأن يكون دور القوات المسلحة حماية الوطن وحماية ثورة الشعب، ولا تمارس السياسة.
هذه الأجندة المهمة أقدمها بكل تواضع باعتبارها رأيًا، لا يرقى- حتى- إلى مستوى النصيحة؛ لأنني لا ينبغي أن أكون مرشدًا أو ناصحا لهؤلاء الثوار، لأننا تعلمنا منهم كيف نصنع الحياة في وطننا الحبيب ليبيا الحرة المستقلة. والله الموفق.

هناك تعليق واحد:

  1. نعم يادكتور ولكن يجب ألاننسي دور المجتمع المدني في انجاح النظام البرلماني فالدول التي نجح فيها تطبيق هذا النظام هي تلك التي تعترف بوجود المجتمع المدني أي المجتمع الذي يحد من سلطة الدولة بالتالي ان الانتقال من نظام دكتاتوري الي نظام برلماني بشكل مباشر أمر لاتتصور أن يتم بكل سهولة هذا لايعني انني لاأتفق معك في تطبيق النظام البرلماني ولكن هذا لن يتم بشكل سلس ولابالسرعة التي تتوقعونها فالسرعة التي تم بها تشكيل المجلس الوطني ذلك لأن ضرورة الأمر تطلبت ذلك بالتالي الانتقال الي الديمقراطية يجب أن يكون بشكل مرحلي ويجب اعطاء كل مرحلة حقها وذلك علي النحو التالي :
    1-المجلس الوطني الانتقالي يدفع به ليكون اقوي مما هو عليه ليعترف به دوليا ويبقي لحين الانتهاء من تجرير كامل الدولة
    2-تم بعد ذلك يأتي دور المجلس التأسيسي الذي ينتخب من الشعب والاجراءات التي يجب ان يتخذها لوضع دستور للبلاد وعندما أقول وضع دستور أيضا يجب اعطاء هذه المرحلة حقهاوذلك لتفادي حدوث أي أخطاء قد تلحق الأضرار بالشعب لمدد طويلة.
    3-وبعد الأستفتاء علي الدستور والوصول الي الأتفاق بشأنه يتم تطبيق النظام الذي اختاره الشعب .

    سعاد

    ردحذف