الجمعة، 11 فبراير 2011

المعارضة الليبية والتطلع ليوم غضب ليبي



تقرير –  ليبيا اليوم
دعت أبرز فصائل المعارضة الليبية الشعب إلى تخليد ذكرى أحداث فبراير 2006 والتي راح ضحيتها 11 مواطنا وذلك بالانتفاض ضد السلطة وانتزاع حقوقه المغتصبة كما ورد في العديد من بياناتها ونداءاتها، فهل تشكل هذه الدعوة إجماعا بين الناشطين الليبيين في الخارج، وما هو الدور المتوقع أن تلعبه المعارضة لفرض واقع جديد في ليبيا تحذو به حذو تونس ومصر؟
هناك اتجاه لقصر مصطلح المعارضة على التيار الذي يتخذ موقفا جذريا من النظام الليبي ويطالب بإسقاطه، وبات من الثابت والمتداول بين العديد ممن تصالح على تسميتهم بالجذريين نفي صفة المعارض على كل من لا يطالب بإسقاط النظام، وفي أحيان كثيرة يتم إلصاق تهمة الخيانة بمن يقبل بتغيرات في الحكم والسياسة الداخلية مهما ارتفع سقف تلك التغييرات.

 وتماشيا مع هذا التوصيف فإنه يمكن القول أن المعارضة هي أكثر اقتناعا وإصرارا اليوم على موقفها من النظام بعد ان اثبتت التجربة التونسية أن خيارها قابل للوقوع وفي زمن قصير، وأن التجربة المصرية، التي هي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مطلبها الرئيسي بتنحي الرئيس مبارك، تدفع بالدماء في شرايينها لتهب لتحقيق هدفها الأكبر وهو تنحية العقيد القذافي عن الحكم.

 المتحفظون على أداء المعارضة لا يرون أنه بإمكان فصائلها الكثيرة العَدد القليلة العُدد أن تلعب دورا حيويا في حال اندلاع انتفاضة ضد النظام، فهي مقطوعة الأوصال بالمجتمع الليبي وتواصلها بشرائحة محدود جدا وهناك، بحسب أراء المتحفظين، هوة كبيرة تفصلها عن الداخل وحتى انعدام ثقة بفعل الدعاية ضدها وبفعل أخطائها وحالة التشرذم والتناحر بين فصائلها.
وتكشف متابعة أدبيات المعارضة خلال الأيام الماضية ضعف أدائها وتواضع جهودها فيما يخص الدعوة ليوم غضب ضد النظام، فلم تنجح فصائلها في إيجاد توافق حول موقفها السياسي، ولم يجمعها لقاء ولا بيان مشترك في الوقت الذي لا يبعد عن موعد يوم الغضب إلا أياما قليلة وهي بالتالي لم ترتفع على خلافاتها وتشكل إئتلافا يوحدها ويعزز من الثقة بها كداعم لأي حراك شعبي محتمل، فقد أنهكها ما مرت به من مشاكل من أبرزها اختراق أجهزة النظام وانشقاقات في المظلة التي جمعتها بعد مؤتمر 2004.

من ناحية أخرى بدت المعارضة عاجزة عن ابتكار آليات للمساهمة في تحريك الشارع، وكأنها قد سلمت بالانتظار والاعتماد الكلي على الشعب لتحقيق ما تصبو إليه.
 زخم التحريض كما يظهر لعين المراقب يأتي من كتابات مستقلين معظمهم لا ينتمي لفصائل المعارضة ولكنه يوافقها في الموقف من النظام وكثير منهم يتخفى خلف أسماء مستعارة، بينما انحصرت الكتابات الداعية للثورة والممهورة بأسماء أصحابها في عدد قليل من بين العشرات الذين ينشرون إنتاجهم في المواقع التي تدار من خارج البلاد.

أمام اقتصار الدعوة للتظاهر على أعداد قليلة وعدم تشكل كيانات داخلية يمكن أن تكون بمثابة الناطق باسم الجماهير في حال النزول للشوارع والميادين كما تأمل المعارضة، وعلى الرغم من تأكيد بعض من وقفت الصحيفة على تصريحات لهم من رموز المعارضة من أن التغيير المرتقب سيقوده الشباب ويكون من الجموع داخل البلاد، إلا أن مراقبون يرون أن ضعف المعارضة وغياب صوت موحد في الخارج قد يسهم في تعقيد الموقف وتثبيط همم قطاع ممن يتمنون رحيل النظام داخل البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق