إعلام رعاة الانقلابات وأرباب الثورات المضادة في بنغازي
إدريس أبوبكر
انتهى مؤتمر بنغازي للإعلام، كان زوبعة في فنجان،كان سطحيا في كل شئ، ولم تنجح نقاشاته ولقاءاته المتعددة في الغوص إلى أعماق القضايا الإعلامية التي طُرِحت للنقاش، فقط مجرد عناوين براقة لا يوجد مضمون عميق لها،وهذا فشل أعتقد أن مؤسسيه أنفسهم لا ينكرونه ولن يستطيعوا الهروب منه إلى الأمام.
هل تحدثوا عن غزة ؟
القاسم المشترك بين ضيوف مؤتمر بنغازي للإعلام العرب هو ولاؤهم جميعا بدون استثناء للأنظمة العسكرية والدكتاتورية ودعمهم للانقلابات العسكرية والثورات المضادة، وعداؤهم لثورات الربيع العربي،إلى جانب أن معظمهم تقريبا يعتبرون من الأدوات الإعلامية أو لنقل من عرّابي المشروع الانقلابي الإماراتي والمصري في المنطقة العربية، النظامان اللذان يقمعان حرية التعبير والرأي ويوجهانها إلى أهدافهما ومصالحهما لترسيخ مفاهيم إعلامية تختصر رسالة الإعلام في مجرد عناوين هلامية عشوائية لا قيمة لها، وهذا بطبيعة الحال يبتعد بالإعلام عن معالجة قضايا الأمة الكبرى، وكان هذا واضحا وبشكل فج وصريح في عناوين المناقشات أو اللقاءات التي شكلت برنامج عمل للمؤتمر الذي لم يشهد بتاتا نقاشا عن الحدث الأبرز عالميا منذ قرابة ثلاثة أعوام وهو الحرب على غزة.
المنصات المدعومة إماراتيا كانت حاضرة بقوة في هذا المؤتمر، منها مثلا منصتا المشهد و BLINX ، وهما ذراعان إعلاميان لمشروع دول التطبيع مع إسرائيل، ومعاديتان لمواقف المقاومة في غزة تماما، كما هي السياسة التحريرية لقنوات سكاي نيوز والعربية والعربية الحدث.
أما الضيوف فهم على سبيل المثال فقط :
1 / سامي كليب ، الإعلامي اللبناني كان من أبرز ضيوف هذا المؤتمر وهو- إن صح الوصف - العرابُ الرئيسي أو العقل المدبر للآلة الإعلامية في قناة الميادين اللبنانية التي يرأسها غسان بن جدو المعروف بولائه الشديد لنظام بشار الأسد سابقا في سوريا ولحزب الله في لبنان وارتمائه بشدة في أحضان إيران المعادي لثورات الربيع العربي.
2/ باسم الجمل، أو الدكتور كما ينادونه، و الذي يوصف في الشرق الأوسط بأنه مفكر وهو في حقيقة الأمر ليس سوى عرّاب مُروِّجٍ في كافة مداخلته وبرامجه على يوتيوب للمشروع الإماراتي المسمى الديانة الإبراهيمي.
3/ إيلي نخلة، يقدم نفسه مستشارا صحفيا، وهو في الحقيقة ليس سوى مخلب إماراتي تمنح له الأموال ليدير منصات مثل ET بالعربي وبلنكس.
4/ محمود سعد وهالة سرحان ، القادمان من متحف الإعلام المصري،والمواليان للنظام الانقلابي في القاهرة، تجاوزهما الزمن ولم يعد أحد يستمع إليهما حتى في مصر نفسها.
ولا أريد الحديث عن بقية الراقصات اللواتي كُنّ من ضيوف المؤتمر، فهن مجرد راقصات فقط.
التطبيل وصناعة الدكتاتورية في بنغازي
وعلى الهامش ، وأيضا من نافلة القول كما يقال فإن هذا المؤتمر انعقد في مدينة بنغازي التي تُكَبّل فيها الكلمة وتعتقل فيها حرية التعبير وتُقيد بالسلاسل والأقفال وتوضع في أقفاص الذل، بنغازي التي لاصوت إعلاميّ فيها يعلو على صوت التطبيل وصناعة الدكتاتورية العائلية الجديدة، المدينة التي لا تصدر فيها صحيفة واحدة ولا توجد فيها قناة فضائية معارضة أو لنقل مخالفة للسياق العام هناك، المدينة التي توجد فيها سجون يقبع داخلها أشخاص عبروا عن رأيهم على مجرد صفحات فيس بوكية فوجدوا أنفسهم داخل زنازين القمع والتعذيب.
مؤتمر للهراء
مؤتمر بنغازي للإعلام لم يكن منصة للحديث عن الإعلام وقضاياه المختلفة بكل حرية ومهنية وحِرَفية، لم يتحدث فيه أحد عن غزة ومعاناة أهلها بل كان ملتقى للهراء والتفاهة و"الميوعة" ولاستضافة"البلوقرات" والفنانات وقارئات الفنجان والمنجمات و"الفاشينستات" وكان ملتقى لإظهار الشفايف المنتفخة والمؤخرات البارزة والأنوف المعقوفة والصدور والأفخاذ العارية، واستعراض أنواع المكياج وموديلات الملابس، فقط لا أكثر من ذلك، ولم يجرؤ أحد من ضيوفه العرب والليبيين على الحديث عن حرية التعبير في بنغازي والمطالبة بها
لؤي الفاشل
أشفق كثيرا على لؤي القريو الذي يرافقه الفشل منذ سنوات، والذي لم يعرف كيف يصبح إعلاميا ناجحا، كما أنه لا يدرك - كما يبدو - أن القطار قد فاته منذ زمن، وأنه مازال حبيس أدواته الإعلامية التي أكل عليها الدهر وشرب وتجاوزها الزمن منذ سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق