الثلاثاء، 29 يوليو 2025

عداوة الشيطان للإنسان والوعود والتهديدات التي أعلنها إبليس لعنه الله للبشرية؟

 

  


 أعلن إبليس العديد من الوعود والتهديدات للبشرية بعد طرده من الجنة بسبب عصيانه وامتناعه عن السجود لآدم. هذه الوعود والتهديدات تعكس حقده الشديد وعداوته المستحكمة لآدم وذريته.

إبليس تعهد بإضلال بني آدم وإغوائهم أجمعين، واستثنى فقط عباد الله المخلصين الذين ليس له عليهم سلطان. هذه التعهدات تُصاغ بصيغة القسم، مما يدل على عزمه الشديد على تنفيذها.


أبرز الوعود والتهديدات التي أعلنها إبليس للبشرية، والتي وردت في القرآن الكريم في خمس سور (النساء، الأعراف، الحجر، الإسراء، وص):

• "لأتخذن من عبادك نصيبًا مفروضًا": هذا يعني أن إبليس سيجتهد في استخلاص نصيب معلوم ومقدّر من عباد الله ليجعلهم من أتباعه في الغواية والضلال، وهم الكفرة والعصاة الذين يجيبون دعوته.

"ولأضلنهم": إبليس توعد بإضلال بني آدم وصدهم عن الطريق المستقيم، وإزاغتهم عن طاعة الله إلى الشرك به، وعن الهدى إلى الضلال. هذا الضلال يشمل إبعادهم عن طريق الحق، والجهل بالأمر، والانغماس في الباطل.

"ولأمنينهم": يتوعد إبليس بتسويف الأماني الكاذبة والإطماعات الفارغة في نفوس البشر، وإيهامهم بوعود كاذبة لا ثقة فيها. هذا يتضمن إغراقهم في الأوهام بأنهم سيخلدون في الدنيا، أو أن دخول الجنة يمكن بالمعاصي، أو بتأجيل التوبة.

"ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام": هذا يرمز إلى أمر إبليس للبشر بطاعته في الابتداع في الدين، مثل ما كان يفعله أهل الجاهلية بقطع آذان بعض الأنعام التي يتركونها لأصنامهم. التبتيك هو القطع على أنحاء كثيرة.

"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله": هذا تهديد بأن إبليس سيأمر البشر بتغيير ما خلقهم الله عليه من فطرة ودين. يشمل هذا تغيير الخلقة الظاهرة مثل الوشم، والنمص، والفلج للجمال، ووصل الشعر بالشعر، والإخصاء، وعمليات تغيير الجنس. كما يتناول تغيير الخلقة الباطنة التي فطر الله الناس عليها لقبول الحق وإيثاره، فيزين لهم الشر والشرك والكفر والمعصية.

• "لأقعدن لهم صراطك المستقيم": تعهد إبليس بأنه سيجلس لبني آدم على كل طريق يوصل إلى الحق، متربصًا بهم وقاصدًا صدهم عن الصراط المستقيم (وهو دين الإسلام وطريق الحق). هذا كناية عن شدة الترصد لهم ومنعهم من سلوك سبيل الهداية.

"ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم": هذا يعني أن إبليس سيأتي البشر من جميع الجهات والطرق الممكنة ليضلهم. هذا التصوير هو استعارة تمثيلية لوسوسته وإغوائه من كل جانب، وليس مقصودًا به الجهات المادية حرفيًا. لم يذكر القرآن الإتيان من فوقهم أو من تحتهم؛ لأن رحمة الله تنزل من فوقهم، ولأن السفل موضع لا يليق بذكره في مقام التهديد.

"لأزينن لهم في الأرض": إبليس توعد بتزيين وتحسين الشرور والمعاصي والكفر في أعين بني آدم على الأرض، حتى يروها حسنة ومقبولة، ليشغلهم عن طاعة ربهم بزينة الدنيا وزخرفها.

"ولأغوينهم أجمعين": توعد إبليس بإغواء جميع العباد وإبعادهم عن طريق الهداية، باستثناء عباد الله المخلصين.

"ولأحتنكن ذريته إلا قليلا": هذا يعني أن إبليس سيسيطر على ذرية آدم ويستأصلهم بالإغواء والضلال، ويستملهم ويقودهم إلى المعاصي، ما عدا القليل منهم. كلمة "أحتنكن" تدور حول معاني الاستئصال والاستيلاء والاستمالة.

 

آثار كيد الشيطان:

• الشيطان يوقظ الغضب والشهوة كمدخلين لإضلال الإنسان.

• يدخل إلى قلب الإنسان عن طريق الحسد والحرص.

• يحث على العجلة وترك التثبت في الأمور.

• يشجع على سوء الظن بالمسلمين واتباع الهوى.

• يجعل الناس يأمنون مكر الله ويقنطون من رحمته.

• يدفع إلى القول على الله ما لا يعلمون.

• يعد بالفقر ويأمر بالفحشاء.

• يسول بالباطل ويزينه، فلا يدع ضحاياه فريسة لتأنيب الضمير.

• يستخدم الوسوسة كأسلحة نفسية لإضلال البشر.

• يسعى لإيقاع النزاعات والعداوات بين المؤمنين.

• ينشر الخوف والذعر والإشاعات الكاذبة.

• يسول بالمعاصي ويملي الآمال الكاذبة وطول العمر.

• يشارك في الأموال (عبر الطرق غير الشرعية) والأولاد (مثل الزنا).

• يدخل الشك إلى عقيدة المؤمن.

• يشجع على التبذير والإسراف.

على الرغم من أن كيد الشيطان ضعيف، إلا أن ضعف النفس البشرية أمام المغريات يمنح قوة لضعف الشيطان. كثير من الناس يتبعون إبليس، لأن طريق الله محفوف بالمكاره، وطريق الشيطان محفوف بالشهوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عداوة الشيطان للإنسان والوعود والتهديدات التي أعلنها إبليس لعنه الله للبشرية؟

       أعلن إبليس العديد من الوعود والتهديدات للبشرية بعد طرده من الجنة بسبب عصيانه وامتناعه عن السجود لآدم. هذه الوعود والتهديدات تعكس حقده...