ah_mosmare@yahoo.com بمناسبــة اليــوم العـالمـي لحريــة الصحـافـة كتـب الأستــاذ سليمــان دوغــة رئيــس تحـريـر ليبيــا اليــوم مقــال نــاري تحــت عنـوان " ليبيا تدخل اليوم العالمي لحرية الصحافة.. بلا صحافة..!! سخــر مــن خــلالـه بمــرارة وقســوة مــن واقــع حــال الصحـافـة ، والصحافييـن فــي ليبيــا .. والــواقــع أن المــرء لا يـرغـب الدخــول فـي جــدل محسـوم سلفـاً مــع كـاتـب المقــال حــول واقــع صحــافتنـا الليبيــة البـائــس ، فقــد أصــاب عيــن الحقيقــة فـي كـل كلمـة وصــف بهــا واقــع حــالهــا عمـومـاً وآليــات عملهــا ، فــلا يمكــن لعـاقـل أن يجــد أو يقــدم مبــررات للـدفــاع عــن صحــف لا يقــرؤهـا أحــد ولا تصلــح للاستعمال ســوى بــورش طــلاء السيـارات، أو لــف سنـدوتشــات تلاميـذ المــدارس..
لكــن مـا أعتقــد أن الأستــاذ سليمــان لــم يصـب فيــه عيــن الحقيقــة هـو حديثــه عــن الصحـافييــن الليبييــن، والمقصــود طبعــاً الصحافييــن العـامليــن بالداخــل ويكتبــون فـي تلـك الصحــف ذات الأربــع كمـا وصفهــا، فقـــد تحــامــل عليهــم بصــوره ينقصهــا الكثيــر مــن الرؤيــة والتبصــر .. ووصــفه الأقــلام التـي تكتـب بصحــف الداخــل بالمشوهـة فـيـه ظلــم وإجحــاف لعطــائها ولــو تـريـث الكاتـب قليــلاً فــي حكمــه ، ولا نـدعــوه أن يذهـب بعيـداً بــل يدقــق فـي أسمــاء الصحـافييــن الــذيــن يكتبــون فـي صحيفتـه الإلكترونيــة ليبيــا اليــوم ، والمكـانـة المرموقـة التـي تحتلهــا وتأثيـرها فــي الشــارع الليبــي لأكتشف دون كثيـر عنــاء أن جلهــم يتواصلـون معــه مـن الداخـل عبــر الشبكــة العالميــة ، ويغـامـرون بمستقبلهــم لقــول الحقيقــة للنــاس ، وهـذا قمــة العطــاء الصحفــي وليـس مــن الحكمــة وصفهــم بأقـلام مشوهــة كمـا جــاء بالمقــال .. فصحفــي يعمــل بحرفيــة عـاليــة كخـالـد المهيــر مثــلاً قطعــاً سيشعــر بالإهانة حيــن يشملــه وصــف الأستــاذ سليمــان ، وبـاحـث سيـاســي جــري فــي تحليـلاتـه مثــل عـز الديـن اللــواج لابــد سيشعــر بالأســى لمـا جــاء بالمقــال والقـائمــة تطــول بأسمــاء الصحـافييــن العـامليــن بالداخــل ويسهمــوا بفعـاليـة فــي صنــع تألــق ليبيــا اليــوم المعتمــد بصـورة كبيـرة علـى يــراع هــذه الأقــلام وكتـابـاتها، ومـا الملفــات والتحقيقــات المثيــرة بدايــة مـن ملــف الإيــدز وليــس بأخــر ملــف الفقــر ، مــروراً بإحــداث فبـرايـر الحــزيــن وتغطيــاتـه المثيــرة ســوى بليبيـا اليــوم أو المنــارة أو القــدس العـربـي ســوى بــرهــان واضــح لقــدرات الصحـافييـن بالداخــل . صحيــح أن الإعــلام المؤدلــج دمــر كــل شــيء ، حتـى جعــل كـاتـب المقــال يقــول بثقة : (الصحافة في ليبيا تعيش مرحلة قد يعجز المرء عن تصنيفها، ولعل أفضل وصف لها هو أننا تاريخيا في مرحلة "ما قبل الصحافة"، وهي مرحلة تكاد تكون قد انقرضت في أغلب الدول، التي تعيش صراعا بين مساحات الحرية المنتزعة من قبل أنظمتها. أما الصحافة في ليبيا فهي لم تبدأ بعد، حتى يمكننا الحديث ولو حتى عن هوامش تمنح هنا أو هناك.) أمــا العجــز عــن تصنيف الصحافـة الليبيــة اليــوم فنقــول بصراحـة مطلقــة أنهــا لا يــوجــد لهـا أصــلاً تصنيــف لتـأخـرهـا عــن أبجــديـات العمــل الصحفــي بدرجــة مخجلــة ، لكننــا لا نتفــق فــي أننـا نعيــش مرحلــة مـا قبــل الصحــافــة فهـذا فيــه ظلـم كبيــر لتـاريــخ الـرواد أمثــال رشــاد الهــونـي ومدرســة الحقيقــة الصحفيــة وكتـابهـا ، وبـاقــة جميلـة مــن أسمــاء صحــف ورجــال صحــافـة تفــوقـوا رغــم كـل شــيء بمـا صنعــوا مـن تاريــخ صحفـي مشـرف لهــذا الــوطـن فـي زمنــاً مــا .. ولعــل السيــد سليمــان يعــرف أن صحيفــة الأسبــوع الثقــافـي فـي سبعينيــات القــرن الماضــي مثـلاً تعتبــر فعليــاً أول صحيفــة عربيــة متخصصــة فــي الأدب رغــم ادعاءات المصـرييـن بريـادتهـم فـي هـذا الجـانـب بصحيفتهـم أخبــار الأدب. مـا أود قــولــه أن تـدنـي وانحــدار مستــوى العمــل الصحفــي إلــى هـذه الصــورة المــروعـة التـي تفنــن الأستــاذ سليمــان فــي إظهارها لا يعطينــا الحــق فـي إلغــاءهـا وطمــس صفحــات مشرقــة مـن تـاريخهــا ، فبعـض صحفيي المرحلــة التـي وظفهــا ملعبــا لسخريتـه المــرة قــدمـوا أرواحهــم علـى قـربـان صــدق الكلمــة وحـريـة الصحــافـة علـى صفحــات منبــر ليبيــا اليــوم نفســه ومـن الإجحــاف والتجنـــي عــدم الإشــارة لتضحيـاتهـم وإذا مـا كـانــت تقــاريـر المنظمــات الدوليــة تضــع ليبيــا علـى قمــة الدول المفتقــرة لحريــة الصحـافـة فلا يعنــي هـذا مــوت الصحــافـة فيهــا وتشييــع جنـازتهـا وســط عـويــل مقـالات المواقــع الإلكتـرونيــة ، فمــادام يــوجـد صحـافييــن فـي صحــف مؤسســات الدولـة يرفــض مـن رؤســاء تحــريـر مؤدلجيــن أكثــر ممـا ينشــر لهــم فثمـة أمــل مـا فـي هـؤلاء ومـن العســف إهانتهــم علـى طريقــة مـا جــاء فـي بكائيــة حــريـة الصحـافـة لدوغــة . ثــم أننــا اعتــدنـا تواجــدنـا فــي تـراتيــب لا تســر عــدواً أو حبيــب فــي تقــاريـر المنظمــات الدوليــة بـدايــة مـن الكــرة وانتهــاء بالصحــة ومستــوى دخــل الفــرد فهــل يعنــي هــذا أننـا لا نملـك تـاريــخ كــروي أو لا نملـك أطبــاء مهــرة أو ليــس بــلادنـا دولــة غنيــة رغـم فقـر مواطنهـا. أحــد الصحافييــن النشطيــن جــداً بموقــع ليبيــا اليــوم ، ويعمــل بنفــس الوقــت بصحــف الداخــل أغضبته كثيــراً كلمــات الأستـاذ سليمــان دوغــة عـن صحفيــي الداخــل الشـرفـاء ووصفهــم بالمشوهيــن، وعلــق أهكــذا يرانــا الأستــاذ سليمــان ...!! . فيــا أستــاذ سليمــان "الاختلاف فــي الـرأي لا يفســد للــود قضيــة" هــذه أجمــل عبــارة قــالهـا العــرب فــي لغتهــم التـي يدعونهــا الجميلــة ,, وأراك تــورطــت فــي إهــانــة بعــض كتــابك بالــداخــل دون مبــرر، والاعتــذار لهــم منــك قطعــاً سيكــون خطـوة جيــدة لجبــر خــواطــرهـم المكســورة .. ودعنــي أقــولهـا لـك بلهجتنــا الدارجــة .. مــش ناقصيــن أتجــي أنــت والــزمـان عليهـم. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق