الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

رحمك الله صاحبي ورفيقي

 



رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول لقائاتي به في بيوت اخواته في منطقة الحبس والتقينا عشرات المرات لما كنت ادرس الطب في بنغازي...منذ عرفته تقابلك الرجولة بما تعنيه هذه الكلمة من معنى والكرم والشهامة والشجاعة وحب العلم والتعلم وحب الرجال... التقيت به بعد السجن فبكى للقائي وحن لايامنا الاولى بطبرق ولقائاتنا في بنغازي بعدها ...كلما استشهد له ابن في بنغازي كنت اعزيه فكان هو الذي يصبرني...كان ان استشهد احد اقاربي في حرب الاحرار الثوار ضد المجرم حفتر في بنغازي فكلمني وواسني وقال لي قريبك مالك كان ملازما لاولادي وحدثني عن طبيعة استشهاده وكيف ان الشباب حاول انقاذ صهري من الموت ولكن ارادة الله سبقت ورحل شهيدا وكان يعزيني ويقول اعرفه ام صهرك فهي رفيقة درب اهلي واخواتي ويدعو لها بالثبات في محنتها وقال لي هذا طريق العزة والكرامة والحرية وهي ضريبة لابد  ان تدفع ...  وفي اخر ابتلاءاته رحمه الله فجع بولديه الذكور اخر ماعنده من الذكور فعزيته والله كان هو من يصبرني ...سبحان الله جبل من الجبال الرواسي في الصبر ..وكتلة من الكتل..

..وكتلة من الكتل الثوابت في التحمل ..من افضل من عرفت.. ومن ارجل من خالطت... ومن اشجع من رايت ...منذ نعومة اظفاره كان شهما رجلا شجاعا... حرص على العلم واكمل تخصصه الدقيق في مجال هندسة الانانيب في تركيا على حد علمي... احبه كل من خالطه في العمل نحلة لايكل ولايمل يأتي اولهم ويغادر اخرهم واذا رجع الى البيت عكف على ماتأخر عنه في المكتب ...محبا للوطن مارايت رجلا يحب اهله ووطنه مثل هذا الرجل.. هو من القليل المناضل المجاهد المكافح المحب لاهله ووطنه ودينه وفلسطين وقضيتها وامتنا منذ عرفته  ...(ولد عيلة متربي)(ولد بلاد) خلوق رجل من يومه متعلم هو وغالبية اهله...رحمك الله يا بطل ورحم الله اقمارك الخمسة الذين استشهدوا في مواجهة مشروع الصهينة والهيمنة والاستعمار الذي بدأه المجرم العميل حفتر قاتله الله ذيل الصهاينة وعبد الامبريالية وكل من عاونه ولو بكلمة ...قاتل الله كل من ءاذاك في اولادك من عارات برقة وعارات الغرب الليبي وعارات معمر وكوم الجهلة الاغبياء ممن شاركوا الملعون المجرم حفتر حربه ضد رجال ليبيا (منهم في القلب ابناء الدكتور عبد الله الخمسة)...كثير اصابه الوهن والضعف من المهجرين ومناصريهم بعد طول الهجرة وظلام السنين وتطاول المحنة  الا انت ايها المقدام مابدلت ولا غيرت.. وكنت انت انت كما عرفتك عاضا على الطريق متلمسا سبل الجنة والعزة والكرامة فلم يرض الى قبل ايام قليلة بالدون... او محاورة الملعون... بل رفض اي حوار مع القتلة والمجرمين وءاثر طريق الحق واخذ الحقوق بقوة الساعد لا بذل الانكسار للمجرمين.. ولا بالهوان للظالمين... وهو اب الاولاد الربانيين ..هكذا الابطال سرعان مايعجل الله بارتقائهم اليه حبا في لقائهم... فجعنا قبل رحيلك اليوم برحيل القاريء القائد العظيم  المجاهد الفذ هنية رحمه الله وهاهو الالم يكتمل بفقدانك ايها الحبيب الصابر والرجل الحيي الشاكر ولكن لانقول الا مايرضي ربنا( انا لله وانا اليه راجعون) هكذا الابطال لن يرحلوا الا وقوفا ثابتين..  بالعهد متشبتين ..وبطريق ذات الشوكة طريق النصر والعزة والكرامة والشهادة سائرين ...امتنا التي قدمت خيرة الرجال منذ انطلاق ثوراتها المباركة ضد عملاء الاستعمار في مصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس باذن الله منصورة وهي الغالبة القاهرة ولو كره الكافرون ولو كره المجرمون ولو كره المشركون ورغم انف المنافقين...رحمك الله يا حبيب القلوب وجمعنا بك في جنان ربي الوارفة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا... وعوض الليبين فيك خيرا واخلفنا فيك وفي مصابنا صبرا جميلا.. وجبر قلب رفيقة دربك ام الشهداء خنساء ليبيا... فقد كبر عليها الفقد واتسع الخرق... ولا حول  ولاقوة الا بك يارب...(كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة) هذا عزاؤنا انك وفيت اليوم اجرك ولحقت باهلك الشهداء ...الى لقاء ايها الحبيب في جنة عرضها السموات والارض اعدت المتقين مع النبيين والصحب المبحلين وعلى حوض محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين..

كتبه ابو عبد الرحمن المنفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...