الأحد، 3 أبريل 2016

محمد عمر حسين : أرض الضبـــاع ..!!

بادئ الرأي ،، فإن البرلمان الغير دستوري والغير أخلاقي يتجه ؛ نحو الرأي القائل بوجوب إستدعاء السراج وحكومته إلى طبرق ، ومنحه الثقة بعد عدة اجراءات شكلية ، وأن يتم الاحتفاظ به بينهم وعدم السماح له بمغادرة المنطقة الشرقية ؛ باعتبار أنهم الأولى بوجود الحكومة بينهم .. وهم مصرين على رواية أن العاصمة محكومة بميليشيات الثوار ، ويؤكدون بالقول والعمل على وقوع طبرق تحت سيطرة جيش المجرم حفتر ..!!
فإن ،، خرج السراج من العاصمة فقد حكم على نفسه بالاقامة الجبرية .. .


وإن لم يتجه إلى بيت الطاعة ؛ فالخيار الذي يلوح في أفق مافيا طبرق المختطفة من العسكرسوسة ؛ أن يتم الإعلان عن تشكيل مجلس عسكري بقيادة حفتر ، وتشكيل حكومة موازية لحكومة السراج بغية المزيد من خلط الأوراق ..!!
فإذا أصر السراج على عدم الذهاب إلى طبرق ، فسيجد نفسه مضطراً للخروج بصيغة أكثر توافقاً مع المؤتمر الوطني العام ..
وفي الأثناء ،، ستظل أمام السراج اشكالية التمترس خلف من عول عليهم من كتائب ( ثوار الصخيرات ) ، فهؤلاء لهم مطالبهم ولهم تطلعاتهم في الكعكة ، وهم في الجملة شركاء متشاكسون .. لكن رؤوس المافيا الدولية القائمة على مخطط الصخيرات ، يعولون على توظيف هذه الكتائب في معركتهم القادمة ضد تنظيم الدولة ، وللسيطرة على الحقول والمواني النفطية ؛ حال تمرد الجضران أو تجاوزه للحدود في املاءاته بسبب ولاءاته المتعددة ..!!
وكما لا يخفى ،، فالمجتمع الدولي يعول الكثير على الزج ببقايا الثوار في المواجهات المرتقبة ، ليضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ..
يأتي على رأسها التخلص من تنظيم الدولة ، والتخلص من الثوار أنفسهم ، واستبقاء ركام العسكر والاجهزة الامنية ، لمهمات جديدة تتعلق بتأمين مشروع السيطرة وإعادة التدوير ؛ لا علاقة لها بمهمات تنظيف المكان ..
ثمة سؤال يطرح نفسه هنا ..
في هكذا أجواء وتعارضات وتداخلات ..
وعلى افتراض أن تسلم حكومة الغويل بناءً على توافق هش بين المؤتمر والسراج ؛ فهل ستسلم حكومة الثني للسراج أم ستنحاز للبرلمان المتمرد وللمجلس العسكري حال الإعلان عنه ..؟؟
بعد تصريحات عقيلة صالح .. ظهر جلياً أن مجلس (نواب) طبرق يقبع تحت سيطرة عميل المخابرات الأمريكية الطاغوت حفتر ..
ويبدو أنه لن يجرؤ للقدوم إلى العاصمة الكبرى ؛ إلا إذا سُلمت إلى جيش حفتر ، وتم السيطرة عليها من اللواء المعزز وأخواته ..
وأنهم لا يثقون حتى في الثوار الذين اعلنوا رضاهم وتبعيتهم وانخراطهم في لعبة الصخيرات ؛ فضلاً عن بقايا الثوار الذين لا يزالوا يستذكرون تحريض البرلمان المعكوس للمجتمع الدولي على قصف مدن الثورة الآهلة ، وكيف أسالت الطائرات المغيرة دماء رفاقهم وكيف أزهقت أرواحهم ..!!
فهل سيقبل ثوار الصخيرات اشتراطات خروجهم من العاصمة طرابلس ..؟؟
هل سيسلمون العاصمة لرئيس الكرامة وأعناقهم للأمن الداخلي ..؟؟
لقد قال عقيلة صالح كلمته ، ويلزم السراج أن يرد عليه في أقرب وقت ..
ومن هنا إلى هناك ،، الباين أن الريح تحطب مع الثورة ، ومع الليبيين الطيبين ..!!
يجب أن نمتص الصدمة .. وأن نفكر بتمعن وروية .، ونؤكد على ثقتنا في الله سبحانه
وفي حق شعبنا في النظام وفي العدالة وفي تصحيح مسارات ثورته
أيها الليبييون ،، لا تستسلموا بسهولة لنسائم القدر ..
فالحلول المستوردة ،، غير ذات نفع ..
والحكومات المستوردة ،، مقاسها غير مناسب وغير شرعي ..
هذه قراءتي في المشهد المتسارع اللاهث
تقبلوا تحياتي وفائق الاحترام
محمد عمر حسين

03 / 04 / 2016 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق