السبت، 17 أكتوبر 2015

كتاب طارق متري عن ليبيا.. "مسالك وعرة"


صدر هذا الاسبوع كتاب الدكتور طارق متري وعنوانه "مسالك وعرة – سنتان في ليبيا ومن أجلها"، وفيه، يروي المؤلف تجربته مبعوثاً خاصاً للامين العام للامم المتحدة الى ليبيا، بين عامي 2012 و2014، فترة لا تخلو من جدل طاول دَور المنظمة الدولية، وصولاً الى تجاذبات اقليمية انعكست صراعات على الساحة الليبية، بعد اطاحة نظام العقيد معمر القذافي عام 2011.


الكتاب صدر عن "دار رياض الريّس للكتاب والنشر" في بيروت، وجاء في نحو 340 صفحة من القطع المتوسط، وتضمّن فهرس أعلام جمع اسماء معظم اللاعبين الاساسيين داخل ليبيا وخارجها.

وسيكون الكتاب متوافراً في ليبيا لدى "مكتبة الفرجاني" العريقة في طرابلس خلال ايام قليلة مقبلة، كما سيكون متوافراً لدى المكتبات التي تتعامل مع "دار رياض الريس للكتاب والنشر"، في مصر وتونس ودول أخرى، اضافة الى مكاتب دار النشر نفسها في بيروت وعواصم عدة حول العالم. كذلك سيُقام حفل توقيع خاص للمؤلف خلال افتتاح "معرض بيروت للكتاب" في العاصمة اللبنانية بعد بضعة اسابيع. 

وفي تغريدة على "تويتر" قبل ساعات، اعلن متري ان الكتاب هو "بمثابة مذكرات ومحاولة لفهم عسر الانتقال السياسي في ليبيا، من زاوية ما خبِرته وسعيت اليه".  

وفي الكتاب، لا يقف متري وهو اكاديميّ بارز ووزير سابق في لبنان، عند حدود السرد، لكنه يتجاوز ذلك الى تناول احداث بعينها وتعقيدات اساسية، لا يزال يعانيها الوضع الليبي، بما في ذلك العثرات في طريق الحوار والمصالحة، وبناء مؤسسات الدولة، وصولاً الى ادوار لعبتها الكتائب المسلحة والقوى المؤثّرة محلياً واقليمياً ودولياً، وهو بذلك يقدّم تصوراً مبنيّاً على خلاصة تجربة من موقعه كأحد صُنّاع القرار، للعقبات في طريق استقرار تلك البلاد وسبل حلّها.

لعلّ في الكتاب اسراراً يتطرق اليها متري للمرة الاولى، لا تقتصر على تخبّط سياسات المجتمع الدولي في ليبيا، وصولاً الى التآمر، بل تطال ايضاً صراع النُخب الليبية وانانيتها، في السعي الى انتزاع الحصة الاكبر من كعكة السلطة والمغانم.

ولا يتوقف متري عند حدود رواية تجاربه الخاصة مع الفاعلين في ليبيا في تلك الفترة، من سياسيين وقياديين نافذين للتشكيلات المسلحة، وسفراء ومسؤولي دول معنية، بل يتجاوز ذلك، الى سبر اغوار المجتمع الليبي وخصوصياته ، فيتحدّث عن دور النساء والناشطين والاعلام والمجتمع المدني وغيرها، من منظور مراقب عربي - لبناني، وهو ما يميّزه عن سائر المشاركين في صنع القرار في ليبيا في تلك الفترة، نظراً الى اسقاطات مرحلة الحرب الاهلية اللبنانية التي عايشها عن كثب، على الوضع في ليبيا، والمخارج المتاحة للمصالحة والسلام في هذا البلد.


وبمجرد الاعلان عن صدوره، اثار الكتاب تكهّنات رافقها جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين الليبيين على مختلف اطيافهم، سواء الذين قدّروا دور متري او الذين عارضوه ... جدل واسع لا يبدو انه سيهدأ قريباً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق