الخميس، 2 فبراير 2012

ناجي جامع بركات : ما هي التحديات التي ستواجه الشعب الليبي بعدالـ 17 فبراير الثورة؟ (1)





 من خلال تجربتي وعضويتي في المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني الانتقالي أثناء انتفاضة ثورة 17 فبراير وتحرير ليبيا. وللحصول على صورة كاملة عن ما يواجه الشعب الليبي من تحديات في الأشهر القادمة، سوف اعطي راي بالخصوص، وكيف يمكن حل هذه القضايا على المدى القصير. الانتفاضة  قادها الشبان والشابات في ليبيا وكانت ولا تزال مصدر الهام لجميع الناس الذين يريدون الحرية والعيش في مجتمع ديمقراطي. الليبيون والليبيات همشوا واهينوا وتم احتقارهم من قبل القذافي لأكثر من 42 عاماً باستعماله القمع والظلم.  بدلاً من توزيع الثروة في ليبيا، أو استخدامها لبناء ليبيا، قام بإهدار هذه الثروة وجعل أسرته تتحكم فيها، وكذلك الأصدقاء والمقربين منه.


لقد كانت ليبيا تحكم  برجل واحد  وهم مسيطر على  كل شيء  وحرمان الشعب في التعبير على نفسه وحرمانه من ابسط الحقوق وهى حرية الكلام، امتلاك سيارة او منزل او حتى عمل.  كذلك جعل حياة الشعب الليبي متعبة وحرَمهم حتى بالتمتع بالحياة مع زوجاتهم وأطفالهم. أنه دمر القيم الاجتماعية للمجتمع الليبي وأيضا فرض  على الشعب الطبقة الأكثر وحشية ومن الطبقات المنحطة في ليبيا لتهينهم وتقوم على ادلالهم طوال فترة حكمه.. لهذه الأسباب وأسباب أخرى كثيرة،  ثورة 17 فبراير بدأت في كل مكان في ليبيا وانتهت بموت القذافي وواحد من ابنائه الدمويين (معتصم)، والقبض على الابن الاخر((Saif) والعديد من اتباعه قتلوا او تم القبض عليهم. هرب العديد من الآخرين ولكن أنا متأكد من أن يوم ما، الكل سيحاكمون على أفعالهم ضد ليبيا، وعن طريق عدالة نزيهة وتنفيذ القانون الليبي في هذه المحاكمات.

ليبيا تواجه العديد من التحديات الآن  وهى:

الأمن والاستقرار الوطني هي مصدر اهتمام ومشاغل لليبيا والمجتمع الدولي. هناك أكثر من 200,000 من الثوار وهم مسجلين لدى هيئة المحاربين بليبيا حسب تصريحات الساقزلى.  كذلك هناك العديد من الأسلحة المتداولة ويمتلكها الثوار وعامة الناس.  لتلك الأسباب لا أحد يطيع القانون والبلاد تسير بلا قانون في الوقت الحاضر.

عدم وجود قوة شرطة قوية لتنفيذ القانون وحماية المواطن ومنافذ الدولة. وهذا سيكون من الصعب معالجته ما لم يتم تجميع الأسلحة من عامة الناس والثوار. يمكن أن يتم ذلك بالعديد من الطرق المختلفة (حوافز مادية ، وتراخيص أو الانضمام إلى الجيش أو الشرطة، وإبقاء الأسلحة لكل  شخص ينضم للجيش او الشرطة) بالإضافة إلى برامج التأهيل وما يليها للمتضررين من جراء الانتفاضة.

الافتقار إلى المال وعدم وجود الشركات الأجنبية لإتمام أو استكمال المشاريع. قضية الأموال تمثل مشكلة رئيسية لليبيا وهى 100% تحت أيدى هذه الدول  وسوف تستخدم كطريقة للوى أيدي الشعب والمجلس الوطني الانتقالي والحكومة الليبية. وهذا سيمٌكن بلدان أجنبية بإملاء ما يريدون على ليبيا. أعرف أن ليبيا سوف لن تنحني لأولئك الذين يريدون استخدام هذا ضدهم. وهذا حدث في يوليو العام الماضي عندما كان هناك نقص حاد في البنزين لتشغيل محطات التيار الكهربائي في الجزء الشرقي من ليبيا. الإيطاليين حاولوا استخدام هذه الاستراتيجيات، وكذلك الفرنسين، وجهوا بمعارضة غاضبة من المكتب التنفيذي والشعب الليبي ومن المجلس الوطني الانتقالي وتم فعلا هذا وقيل لهم ....؟

النقطة الأخرى هي تدخل بلدان مختلفة في شؤون ليبيا وتسعى إلى دعم مجموعة واحدة ضد أخرى. قطر  قدمت اعمال ممتازة لمساعدة الشعب  الليبي وإننا استقادنا من مساعدتهم للوصول إلى ما فيه نحن الان، ولكن مؤخرا بدأت تخرج عن هذا المسار واصبح  دعمها للإخوان المسلمين واضح ودون احترام لسيادة الأراضي الليبية.. حدثت كثير من الحوادث ويحاول القطريين الضغط على المجلس الوطني الانتقالي بقبول عدة اشياء ليست في صالح او تعتبر تدخل في السيادة الوطنية، ولكنها واجهة بمعارضة غاضبة من جانب المكتب التنفيذي  ومن الشعب الليبي ايضا. هذا ينبغي أن لا يحدث مرة أخرى مع أي  دولة أخرى  ولن نسمح لهم بممارسة  هذا النوع من السلوك والضغوطات على الشعب الليبي والمجلس الوطني الانتقالي والحكومة الليبية.

هذه التحديات لن  تذهب بعيدا والشعب الليبي صبور واذا لم توجد حلول سريعة، سنصل الى طريق مسدود وبدون مخرج.  من المستبعد جداً أن تصبح ليبيا مثل الصومال أو العراق ولكن لو اهمالنا كل هذه التحديات فأننا ليس بعيدا عنهمً. حان الوقت للعمل بجد والحصول على مستشارين والذين هم من السياسيين والاستراتيجيين والمفكرين للمساعدة في ايجاد حلول مجدية وفعالة.  ستكون هنالك نتائج والتي قد تأخذ 2-3 أشهر ولكن كلها سوف تنشر للشعب وبكل  شفافية من خلال إذاعات الحكومة والمجلس الوطني الانتقالي والتي مازالت ضعيفة.  لا حاجة أن تكون الحكومة خجولة في طلب المساعدة لاستخدام الليبيين وغير الليبيين للمساعدة في هذه الحالة. إغلاق الأبواب وعدم الانخراط مع الخبراء والاستراتيجيين  والمفكرين في مناقشات وحوارات، قد يؤدي إلى كارثة.  إذا كانا نريد استبعاد الكوارث والاعتصامات ، فعلى المجلس الوطني الانتقالي والحكومة التحرك بسرعة جداً وسريعة،  حتى يتم تحقيق  بعض الأهداف قبل الانتخابات القادمة.

ليبيا ستكون حرة وستصمد في مواجهة كل الصعاب والليبيين والليبيات سينعمون بطعم الحرية لسنوات قادمة.

_________________________

* ناجي جامع بركات بحكم وزير الصحة في المجلس الوطني الانتقالي

غريان-ليبيا


هناك 3 تعليقات:

  1. لو سمحتم اسم سعادة الوزير هو: د.ناجي جمعة بركات

    ردحذف
  2. كلام جميل بس مش معقول ، الصحيح يا سعادة الوزير المؤقت والانتقالي او الاحتياطي هو الاتي:
    (1) عودة كل القطاعات والمؤسسات والشركات للعمل بنفس الكوادر الا من ترك بمحض ارادته او ابعدته الاحداث.
    (2) معالجة قطاعات الداخلية والامن العام والجيش الوطني استنادا الى خبرات وقدرات تلك القطاعات.
    (3) بداء الحراك السياسي وفقا لخارطة طريق واضحة المعالم ويعلن عليها امام العالم.
    (3)تكوين الجمعية الوطنية ، الدستور ، البرلمان ، الحكومة.
    (4) فصل كل ما له علاقة بالثورة عن الدولة ومؤسساتها واقترح استغلال امكانات مؤسسة القذافي الخيرية سابقا ومن خلالها تكريم الشهداء ، معالجة الجرحى والبحث عن المفقودين.
    (5) قيام الدولة المدنية بالكامل وتوديع الجانب العسكري وابعاده عن السلطة نهائيا والى الابد. اما انت يا بركات فتاريخك معروف والامر بخواتمها ؟؟ !!

    ردحذف
  3. د ناجي أنت في بريطانيا و لست في غريان صحيحيح انت اصلك من غريان و لكن مازلت تعمل في بريطانيا وعدت لليبيا مؤقتاعندما كلفت بملف الصحة (ولم تكون وزيرا) وعدت الي بريطانيا بعد أن اعفيت من مهمتك التي لم تحسن القيام بها وبدلا من البقاء في ليبيا و المساهمة مع زملائك في علاج الليبين رجعت الي بريطانيا وقد تكون معدورا في عهد الطاغية فما عدرك ألان بعد ان تحررت ليبيا وأنت تعرف مدي حاجة المستشفيات في ليبيا للاطباء اللدين أرسلتهم ليبيا لنهل العلوم من الدول التقدمة والعودة لخدمتها فالانجليز في غني عنك و عن غيرك ولكن بلادك أولي منهم وألا الوطنية بالقول فقط

    ردحذف