الأحد، 2 أكتوبر 2011

الثورة الليبية ... تأثرت بتونس ومصر فهل تؤثر في الجزائر والسودان؟


 خدمة المرصد الليبي للاعلام
المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية
تتناول هذه الدراسة للكاتبين بروك فان تيلمان وأولاف دي غروت تأثر الثورة الليبية بالثورات التي جدت في البلدان العربية وخاصة منها تونس ومصر وما يمكن أن يحمله نجاح الثورة الليبية في الإطاحة بنظام معمر القذافي من انعكاسات على دول الجوار الليبي على غرار الجزائر والسودان.
وقام الكاتبان بتقديم نموذج يقدم مؤشرات على مدى قدرة الشعوب الثائرة على النجاح في عملية التحول الديمقراطي، كما يقدمان قراءة لإمكانية حدوث تحول ديمقراطي في كل من الجزائر والسودان في ظل نجاح ثورة 17 فبراير في الإطاحة بالقذافي.



وفي الجزء الثاني من الدراسة يقدم تيلمان ودي غروت تقديرات لتكلفة الصراع الدائر في ليبيا حاليا معتبرين أن الاقتصاد الليبي معرض للانكماش على خلفية الحرب التي دارت في ليبيا وأن حربا مطولة ستؤدي إلى تراجع الناتج المحلي الخام الليبي خمس مرات أقل، معتبرين أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستستفيد من التدخل العسكري في ليبيا وستحقق نموا اقتصاديا على المدى القصير.
وقال الكاتبان إن التطورات والثورات الجارية حاليا في العالم العربي تشكل محور اهتمام العالم، داعيان إلى الإسراع في عملية الانتقال الديمقراطي وإنهاء حالة عدم الاستقرار القائمة حاليا مستشهدين بالحالة القائمة في باكستان والعراق التي تعتبر نظريا دولا ديمقراطية لكنها لم تتمكن بعد من ضمان الأمن والاستقرار لشعوبها.
ويرى دي غروت وتيلمان أن لا أحد توقع أن تتحول الانتفاضات في العالم العربي مع نهاية العام 2010 إلى ثورات تطيح بأنظمة وحكام يحكمون منذ عشرات السنين فإسقاط حكم زين العابدين بن علي في تونس وخاصة نظام حسني مبارك كان بمثابة المفاجأة.
ويضيف الكاتبان أن ثورة 17 فبراير في ليبيا تختلف بشكل كبير عما جرى في الثورتين المصرية والتونسية. فمعمر القذافي تشبث إلى آخر رمق بالحكم و قام بعمليات قمع كبيرة للثوار وحول ليبيا من دولة غنية مصدرة للنفط إلى دولة معزولة تعاني ويلات الحروب الأهلية.
وحاول الكاتبان من خلال هذه الدراسة التحليلية الإجابة عن الأسئلة التالية:
ما هي العوامل التي ساعدت على حدوث ثورة 17 فبرير؟
ما هي الكلفة المتوقعة للصراع الدائر في ليبيا وما هو تأثيره على دول الجوار وعلى باقي دول العالم؟
ثورات الربيع العربي: ثورة 17 فبراير تتأثر و تُؤثر
الثورة في تونس ومصر
تعتبر هذه الدراسة أن الثورتين المصرية والتونسية اللتين نجحتا في إسقاط الأنظمة القائمة في هذين البلدين قد تساعدان ليبيا في مرحلة الانتقال الديمقراطي لكن مع ذلك يبقى لكل بلد خصوصياته، إذ البلدان التي يكون فيها الانسجام الاجتماعي والتي عاشت لعشرات السنين على مفهوم الدولة الأمة هي التي تملك حظ أوفر لبناء مؤسسات ديمقراطية متطورة وفي المقابل فإن الدول التي حكمتها أنظمة شمولية لن تستطيع الصمود طويلا أمام المظاهرات الشعبية.
وبالتالي فإن درجة انفتاح أي بلد على محيطه الخارجي تحدد بشكل كبير إمكانية حدوث التحول الديمقراطي. فكوريا الشمالية مثلا ستجد صعوبة في إمكانية حدوث تغيير ديمقراطي نظرا لمنع النفاذ إلى المعلومة وحالة العزلة الدولية التي تعيشها فلن تجد الحكومة الكورية الشمالية صعوبة كبرى في إطفاء أي تحرك شعبي.
كما يعتبر الكاتبان أن حدوث عملية تغيير ديمقراطي بإحدى الدول المجاورة التي يشترك معها بلد ما في اللغة والعرق قد يدعم فرضية أن تنتقل عدوى الديمقراطية إلى ذلك البلد. وهذا ما ينطبق بشكل كبير على ما حدث في ليبيا التي شهد البلدان المجاوران لها ثورتين متلاحقتين ما مثل دافعا قويا وملهما كبيرا لثورة 17 فبراير.
ويعتمد الكاتبان في تبني هذا الطرح على جملة من المؤشرات التي قد ترفع من إمكانية اندلاع الثورات الديمقراطية.
ويعتبر أن ما حدث في مصر وتونس يمكن اعتباره المحرك الرئيسي لما حدث في ليبيا بما نسبته 80 بالمائة، ولا يستغرب الكاتبان من هذه "العدوى" في الانتقال الديمقراطي التي يعتبرانها شائعة ومنطقية.
ومع وجود فوارق ثقافية بسيطة وغياب حواجز مادية يمكن أن نعتبر أن ما عاشته تونس ومصر من ثورات ومن توق إلى الانتقال الديمقراطي مثل المحرك الأساسي لثورة 17 فبراير.
استفاقة متأخرة
ومن الطبيعي أن يتخوف القذافي من المد الثوري القادم من جيرانه ويعلن بعض الإصلاحات لتفادي ما حصل في البلدان المجاورة وهذا حال بعض البلدان العربية الأخرى التي سارعت إلى إجراء عديد الإصلاحات وتبدي نوعا من الليونة في التعامل مع المطالب الشعبية مثلما حدث مثلا في البحرين التي أعلنت عن جملة غير مسبوقة من الإصلاحات.
أما بالنسبة للأنظمة الملكية العربية مثل الأردن والسعودية وعمان والإمارات والمغرب فإن إجراءات إصلاحية طفيفة تتعلق خاصة بالجانب الاجتماعي.
ويرى الكاتبان أن عملية التحول الديمقراطي هي بمثابة العدوى وهو ما يبرر تخوف واحتياطات أنظمة الدول من إمكانية تصدير ثورات الربيع العربي إلى بلدانهم.
ويتصور دي غروت وتيلمان أنه، وبعد نجاح ثورة 17 فبراير، فإن احتمالات حدوث الشيء ذاته في الجزائر مثلا قد تضاعفت كما يرفع نجاح ثوار 17 فبراير في الإطاحة بالقذافي إمكانية حدوث انتقال ديمقراطي في السودان إلى 34 بالمائة.
ويشدد الكاتبان على خصوصيات كل تحرك شعبي والطريقة التي سيتعامل بها النظام مع هذا التحرك إذ لا يمكن التكهن بالطريقة التي قد يتعامل بها الرئيس السوداني عمر البشير أو الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع أي تحرك شعبي محتمل.
أما في ليبيا فالصراع لم ينته بعد ولم يسيطر الثوار على كل أرجاء التراب الليبي ومن المرجح أن تكون الخسائر الاقتصادية الليبية كبيرة.
وحاولت الدراسة تقديم تقييم أولي للخسائر الاقتصادية المحتملة في ليبيا باعتماد مؤشرات وأرقام مبدئية من خلال مقارنة المؤشرات التنموية في ليبيا ما قبل ثورة 17 فبراير، وتقديرات الناتج الليبي المحلي الخام مع نهاية الصراع هناك هذا بالإضافة إلى تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي وخاصة أسعار النفط.
خسائر كبيرة
وحسب هذه المؤشرات اعتبرت الدراسة أن ما جرى في ليبيا هو صراع من الدرجة الثالثة بما أن الحرب الليبية أخذت شكلا مشابها للحرب الأهلية وأثرت على التوازنات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية للبلدان المجاورة. وهذا ما أدى إلى تراجع حاد في الناتج المحلي الخام في ليبيا بسبب تراجع نسق الاستثمار والخسائر الحاصلة في التجهيزات والبنية التحتية.
أما بالنسبة للدول الغربية، فإن التدخل العسكري الجوي في ليبيا سينعكس بالإيجاب على الوضع الاقتصادي في أمريكا وبريطانيا بينما تراجع الناتج الداخلي الخام في مالطا وتونس البلدان القريبان من ليبيا بما نسبته 0.6 بالمائة وسيتراجع كذلك في الجزائر والسودان والنيجر.
وينتهي الكاتبان في تقريرهما هذا أن الغاية من هذه الدراسة هو تحليل الجوانب التي حفت بثورة 17 فبراير وخاصة تأثرها بالثورتين التونسية والمصرية ومساهمة نجاح الثورة الليبية في الرفع من إمكانية حدوث ثورة مماثلة في دول الجوار إلى ما نسبته 80 بالمائة.
أما الاستنتاج الثاني المهم هو أن الحرب التي دارت في ليبيا ستؤثر بشكل كبير في الاقتصاد الليبي الذي قد يشهد فترة من الركود على المدى القريب.
أما بالنسبة للدول التي شاركت في التحالف الدولي على ليبيا فإنها قد تحقق نوعا من التطور الاقتصادي عكس ما حصل في ليبيا ويعتبر الكاتبان أن (الناتو) قد تعلم من الدرس القاسي الذي تلقاه في أفغانستان بسبب الخسائر الفادحة التي تلقاها على الأرض.
المحرران: بروك فان تيلمان وأولاف دي غروت

هناك تعليق واحد:

  1. اخي السودان اول من هرب السلاح الي ليبيا في طائرة بحجة انها مساعدات انسانية و ادوية

    ردحذف