الأحد، 2 أكتوبر 2011

أ. ناجي أبوشناف :القبلية.. طبع أم تطبع؟!!



كنا ولازلنا نعزوا عيوبنا للنظام المنهار ونلقي عليه بما لا نريد أن نواجهه في أنفسنا, ربما لأننا نعرف أن هذا الشيء سيء ولا نريد نواجه أنفسنا بمساوئنا وهذا عيب فينا والعلاج الذي نستعمله ليس بالعلاج الأنجع لهذه الحالة.  الحل الأمثل هو مصارحة النفس ومواجهتها بعيوبها قبل مميزاتها بدل البحث عن شماعة لهذه النفس الأمارة بالسوء.


أحد أكبر هذه العيوب فينا هي العنصرية والتي تشمل في معناها وأشكالها القبلية والجهوية والتعصب للعرق.  الكل يقول أننا لسنا كذلك وأن النظام المنهار زرع فينا هذه العيوب وفتن بين الجميع وضرب هذا بذاك لكي يتسنى له أن يحكمنا, أي "فرق.. تسد" وبعد اندلاع الثورة أصبح الكل يقول أننا تخلصنا من العنصرية والقبلية وأصبحنا أخوة متحابين وأن الطاغية وحدنا دون أن يدري, لكن بعد زوال الطاغية تبين أن العيب فينا والقبلية طبع ولد فينا ولم نتطبع به بسبب القذافي, بل بالعكس زادت حدة هذه الصفة وأصبحت الصفة الطاغية بل أصبحت من معالمنا التي يلاحظها كل من يتواجد بيننا فما بالك بين الليبيين بعضهم البعض.  الكتابات علي الجدران والسيارات" ثوار كذا.. ثوار كذا" واختفت ليبيا بين أسماء المناطق والمدن ولم نعد نسمع عنها, وأينما تذهب تستوقفك نقاط التفتيش لتسألك " أنت منين؟!".  بل انجر الإعلام الحر الذي كنا ننشده إلي هذا المستنقع وأصبحنا نسمع هذه المصطلحات في إذاعات الراديو المحلية بل وحتى في نشرات الأخبار الرسمية في المرئيات فلا تسمع مصطلح ثوار ليبيا أبدا, لابد أن يقترن اسم منطقة أو مدينة بلفظ الثوار.  ثم انتقلت العدوى للقنوات الغير ليبية تيمنا بالقنوات الليبية مما يعكس مدى الانقسام والفرقة في صفوف الشعب الليبي.

لنتذكر كيف كان الحال قبل بضعة أشهر! كان الكل يقول نحن واحد.. نحن يد واحدة.. لا قبلية ليبيا وحدة وطنية. ألم تكن هذه شعاراتنا؟ فماذا حدث؟ الذي حدث ليس جديدا فقد كان يحدث داخلنا منذ البداية ولكننا كنا نضمره ولا نعلنه, ربما لأن الوقت لم يكن مناسبا, فوقته يحين بعد جلاء الغمة وتحقيق المراد عندها نلتفت لبعضنا البعض فلم نعد بحاجة بعضنا البعض ويظهر الوجه الحقيقي للنفس البشرية وصفاتها البشعة من عنصرية وجحود وحب للذات ونكران للغير.

أحبائي الليبيين, لازال المشوار طويلا ولازلنا وسنظل بحاجة بعضنا العض لأن هذا هو السبيل الوحيد لنجاتنا ولكي لا تتكرر مأساتنا التي عانينا منها لأربعين سنة, ولابد من دق ناقوس الخطر, فإذا استمر تفكيرنا بهذه الطريقة فلن ننجح في بناء ليبيا المنشودة فالنجاح مرهون بترابط القلوب ووحدة الصف ونكران الذات وإذا لم نكن يد واحدة أبشركم بأمرين أحلاهما مر.. أما أن يعود القذافي ليحكمنا بسبب فرقتنا وهذا ليس الأسوأ بل الأسوأ أن نقول يوما ما "ليته يعود!!"

                                                                                    أ. ناجي أبوشناف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...