خدمة المرصد الليبي للاعلام
ذي ناشيونال
أبرز الخبير في الصراعات الدولية إبراهيم
شرقية في مقال بصحيفة "ذي ناشيونال" أن الإطاحة بالقذافي لا تمثل فقط انتهاء
42 سنة من حكمه، وإنما أيضا انتهاء فترة من القمع والدكتاتورية في ليبيا.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية كان
لها دورا محوريا في مساعدة الثوار على إسقاط النظام، مبينا أنه لكي يضمن الليبيون دخولهم
في عهد جديد من العدالة والحرية والتنمية فعليهم أن يستبدلوا القصاص ضد نظام القذافي
بآلية جديدة هي المصالحة.
وبين شرقية أن الفظائع التي قام بها
نظام القذافي عديدة.. وليست مجزرة أبو سليم
وحصار مصراتة سوى مثالين على هذه الجرائم مما يعزز الاتهامات التي أثارتها المحكمة
الجنائية الدولية ضد القذافي والمقربين منه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال إنه في مجتمع تترسخ فيه العلاقات
القبلية بقوة، سيميل الذين تعرض أقاربهم إلى مظالم في ظل دكتاتورية القذافي إلى الانتقام، وفي المقابل فالقمع الهمجي للقذافي الذي انتشر على جميع
إرجاء البلاد سيؤدي إلى عمليات انتقامية واسعة ضد أطراف من النظام السابق.
القصاص
واعتبر الخبير أن التقدم بليبيا يتطلب
من المجلس الوطني الانتقالي أو أي سلطة تأتي بعده أن تقوم بضمان العدالة لكل الضحايا
ومرتكبي الجرائم.
وأوضح أنه من المرجح أن يقوم الليبيون
بأنفسهم باستخدام القصاص ضد بعض أفراد النظام خاصة أولئك الذين تورطوا في قتل مدنيين
أبرياء "وسيكون من الصعب تفادي ذلك".
وأضاف أنه بالنسبة لبعض الضحايا ستكون
عدالة القصاص ضرورية ضد بعض شخصيات النظام حتى يتمكنوا من تجاوز معاناتهم ومساعدتهم
على المضي قدما. وقد يعتقد البعض أن "عدالة القصاص" هي وحدها التي ستقوم بمحو مظالم النظام ضد الشعب الليبي".
وأشار إلى أن القصاص رغم أنه سيساعد
على تحقيق بعض الانفراج النفسي للضحايا، إلا أنه يجب على الليبيين أن "يدركوا
أنه ليس العدالة التي ستمكنهم من التقدم ببلادهم إلى حقبة جديدة من إعادة البناء والاستقرار
والتنمية وأن الليبيين في حاجة إلى الدخول في عملية مصالحة وطنية واسعة بدلا من القصاص
لإصلاح العلاقات المبتورة وتضميد الجراح العميقة. المصالحة
وقال إن المصالحة تمنح لشخصيات النظام
السابق الفرصة لمعرفة معاناة مواطنيهم والاعتذار عن أخطائهم المرتكبة في الماضي والاستغفار.
إلى جانب تخليهم أيضا عن كل الامتيازات التي حصلوا عليها لقاء مساندتهم للقذافي.
واعتبر الخبير أن المصالحة مسألة حاسمة
لليبيين كونها تسمح لهم بالمضي قدما نحو مرحلة ما بعد القذافي وتحقيق الاستقرار والتنمية.
ويجب أن تكون عملية المصالحة عملية شاملة تشرك جميع الأطراف الليبية (بما في ذلك القبائل
والإسلاميين والتكنوقراط ومسؤولي النظام السابق والشتات).
وبين أن الدولة ومنظمات المجتمع المدني
تلعب دورا مهما في هذه العملية على غرار ما حصل في جنوب إفريقيا. ولكن لسوء الحظ لم
يكن للمجتمع المدني أي دور يذكر في فترة حكم القذافي، حيث ما تزال القبيلة وحدة اجتماعية
محورية سيكون لها دورا كبيرا في بدء عملية المصالحة في ليبيا.
المحرر: إبراهيم شرقية وهو نائب مدير مركز بروكنغس في الدوحة وخبير
في حل الصراعات الدولية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق