الأحد، 30 أكتوبر 2011

محمد صلاح الدين الكيلاني : النفط ومستقبل ليبيا


النفط ومستقبل ليبيا

بقلم : محمد صلاح الدين الكيلاني
ليس هذا المقال ردا على أحد بقدر ما هو إبراز لما أعتبره – من وجهة نظر أزعم أنها علمية – حقائق واقعية ، وقد قررت أن أكتب عن هذا الموضوع لأن ما أدهشني – أنا شخصيا – أن  تغيب هذه الحقائق عن واحد من أهم الشخصيات في المكتب التنفيذي ألا وهو السيد رئيس المكتب التنفيذي المنتهية ولايته. وحين أقول أنها حقائق فلأنها مثبتة بالأرقام وأكدتها الدراسات العلمية ، وإن كانت ليست في دقة التجارب المعملية أو الإثباتات الهندسية التي لا يرقى إليها الشك .. ولكنها تظل أفضل الممكن من الناحية العلمية، وستظل هي الحقيقة حتى يثبت العكس .. والذي أزعم - مرة أخرى - أنه لم يثبت بعد.


وكنا نتوقع أن يكون السيد رئيس المكتب التنفيذي المنتهية ولايته على دراية كاملة بواقع النفط الليبي ومستقبله وأن يعد لنا الخطط الإستراتيجية (بإعتباره متخصصا في التخطيط الإستراتيجي) التي ترسم لليبيين كيف يمكن إستغلال هذه الثروة التي منحها الله لهم في إعادة إعمار بلادهم وتحقيق التنمية المنشودة ، وأن لا يقتصر نفعها على الأجيال الحاضرة بل أن يكون للإجيال القادمة أيضا نصيب فيها.  فصرنا بدلا من ذلك نسمع منه الإحباط الإستراتيجي حتي آيس الليبيون من إعادة الإعمار ، فالنفط – يقول- على وشك النضوب ، ومعنى ذلك أن لا أمل لهم إلا أن يصطفوا في طوابير أمام المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية التي ربما ستفتح أبوابها قريبا في كل المدن الليبية ، وليس بعد هذه الثورة كما قال أيضا _في إحباطاته الإستراتيجية -أن أحد الخيارات التي سيؤول إليها الواقع الليبي هو الفوضى ، وأراد من الثوار أن يتحولوا إلى مرتزقة يبحثون عن من يسأجر منهم بنادقهم من أصحاب الشركات الأمنية الخاصة .. وكأن هولاء الثوار ليس هم طلبة الجامعات والمعلمين والمهندسين والتجار ... وغيرهم ... لبوا نداء وطنهم لينقذوه من قبضة المستبد....
عذرا سعادة الدكتور .. ولكن لتعلم أن ليبيا هي أكبر بلد نفطي في أفريقيا كلها بما تمتلكة من إحتياطي نفطي مؤكد بلغ حتى الآن 46.4 مليار برميل من النفط ، ويضاف إلى ذلك مخزون مؤكد من الغاز الطبيعي يقدر بحسب مجلة النفط والغاز ومنظمة الطاقة العالمية بـ 55  تريليون قدم مكعب (أي 55 ألف مليار قدم مكعب) ، وكل الدراسلت الجيولوجية تؤكد أن هذه الأرقام مرشحة بقوة للتضاعف ، وسيعتمد ذلك طبعا على إستكشاف المناطق الغير مستكشفة وهي تمثل  75 -70% من مساحة ليبيا الكلية بما فيها المياه الأقليمية ، ونود أن نشير أن بعض هذه الدراسات تتوقع أن يرتفع المخزون المؤكد من النفط إلى ما بين 80-100 مليار برميل من النفط الخام وأكثر من 150  تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
وبنظرة سريعة إلى التقارير الأخبارية وما نشرته المجلات والإصدارات المتخصصة في الفترة الأخيرة حول الإكتشافات وعلى رأسها أرشيف وموقع المؤسسة الوطنية للنفط على الإنترنت نجد أن الشركات العاملة في مجال الإستكشاف في ليبيا قد حققت أكتر من 90  إستكشافا جديدا في السنوات ما بين 2006 و2010 منها 25 إستكشافا جديدا خلال سنة 2010م وحدها وكان من نتيجتها أن أضافت ليبيا إلى مخزونها أكثر من 630 مليون برميل في سنة واحدة وهو أكبر مما أنتجته ليبيا طيلة العام 2010م .
وإذا أستطاعت الحكومات الليبية القادمة أن تطور هذه الإستكشافات ، وتطوير الحقول النفطية الموجودة بإستخدام أحدث التكنولوجيا وأحدث طرق الحفر الأفقي وبالصورة المثالية فإن الكثير من المخزون النفطي والغازي المؤكد سيتم إضافته بلا شك.
وليس أدل على أهمية ما تملكه ليبيا من مخزون نفطي من تكالب الشركات الأجنية عليها للحصول على عقود إمتياز للتنقيب حين أجرت المؤسسة الوطنية للنفط خلال السنوات الخمس الماضية جولات إعلان عام متتالية لمنح تراخيص إستكشاف عن النفط والغاز ، طرح خلال هذه الجولات 62 منطقة إستكشافية فازت بها 43 شركة عالمية من مختلف الجنسيات ، وقد رضيت هذه الشركات بالعمل في ليبيا بأقل نسبة مشاركة لها لا تتعدى في كثير منها عن 12% من الإنتاج علما بأنها هي من سيتحمل تكاليف التنقيب كاملة ولن تستردها إلا إذا حققت إكشافا له قيمة إقتصادية ، وهي أيضا من سيتحمل نصف تكاليف التطوير،
على الجانب الآخر سيكون إستغلال الغاز الطبيعي أحد التحديات التي يجب أن تتحملها الحكومات الليبية القادمة ، وأهم ما في ذلك هو إستغلال الغاز لإنتاج الطاقة الكهربائية التي لازالت تستخدم النفط بنسبة 60% ، وتصنيع الغاز الطبيعي المسال وتصدير الغاز إلى الأسواق العالمية ، وإستغلال الغاز في الصناعات البتروكيماوية .. كما أن التوسع في تكرير النفط وإنشاء المصافي البترولية وزيادة قدرة ليبيا من إنتاج المشتقات البترولية سيكون له أكبر الأثر على المواطن والمجتمع الليبي من توفير لفرص العمل ، والتدريب والتطوير المهني .. وغير ذلك.
وإذا أضفنا إلى ذلك إمكانية إنتاج النفط من الصخور المصدرية Source Rocks فإن ذلك سيفتح أمام ليبيا مخزونا غير محدد من النفط والغاز .. وقد بدأت بعض الدول في إستخدام هذه التقنية التي أتبتت نجاحها بالرغم من إرتفاع تكلفتها نسبيا.
ويجدر بنا أن ندّكر أخيرا بما يمتاز به النفط الليبي من كونه من النوع الخفيف جدا ، هذا إلي جانب إنخفاض تكاليف إنتاجه وقربه من الأسواق العالمية وموقع ليبيا الإستراتيجي على شواطئ البحر المتوسط ..
وبعد ...
إن أمام شعب ليبيا فرصة تاريخية ليصنع لنفسه مستقبلا زاهرا .. بما تملكه بلاده من ثروات يعرف العالم الخارجي قدرها .. وإن كان - للأسف - لا يعلمها بعض من أبنائها .. لكنني لا أمني الليبيين بالغنى والثروة دون الجهد والعلم والكد .. بل عليهم أن يجدوا في البحث عن مصادر للطاقة المتجددة .. وأن يتركوا للأجيال القادمة حق في هذه الثروة .. وان يكون سعيهم للتنمية المسديمة .. وأن لا ينسوا شكر هذه النعمة فبالشكر تدوم النعم ...كما لا ينسوا أولئك الثوار الأبطال الذين أعادوا ليبيا لأبنائها.

وبالله التوفيق.
         

هناك تعليق واحد:

  1. I was extremely alarmed by his statements about our oil reserves , I knew better, that
    ! I remember that interview

    ردحذف