الاثنين، 5 سبتمبر 2011

خالد الصلابي : شكرا .. يـا قذافي




شكرا .. يـا قذافي


قال الشاعر قديمــــا ...
عداتي لهم فضل عليّ ومنة   ....  فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا.


و بعد أن من الله علينــــا بنصر من عنده مبين .. و بعد أن بدت بشائر الفرج  تلوح في الأفق و تزين أرضنــــا بكل ألوان الفرح وبعد نهاية الطاغية المتغطرس , فبعدا ثم بعدا ثم بعدا " فما بكت عليهم السماء والأرض " ...
لكن يطيب لي أن أقول شكرا ياقذافي ... من باب " شكرا أيها الأعداء" .....لأن كل مافعله كان ضده الخير و النماء...
فاليوم ليبيا ...في ميلادها الجديد ...وعلمها الجديد ...ونفسها الجديد ... ورؤيتها الجديدة المتزينة بدم الشهداء ....
شكرا لبغضك للوطن المفدى ..... فلكم كنت تحاول خلال الـ42 سنة الماضيـــة ... في غرس هذا الكره و البغض  للوطن في قلوبنـــــا ...
و النتيجـــــة ... أن كل بغضك ذاك ... زادنـــا حبا و وفاء للوطن الذي لأجلـــه حاربنـــا .. و لأجله تحدينـــــا ...

شكرا لتلك الخرقة الخضراء ... التي كنت تتباهى بها في كل مكــــان ...
و تضعهـــا في كل زاويـــة قد تصل اليها الأنظار ...
و التي جعلتنا اليوم .... نسترجع علم الاستقلال ... فهو أمانة الأجداد ووصية الشهداء ...
نحمله اليوم بكل فخر و عزة ... ننادي بأعلى أصواتنــــا " تعلى في العالي  يا أبو نجمة و هلال "

بكل ما فيك من قوة ... و بكل من لك من أتباع ... حاولت كثيرا أن تغرس الفرقة في قلوبنـــــا ...
فتنتك تلك بين أهل ليبيـــا .... زادتنـــا لحمة و إصرارا .. على أن نبقى دومـــا والوحدة تجمعنــــا .. عاصمتنا طرابلس أحببناها أكثر من أي وقت مضى .... و تعرفنـــا خلال ثورتنا هذه على مدن وطننـــا التي لطالما حاولت أن تمسح ذكرهـــا ... تعرفنا على هذه المدن و كأن كل مدينة هي قطعة منـــا ... و كأننا أيضا قطعة منهـــا .. بلا أي استثناء فلا ندري اليوم أي تلك المدن تحتل في القلب المكان الأسمى ... أهي الرنتان أم بنغازي أم طرابلس أم مصراتة أم الجبل الغربي ..... الخ ... فكلهم في القلب دون استثناء ..

قلة أدبك ... وكثرة صراخــك ... زادتنا قناعـــة بأن الرد عليك ... هو برفع سقف آدابنا حتى لا نقع في فخك
فالرد على السفيه يُعد سفهـــا .. و تركنــــا الرد لزخات الرصــــاص الأعلى ... تسمعهـــا فترتعد فرائصك .. فهي أقوى بكثير من أي رد ... وقلنا الرد بما ترى لا ما تسمع .... فأجبناك شيبا وشبابا , رجلا ونساء...

ثقافة الهدم والدمار التي تتبعها ..  والتي كنت تمارسهـــا بكل حرفيـــة ومهنية .... و كأن الدمار هو اختصاصك ....
 أتدري ما نتيجتها؟
لقد جعلتنا أكثر شغفا للعمل لأجل الوطن و بنائه .... فالوطن الذي حطمته أنت ... ستبنيه الأجيال التي خرجت ضدك ...

ظنك أن النجاة في الكذب .... زادنـــا قناعة قي أن نجاتنا و طريقنا لن تكون إلا عن طريق جسر الصدق ولا غير الصدق....
عنجهيتك .. وعنادك في الباطل .... علمنا أن الباطل زائل .... و أن المجد لمن عاند في الحق و جاهد فيه ...
فحبك للباطل ... زادنا عشقا للحق ..
حاولت تهجيرنــــا .... و كنت تتمنى رحيلنــــا ... فصدع المشيطي و رددت الجماهير  " سوف نبقى هنــــا "  حتى صارت نشيدا مدويا في كل شبر و شبر..
أردتنــــــا عبيدا  ....  فحاولت سلب حريتنـــا
فما كان منا إلا أن انتفضنا و ثرنا ضد هذه العبودية .. وضد هذا الذل ... و قررنا أن نكون أحرار ... فقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا .. فأن لك أن تستعبدنــــا بعد يومنا هذا ! ....

حاولت إفساد الجيـــــل ... و تحطيم كل أمانيــــهم ...
حاولت أن تشتت تفكيرهم ... و ظننت بأنك قد نجحت في كل هذا
فكان هذا الجيل هو من ثار ضدك .... و انتصر بعون من الله عليك ...

كل ما اقترفته يداك ضد شعبك .... قد سجله التاريخ في صفحات من ظلام
لتضيء ثورتنـــا لنا دروبنـــا ... و لتُسجل في صفحات التاريخ .. صفحات و صفحات عن نضال شعبٍ أبى أن يعيش في ذل و هوان ...
عن شعبٍ .... سطر ببطولاته .... خير مثال على حب التضحية من أجل الحرية و الوطن ...
فتحية لهذا الشعب الثائر...
و ليمت في حسرته من أراد لهذا الشعب الموت يوما ...
حديثك أنك رسول الصحراء , والزعيم الأوحد....قلنا لا رسول غير رسول الله صلى الله عليه و سلم , فهو قائدنا ورائدنا ...وموعدنا معه على الحوض ...و في الدنيا حبه و في الآخرة قربه ..ورحم الله من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و رحم الله من ردد معي إلى يوم الدين. ....
" ويرحم الله من قال آميـــن".
والسلام عليكم .
خالد محمد الصلابي.
مبروك يا ليبيا و إن شاء الله من نصر لنصر ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق