المصيبة ليس في الجهل وحده بل
في اتخاذ هذه الحملة ديناً وتقرباً إلى الله، ومنهجاً سلمياً نكون به أقرب لما كان عليه السلف الصالح، ونحقق
به منهج الله ورسوله.
هذه الحملة ودعاتها ما هي إلا تأكيد لمقولة ترسخت في أذهانهم وتشربتها قلوبهم
في أن " الحزبية اجهاض للديمقراطية" وليست حملة توعية ولا دينا وعقيدة.
هؤلاء المساكين بحاجة لمن يأخذ
بأيديهم ويخرجهم من عزلتهم التى وضعوا أنفسهم فيها، ويسافر بهم ليحتكوا ويقابلوا
نظرائهم من السلفيين في الكويت، بل في مصر بعد الثورة ليعرفوا كيف ينزلون النصوص على الواقع، وليعشوا
عصرهم ليفيدوا دينهم وأوطانهم.
هذا إذا كانوا صادقين وليسوا
أبواق وبيادق لغيرهم، وإلا كيف يخدم
الدين، وتحرس الأخلاق وتنشر العقيدة إلا باتخاذ الاسباب والوسائل والتعاون
على البر وتجميع الجهود، وتحقيق الأهداف
إلا بالعمل الجماعي والتحزب الذي يصنع الكوادر، ويظهر الطاقات، وينظم العمل بقيادة
وتنظيم وصف وتعاون.
اللهم إلا إذا كانوا يريدون
تحقيق مبادئهم بالاجتهاد الفردي
في حين يسعى السياسيون لتنظيم
أنفسهم، وتكوين أحزابهم، والدعاية لافكارهم ومبادئهم وخدمة وطنهم بمشاريعهم،
وتجميع الأنصار حولهم، والحصول على تراخيص قانونية وشرعية بذلك يطل علينا هؤلاء
لنقبع في المساجد، ونلتزم البيوت وندع
الحياة يصنعها غيرناـ ونبدع ونفسق من يريد اصلاح المجتمع، وتجميع أصار لفكرته
ومشروعه ونعتبره فاسقاً هذا إذا سلم من تهمة الردة.
لاشك في أن للحزبية امراض لكن ليس سببها الفكرة
الجميلة في التنظيم واتقان العمل، انما سببها الانسان وانحرافه وهذا لا يستدعي
تحريم الوسائل التنظيمية الحديثة التي
صنعت القادة، وهذبت الانسان ونظمت طريقته في التفكير والعمل.
فرفقاً بانفسكم كي لا يفوتكم
القطار، وعندها سيصل الحزبي ليصبح ولي
أمركم الجديد الذي ربما تدعون له من فوق المنابر وإن جلد ظهركم، وسلب مالكم.
أما السائب فلن يجد له أعواناً.
والسلام.
مصطفى الرعيض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق