الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

الانتقـــالي .. مــــا لــــهُ وما عـلـــيه .. ؟



خاص – المنارة – عصام الشيخي

    بعد مرور نصف عام على تشكيل المجلس الوطني الانتقالي وما صاحب تشكيله من صعوبات بالرغم من التفاف الشارع حوله فأن المجلس قد نجح خارجيا بنيل الاعترافات والدعم من كثير من الدول ، وصاحب اداؤه بعض التعثر داخليا وخصوصا في الجانب الإعلامي والأمني وفي محاولة منا لتسليط الضوء على الايجابي والسلبي لأداء المجلس  استطلعت المنارة أراء بعض النشطاء والمهتمين بالشأن الليبي




سلطة أدبية أكثر من كونها قانونية
بحسب رأي حسين المسماري  - عضو اتحاد ثوار ليبيا البيضاء - أننا عندما نريد تقييم أداء المجلس الوطني يجب الإشارة الى الظروف التي نشا فيها المجلس فلا يخف على الجميع أن المجلس نشأ في ظل ظروف استثنائية على المستوى الداخلي والدولي كان لها اثر واضح على أداء المجلس ولكن بعد 6 اشهر من التأسيس يمكن القول بأن أداء المجلس كان جيداً أو غير ذلك ولكن أقول انه إذا كان المجلس قد وفق في إدارة بعض الملفات فانه كان دون المستوى المطلوب في أخرى .
وأضاف المسماري اذا أردنا تقيم المجلس من خلال ملف السياسة الخارجية وما تحقق فيها من إنتصارات فان اداء المجلس كان متطورا جدا وحتى إن قلنا ان المزاج العالمي كله مع التخلص من نظام القذافي فان هذا النجاح يحسب لصالح المجلس وكذلك ما نرى من انتصارات سريعة في جبهات القتال يدل على ان هناك تطورا وتحسنا على مستوى التخطيط والتنظيم والتسليح  وكذلك تفوق المجلس ونجاحه في استخدام  سياسة الاحتواء وامتصاص بعض الصدمات التي تاتي من الشارع هذا اذا أخذنا بعين الاعتبار انه في كثير من المواقف كانت سلطة المجلس على المعنيين سلطة أدبية أكثر من كونها قانونية وذلك راجعا لبعض الظروف وفي المقابل يرى كل مراقب لأداء المجلس القصور والضعف في إدارة بعض الملفات مثل الإعلامي كان دون مستوى تحديات المرحلة كذلك ضعف الاتصال بين المجلس الوطني ومكتبه التنفيذي كما رأينا في قضية اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس وكذلك ضعف الاتصال مع الشارع والارتباك والتخبط الواضح في التصريحات الرسمية الذي يصل الى حد التعارض وكذلك تصريحات بعض أعضاء المجلس غير المختصين مع العلم ان للمجلس ناطقا رسميا كما رأينا في قضية محدثات تونس الأمر الذي قد يؤدي الى زعزعة الثقة بين المجلس وقاعدته الشعبية 
.
أداء المجلس يعتبر جيد
في حين قال مفتاح بوالنافرة وهو موظف أن اداء المجلس الانتقالي يمكن تقييمه على مستويين خارجي وداخلي ، أما اداؤه على المستوى الخارجي فقد حقق الكثير من الانجازات التي ساهمت في حل الازمة مثل اعترافات بعض الدول الكبرى ، اما عن اداؤه الداخلي فقد شابته الكثير من الأخطاء والاحباطات خاصة على الصعيدين الأمني والاعلام ومع كل هذا وعدم تفهم الناس للمرحلة التي يمر بها المجلس وعدم التفاعل الحقيقي معه فإن اداء المجلس خلال هذه الفترة يعتبر جيداً .

أخطاء لاينجو منها كبار الساسة
من جانبه قال رفيق شرمدو - عضو الحركة الوطنية الديمقراطية البيضاء  - أن المجلس الانتقالي قد حقق العديد من الانتصارات على الصعيد السياسي تمثلت في سلسلة الاعترافات الدولية بالمجلس الانتقالي كممثل وحيد للشعب الليبي حتى ان عدد من السياسيين الأوروبيين وصف اداؤه بالممتاز وبعضهم عقد مقارنة بينه وبين اداء بعض الحكومات ، اما على الصعيد الداخلي فهو يعتبر جيد جدا رغم وجود بعض الأخطاء التي لا ينجو منها كبار الساسة في الدولة المستقرة فضلاً عن حالة الحرب ،بناءً على ما تقدم فاني أرى ان اداء المجلس في المدة السابقة وهي ستة اشهر فهو أداء مميز وجيد وندعوا الله ان يكلل جهودهم بالنصر والتحرير 
.
 المجلس يحقق نجاحا يوما بعد يوم
ومن وجهة نظر عيسى صالح بوغزالة وهو محامي لكي يكون التقييم فيه نوع من الموضوعية يجب عدم إهمال الظروف المحيطة بالمجلس من حيث ظروف التأسيس والمستجدات وكذلك مايجري على الأرض ، وبالنظر الى ظروف تأسيس المجلس الانتقالي الوطني نراه قد نجح نجاحاً مبهرا ليكون الممثل الشرعي لثورة الشعب الليبي فقد تم إنشاء هذا المجلس تحت وابل من الرصاص وتحت سقوط القنابل والصواريخ ونشأ في ظل عدم وجود مؤسسات بالمقارنة بثورة الجارتين تونس ومصر ، واهمها عدم وجود مؤسسة عسكرية محايدة كذلك بالمقارنة بثورة اليمن يكون تشكيل المجلس الوطني الانتقالي في فترة وجيزة من قيام الثورة وكذلك تم تشكيلة في ظل حصار بعض المناطق ورغم هذه الظروف فقد حقق المجلس نجاحات ابهرت القاصي قبل الداني ، ومنها على سبيل المثال نجاح رجالاته في فترة قياسية من الحصول على اعترافات دولية بالمجلس كممثل شرعي للشعب الليبي ، وبالنظر لإدارته للازمة بخصوص الناحية المعيشية فلم نرى التأثر من هذا الجانب الى حد سواء بالنظر لحالة الحرب التي فيها البلاد ، وكلك من حيث التجاوب مع مؤسسات المجتمع المدني فلا بأس به .
واعتبر بوغزالة ان أداء المجلس ممتاز في الجانب العسكري باعتبار عدم وجود توازن في القوى بين الطرفين ، وكذلك استطاع المجلس التوفيق الى حد كبير بين المجاهدين من الجيش والعسكريين رغم وجود المشاكل في هذا المضمار، ولقد نجح المجلس في احتواء أزمة مقتل الشهيد عبدالفتاح يونس ورفاقه رغم التعارض في المواقف والتصريحات ونجح كذلك في عدم استغلال هذه الواقعة من قبل أعداء الثورة المستترين ولم يعطي المجال للطابور الخامس ولا لأصحاب المصالح الخاصة (طلاب الكراسي والوجاهه ) ولا للمرجفين في المدينة ان يستغلوا هذا الأمر في شق الصف .
وأكد بوغزالة ان هذه النجاحات لم تمنع وجود أخطاء وسلبيات فالذي يعمل وفي ظل الظروف الراهنة لايسلم من الزلل ، ولا اعتبرها سلبيات بالمعنى المفهوم لهذا اللفض اذ ما خلصت النوايا ،ومنها وجود شخصيات غير مرضي عنها وكذلك وجود بعض الارتباك في علاقة المجلس بالمكتب التنفيذي ووجود بعض التناقضات في المواقف والتصريحات السياسية بين المجلس والمكتب التنفيذي ، وغياب الشفافية المالية وأخيرا يمكن ان نلخص القول وبالنظر في الظروف المحيطة بالمجلس بان المجلس يحقق نجاحاً يوماً بعد يوم ، ولا نخاف من انحراف المسارات لأن من استطاع ان يسقط اقوي واظلم طاغية زمانه يستطيع ان يقوم الاعوجاج لمن دون ذلك وفي نهاية هذا التقييم العام وليس التفصيلي اذكر دائماً انه لم يعد مستحيلاً السباحة مع اسماك القرش وان كان يبقى حظ المخاطر وفيراً 
.
تأييد المجلس كمؤسسة وليس كأشخاص
وبحسب وليد موسى إبراهيم – تجمع الشباب الليبي من اجل حماية الوحدة الوطنية -  ان دعم  المجلس الوطني الانتقالي في الوقت الحالي ولو بالنصيحة شئ ايجابي ومن هذا المنطلق سنشير الى زاوية مهمة وهي ان تأييد المجلس هو تأييده كمؤسسة وليس كأشخاص فمن الحكمة ان يعلم ممثلي المجلس أهمية هذه الزاوية بمعنى ان في حالة التقصير او العجز فأنه يجب على أعضاء المجلس بالكامل تغطية هذا العجز اما باستبدال الطرف المقصر لأنه سيضع المجلس بالكامل تحت وطأة النقد والتي بالتأكيد ستتحول الى سخط عام وتغطية هذا التقصير بمستشارين مختصين يرجع إليهم هذا العضو في المجلس لدعم موقفه واذا ما سألتا ما هي جوانب التقصير لدى ممثلي المجلس الوطني هي اولا عدم التواصل مع القاعدة الشعبية والتي ستكفل للمجلس كمؤسسة كل أشكال الدعم الحقيقي فالمجلس الانتقالي عزل نفسه داخل حدود بنغازي وأعطى كامل الصلاحيات للمجالس المحلية التي تتفاوت في أدائها وبالتالي كان ذلك مؤثرا بشكل كبير على رؤية الشارع للمجلس الانتقالي ،أيضا من جوانب التقصير اعتماد المجلس على شخصيات من المعارضة والتي تباينت شخصياتها في أدائها بين السلبي والايجابي وهؤلاء جميعا اهم ما يحسب عليهم هو بعدهم عن المجتمع الليبي وعدم ارتباطهم به في الفترة السابقة وهم معذورون في ذلك طبعا مما سبب لهم هوه كبيرة يعجزون عن سدها وهي تؤثر على أدائهم السياسي وبالذات داخل ارض الوطن ، ثانيا اعتماد المجلس على شخصيات موالية للنظام داخل مؤسساته العامة وهم يعلمون يقينا انهم سيتم استبعادهم في الفترة اللاحقة فما هو المتوقع من هؤلاء وهو يقودون هذه المؤسسات سرقة، إمكانياتها وتدميرها وإيقاف عملها هو اقل واجب يقدمونه لولي نعمتهم السابق .
بالإضافة الى ارتباك المجلس الوطني في إصدار التصريحات بل وتضاربها وهذا يفقد الثقة في أعضاء المجلس ككل وهنا يجب الإشارة الى ان أعضاء المجلس هم الان في خط واحد اما ان يكرموا او يواجهوا سخط شعبي عام لن يستثني منهم احد في النهاية سيحسب الارتباك على كل أعضائه ونجد أحيانا من هم خارج المجلس الوطني الانتقالي يعرقلون عمل المجلس وللأسف يحصلون على تاييد المجلس وقياداته والسبب عجز المجلس عن التواصل مع القاعدة الشعبية وعدم معرفته لقبول الشارع لهذه الشخصيات او رفضها وأيضا إعطاء المجلس لمثل هذه الفرص يوحي فقط بضعف المجلس الوطني الانتقالي امام الشعب الليبي والمجتمع الدولي ، كما ان اعتماد المجلس الوطني لحل مشكلة نقص الإمكانيات على الدعم المالي الدولي او انتظار قرار برفع التجميد عن أرصدة الدولة الليبية لايعد حلاً عمليا لان الإمكانيات المتاحة داخل الأراضي المحررة كفيلة بحل الكثير من المشكلات لو وجدت بعض التنظيم والتطوير وفكرة تأخير المشاكل التي تواجه المجلس لحين سقوط النظام هو في حد ذاته مشكلة لان هذا الفعل سيجعلنا نواجه كل هذه المشكلات فور سقوط القذافي وهذا ليس من الحكمة في شئ ، جوانب التقصير كثيرة ولكن هذا لا يعني ان المجلس ليس له دور ايجابي بالعكس تماما اذا ما استطعنا في الأيام القادمة ان نمر الى مرحلة الحكومة الانتقالية المؤقتة سيكون المجلس ادى ما عليه وسيعتبر أعضائه مناضلين بكل ما للكلمة من معنى ولكن هذه الفترة يجب ان يتواصل فيها المجلس الوطني مع مؤسسات المجتمع المدني وبشكل مكثف لان هذه المؤسسات الإدارية والخيرية والسياسية تظم فيها من الشباب الليبي المدرك لحساسية المرحلة والذين سيمثلون دعما حقيقيا لبناء الوطن 
.
تسمية المجلس الانتقالي .. مفهوم دولي حديث
بينما اعتبر علي عبدالله شرمدو وهو مستشار قانوني ان أداء المجلس الوطني الانتقالي مميز ويتسم بالصدق والشفافية منذ لحظته الأولى وهذا ادى الى :
الالتفاف الغير مبرمج والواضح الهدف والمعالم من أطياف الشعب وكان الشعب قد عبر عن نفسه من خلاله ونلخص هذا التلاحم في كلمة واحدة ليبيا ، ويتضح هذا جليا في مواقف المجلس في اهم خطوتين داخليتين هما موقفه من اغتيال الشهيد اللواء عبدالفتاح يونس وحل المكتب التنفيذي ، كل هذا الزخم والتفاعل قوى المجلس داخليا مما أدى إلى الارتقاء والقوة بفضل الله تعالى ، كلك الأرضية الشعبية الواسعة والالتفاف الغير مسبوق داخليا قبل وبعد الحدثين اظهر المجلس خارجيا وحدد معالمه في الأداء الواضح والشفاف والصدق مما اظهر دور ليبيا الفعال والصحيح في العالم الخارجي من خلال موقع ليبيا الاستراتيجي والايدولوجية مما جعل دول العالم تتسابق الى الاعتراف به بسرعة هائلة ومتلاحقة رغم ان التسمية تعتبر مفهوما دوليا حديثا على المجتمع الدولي والدستوري إلا انه اعتبر ممثلاً شرعياً ووحيداً وحكومة انتقالية لدولة ليبيا 
.
الأخطاء والاحباطات
في حين أشار عادل عبدالله وهو مهندس أنه من الدافع الوطني البحت وجبت الإشارة إلى :
1- التضارب في التصريحات عند أعضاء المجلس عند سؤالهم عن نفس الموضوع وعدم التميز بين أرائهم الشخصية في موضوع ما وبين ما يريد المجلس ان يقوله للناس .
2- عدم قدرة المشاهد والمستمع والقارئ على التفريق بين حديث المتحدث الرسمي باسم المجلس وحديث أي شخص أخر سواء من المعارضة الليبية او من المحللين السياسيين او المفكرين ممن ليسوا أعضاء في المجلس .
3- وجود فجوه واضحة في الاتصالات والتنسيقيات بين المجلس الوطني الانتقالي والمجلس العسكري حيث نجد الاخوة في المجلس العسكري احيانا يحاولون ايصال رسائلهم وطلباتهم عبر القنوات التلفزيونية .
4- وجود فجوه واضحة في الاتصالات والتنسيقيات بين المجلس الوطني الانتقالي والمجالس المحلية خصوصا في امور الاغاثة والتسكين والتبرعات والجمعات القائمة عليها .
5- عدم وجود جهة رقابية لمتابعة نشاط المجالس المحلية .
6- عدم وجود جهة تنظيمية لنشاط المجموعات والفرق والجمعيات الاعلامية والتنظيم لايعني تقييد الحرية المهنية بل تحري المصداقية في النشر والرد على خبر مغلوط .
7- عدم وجود نشرة شهرية لنشاطات المجلس .
8- عدم وجود منشور يحوي قرارات المجلس وما يجري عليها من تعديلات .
9- عدم قدرة المواطن على رؤية المرافق الأمنية من شرطة ،مرور، محكمة ،سجن ولو بشكل مؤقت وباسم مؤقت وعقود مؤقتة لمتطوعين فيها مع عدم إهمال الانضباط والرقابة.
10- عدم قدرة المواطن على رؤية تحسن ولو بسيط في إدارة المرافق الصحية .
11- غياب نشاط الحرس البلدي مع أهميته .
12- عدم قدرة المواطن على رؤية مستقبل للعملية التعليمية .
مما سبق نلاحظ انه حتى وان كان المجلس الوطني الانتقالي على علم بهذه الامور ويعمل عليها او قد أنجز العمل عليها فان غياب النشاط الإعلامي قليل جداً وبالتالي فان المواطن يبقى خارج التغطية مما يدعم الشائعات والأخبار المغلوطة والقيل والقال .
ولا ننسى ان هذه الملاحظات بعد الشكر والتقدير للإخوة في المجلس الوطني الانتقالي على مجهوداتهم الجبارة

هناك تعليق واحد:

  1. االرجاء طبة النفس نحن في قت بدل الضائع الان فلا داعي لتسرع في الادلا بالتصريح على عبط كل واحد يغني على ليلاه التفاهم بين الاعضاء يزيد من تقة الليبين بالمجلس الانتقالي وكلما وحدو خطابتهم زادهم استقرار عند الاغلبية التى كانت تعبر المجلس عبارة عن جيوب مفتوحة لنهب ثروات ليبيا واتمنى من السيد عبد الجليل الاجتماع بالكل والاتفاق على كل ما يقال في الاعلام لانها يؤتر سلبا ادا كان هناك اخطاء في الزمن او المكان فيتخد ضعاف النفوس الفرصة لكي يؤهمون الناس بالخلل في هدا المجلس واتمنى توخي الحدر من بعض المندسين المتسلقين الدين يرودن اتبات انا هده الثورة عبطيية وغير صحيحة ونحن نريد ان نتبث اننا على حق وادام اتلله علينا افرحنا واتمها علينا بالعزة والكرامة لكل ليبي حر

    ردحذف