تراهن جامعة الدول العربية على دور قد يعيد إليها الحياة
بعد موت سريري طال أمده ومداه .. فبعد عمرو موسى وما حققه من فشل ذريع جاء نبيل
العربي الدبلوماسي القانوني القدير وعنده طموح في أن يحقق ما فشل فيه سلفه ليتلقى
قبل أن يبدأ - لسوء حظه - ملفين شائكين في وقت واحد أحدهما الملف الدموي
السوري والثاني الملف الأبدي الفلسطيني .
فالملف السوري فاجأ الأمين العام بأنه لا أمين عام ولا
حاجة .. وأنه عليه أن يطلب إذنا بالسماح له بزيارة سوريا ومناقشة ما قرره وزراء الخارجية
العرب مع الرئيس السوري وعقب ذلك الاجتماع صرح ممثل الرئاسة السورية أنه لا شأن
بالجامعة العربية بالتدخل في الشئون الداخلية لسوريا وصرح الأمين العام بأن الحل
صعب المنال وبذلك صدت الباب في وجه العرب ومبادراتهم السلمية لحل الأزمة السورية
ولذا لا نستغرب أن يأتي الحل من الغرب الذي يملك الآليات لوضع حد لسفك دماء
الأبرياء ممن يتظاهرون كل يوم من أجل الحرية مطالبين برحيل النظام المتسلط على
رقابهم والمتشبث بالسلطة إلى آخر مدى .
أما الملف الفلسطيني فهو الأكثر احراجا للجامعة العربية
فهي إن نجحت في إدخال فلسطين ورفع علمها بين أروقة الأمم المتحدة والاعتراف بها
كدولة مستقلة ذات سيادة حسب ذلك الإنجاز لصالح الولايات المتحدة التي صرح رئيسها
بوجوب الاعتراف بها كدولة مستقلة غير أنه في نفس الوقت ترك الباب مواربا لكي لا
يغضب اسرائيل ويغضب بالتالي أصوات اليهود الذين يعول عليهم في حملة الانتخابات
القادمة .. وإذا لم تنجح في هذا – وهذا هو الغالب - حكمت الجامعة العربية على نفسها بالفشل التام
والابتعاد نهائيا عن الساحة الدولية وبقيت مجرد نادي يلعب فيه أعضاؤه والمنتسبون
إليه الورق ويحتسون القهوة ويشربون المرارة ويجترون الألم والحسرة .
ويبقى الباب مفتوحا على مصراعيه لمجلس التعاون الخليجي
الذي ما عاد خليجيا فحسب بعد انضمام الأردن والمغرب إليه ليصبح البديل الطبيعي
والمستنير لهذه الجامعة التي كثرت الفتن والضغائن فيها وأضحت مطمعا لكل حاقد وصدق قول الشاعر فيها :
لقد
هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى
سامها كل مفلس
ولقد آن لمجلس التعاون الخليجي بتوجهاته الاقتصادية
والاجتماعية وبالتناغم والوئام السائد بين الدول المنتسبة إليه أن يحل محل جامعة الدول
العربية التي دق أول مسمار في نعشها المخلوع معمر القذافي بإيجاد الفتن والوقيعة
بين ساستها وحكامها تارة بالمؤامرة وتارة بالشتائم وأخرى بمحاولات الاغتيال مستغلا
النفوذ المالي الذي كان يحظى به والنفوس الضعيفة التي كان يدعمها بالمناصب أو
يشتريها بالمال وبدلا من أن يجعل مفهوم الآية الكريمة الواضحة " وجعلناكم
شعوبا وقبائل لتعارفوا " قلبها فصارت عنده وفي مفهومه " لتخاصموا "
.
وقد يأتي حين من الزمان فتنظم إلى مجلس التعاون الخليجي
كل من ليبيا وتونس ومصر بعد استقرار الأمور فيها وقد تخلصت من الزمرة الفاسدة
والنظم المارقة ... والبقية تأتي .
ياسين ابوسيف ياسين
yasinabuseif@yahoo.com
الثوار لايطلبون مناصب فهم لايعلمون انهم سيعوليتقلدوه.فامطلبهم النصر او الشهادة واحترامهم واجب مقدس. فالحق كل الحق معك يا صلابي فاهنا دور الاستاذ مصطفي عبد الجليل بصفتة. بالنسبةللاعلام فاأنت يادكتور الصلابي قد بلغت مرات ظهورك على دن الفضائيات اكثر من عدد ساعات خدمة ليبيا الاحرار والتي تشكو من ضعف الااداء. فلك ان تقيم مدخلاتك اتت نفع ام لا. الاخوة في المجلس الانتقالي ليس لديهم العصاء السحرية بغض النظر عن الاسماء لانة لم تكن هناك صناعة للانسان في ليبيا طيلة 42 عاما" والشعب هو من ينهض بالبلاد وليس الحكومات والا لفلح القذافي في ذلك.
ردحذف