الخميس، 22 سبتمبر 2011

سالم الزائدي : إرادة الأخلاق في السياسة


 إرادة الأخلاق  في السياسة
بقلم : سالم الزائدي

لا ذاتية لوطنٍ ضعيف ولا لشعب مستعبد ، فالثورة صوت القوة يهتف بالوطن ويهتف بالقرار السليم والحكيم لخدمة الشعب في كامل ربوع الوطن ، ليقول لابد من إرادة جريئة تتمثل في الأخلاق في السياسة ، لأن إرادة الأخلاق في السياسة هي بمثابة إبراز الكتلة الإجتماعية لوطنٍ متميزاً بطبعه الشعبي ، و ذلك في إطار المجتمع المدني والنخب الإقتصادية و السياسية و الخبرات الفنية بكافة القطاعات و لا ننسى دور ثورة 17 فبراير فيه .
أيها الساسة المسؤولين لا تنسوا فرحة عيدنا لهذه السنة لأنه كان عيداً فيه من الصفاء ما جمع الكبار والصغار في معنى الفرح بالحياة الناجحة المتقدمة .

يا صناع القرار في ليبيا اليوم إحذروا من المجتمع الليبى أن يذب فيهم الخوف والقلق و الغموض و الشعور بالتجاهل و الأقصى .. لماذا .. لأن فيهم نجوم مضيئة متلاءلئة ، أضاءت شمعتها يوم 17 فبراير ، بالصبر و العزيمة والوفاء لذلك قالوا لكم في مظاهرة سلمية لا للمركزية .
أعود وأقول لابد من السياسة من أخلاق في مرحلة ليبيا الحالية ، لأن الأخلاق في السياسة بالنسبة لنا في هذا الوقت تعني العدل و المساواة في توزيع الفرص و المراكز السيادية و الوزارات ، فإرادة الأخلاق في السياسة يلهم صاحب القرار الرؤية الناضجة و الواضحة والسليمة وهي تجعله بذلك في حياطة المجتمع وحراسته ، و بالتالي هناك حدوداً في الإنسانية تتميز بالحدود في الحياة  و لابد من الضبط في هذه و هذه ، حتى لا يكون وضعُ إلا وراءه تقدير و لا تقديرُ إلا معه حكمهُ ، و لا حكمةُ إلا فيها مصلحةُ ، وحتى لا تعلو الحياة ولا تنزل إلا بمثل ما ترى من كفتي ميزان شُدتا في علاقةٍ تجمعهما وتحركهما معاً ، إذن فلا عبرة بمظهر الحياة في الفرد ، إذا الفرد مقيدُ في ذات نفسه بمجموع من الأعمال قد تكون ذائبة في إهلاكه و لذلك كتبنا هذا المقال " إرداة الأخلاق في السياسة " لكي ينهض الجميع نهضة وطن واحد في جسم إنسان واحد .
أكد إننا في بداية المشوار فالتأني واجب ، فأنني أنصحكم أيها الأخوة الكرام  من الالتباس و المغازلة التي في غير محلها حتى لا يقع الفساد في المجتمع كما كان واقعاً في العهد السابق ، فالظاهرُ و الباطن كالموج والساحل ، فإذا جُنّ الموج فلن يضيره ما بقى الساحل ركيناً ، مشدوداً بأعضاده في طبقات الأرض .. أما إذا ماج الساحل فذلك أسلوب أخر غير أسلوب البحار و الأعاصير .
أقول لمن يهمه الأمر إننا أبتلينا نحن الشعب الليبي في نهضتنا من أفراداً و طغاةً أقفلوا علينا الأبواب وعلى تقدمنا وتطورنا ، فلا تجعلوا من ثورتنا بركاناً خفياً قد يتفجر حين لا يسمع النداء ، ولا يسود العدل والمساواة والأمن فيه .
وهذا يقودنا إلى بعض النقاط :
الأمر الاول  .. يحتاج إلى إعادة النظر فى شكل الحكومة الأنتقالية  والتى غاب  عنها أن تعرض  برنامجها الحكومى  لعموم الناس  والدور الذى يختص بكل  وزير  ووزارة .
الأمر الثانى .. لاحضنا غياب الشباب بإستثناء  واح أو اثنين وكإن  الثورة تقولبت واختزلت فى نخبة من الكبار واصبح الشباب وكلاء بالتقسيط فى الحكومة الانتقالية ، مع العلم إن الدلال تشير بفكر الشباب المبدع اثناء الثورة ومواكبيها  وانه قادر على خوض الامتحان الراهن بحرفية ومسئولية .
هولاء الشباب الذين يسطرون ملحمة الحضارة الجديدة فى ليبيا الحرة  والذين قالت عنهم أمريكيا بوصف  " المعجزة الليبيبة "  قادرين أن يقدموا نموذج رائع لوطنا ً حر فيه من التميز والتفوق ما يجعل  ليبيل منارة الشرق الأوسط .  والواجب علينا أن نقترح قيادة  الوطن فى هذه المرحلة من الكفاءات التى  لا تقل اعمارهم  عن  35 سنة  ولا تتجاوز 55 سنة كحد اقصى  ،  لأن الثورة ما قامت إلا  لتكون لها أثرها الفعال ومجراها العميق فى حياة المجتمع بمستوياتها المختلفة  ، وانا على يقين بإن هذه الفئة العمرية سوف تعمل  وفق المعايير الأخلاقية وتعمل على الابتعاد عن الأهواء والمصادفة والإرادة الفردية ووفق الوسائل النضالية المفضية إلى نجاح اعمار البلاد على كافة المستويات .

و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته،،
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق