الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

د. فرج نجم : وزارة الوفاء يا أهل الوفاء لثوارنا


يثمن جميعنا عالياً ما فعله الثوار من استرجاع لحريتنا وكرامتنا وذلك بمقارعة كتائب الإجرام وفرق الموت التي كان يبعثها القذافي وابنائه إلى مدننا الباسلة وكيف قام هؤلاء الفرسان بحماية المدنيين بالمهج على الرغم من قلة الزاد والعتاد. 

أيضاً يجب الا ننسى النساء الثائرات الباسلات التي صبرن على فراق الأحبة، وسعرن شعلة الثورة بالدموع والعرق والزغاريد، وتكفلن بالتموين والعناية في غياب الرجال، فكان دورهن مكملاً لمسيرة ثورة تحرير الوطن. 
عليه يجب أن نوفي هؤلاء الثوار – وأنا أوسع كلمة الثوار لتشمل كل من ساهم في جذوة الثورة من رجال ونساء وأيضاً من لعب دوراً غير قتالي – نوفي الثوار بحسن استقبالهم عندما تنته معركة التحرير. 

جرت العادة في الدول المتحضرة المتقدمة كبريطانيا وفرنسا أن تستقبل جنودها أحسن وأجمل استقبال يليق بشجاعتهم وتضحياتهم نيابة عن الجميع. وهذا أيضاً خلق إسلامي مرهف ينبع من الحضارة التي حثت مفرداتها على ألا ننسى الفضل بيننا، وأن من شكر الناس شكر الله من باب الاستزادة. 

فينبغي ان نتشبث بقيم ثورة فبراير المجيدة التي خطط لها الشباب وفجرتها النساء، فاحتضنها ورعاها الشياب في جميع ربوع الوطن. هذه القيم ينبغي أن تعزز مفاهيم وتطبيقات كحقوق الإنسان، وحسن الجوار، واحترام الصداقات، والعفو والتسامح مع الذات والآخر، وأيضاً الرقي بالذوق العام من خلال التربية والتعليم لخدمة الوطن والمواطن، وهذه كلها تقف على أرضية صلبة قوامها: 

1. الحرية 

2. العدالة 

3. المساواة 

4. الوفاء 



1. الحرية 

فالحرية حق طبيعي للجميع غير قابلة للانتقاص سواء كانوا فراداً أو جماعات، ولكل من يعيش على أرض ليبيا بغض النظر عن جنسه وجنسيته ولسانه ومعتقده بما يتماشى مع النظام العام سواء من الدين والأعراف. 

فلكل له الحق في إبداء الرأي السياسي كان أم ديني أو اقتصادي .. إلخ، كذلك التعبير بحرية يصونها القانون عبر الإعلام والتنظيمات والتجمعات .. إلخ. 

إذن الحريات العامة مكفولة للجميع بما في ذلك المكونات التي اسميها البقية عكس الأقلية الشائعة على رغم تفاوت حجمها وتأثيرها كالأمازيغ – بما في ذلك الطوارق – وكذلك التبو، وأن يعتد ويحتفل بهذا التنوع في الألسن والألوان كروافد الهوية الليبية عبر العصور وأن هذه الثقافات المحلية هي ثقافة لبقية من الليبيين الاصلاء. وهذا يجب أن يُعزز بأعلامنا الحر ومنظمات المجتمع المدني في دولة القانون التي تعتمد المعايير الدولية. 

2.العدل 

العدل والانصاف للجميع وخاصة شهدائنا الاموات منهم والاحياء الذين تضرروا – فيجب أن تشمل العدالة أسر الشهداء والسجناء والمتضررين والمفقودين والمشردين سواء في الداخل أو الخارج ويجب أن نهتم اهتماماً خاصاً بحرائرنا الاتي اغتصبن. 

3.المساواة 

يجب المساواة بين جميع مكونات المجتمع الليبي ذكوراً وإناثاً - فقراءً واغنياءً - من عمل مع النظام السابق أو لم يعمل شريطة الا تكون يديه ملطخة بالدماء أو النهب. ويجب أن ننهي عن أخلاق الشماتة والازدراء لمن فشل في اللحق بركب الثورة أسوة بالأخرين، كذلك يجب ان نزجر كل من تسول له نفسه بالانتقام. 

4.الوفاء 

اعتقد أن الوفاء – وهو صلب ومحور هذه المذكرة - لا يكون إلا بمؤسسة وشخوص على قدر من يستحقوا الوفاء وذلك بتأسيس وزارة ووزير يجلس على طاولة مجلس الوزراء يتحدث باسم الثوار وينافح عن حقوق هؤلاء الشهداء، وليعلم الجميع أنه لولا هؤلاء الشهداء ما كنا ننعم بهذه الكرامة والحرية بافتخار. وهذا أقل ما نفعله لهم وفاءً لدمائهم ودموع وعرق كل من ساندهم، ويجب أن يمتد هذا الوفاء لكل من نال الشهادة معنا وناصرنا من غير الليبيين شعوباً كانوا أم مؤسسات. 

عليه نوصي بتأسيس وزارة تسمى وزارة الوفاء - وسيكون لليبيا قصب السبق في تأسيس هكذا وزارة في العالم - وستعنى بالآتي: 

1. تشرع في استقبال ثوارنا استقبالاً مهيباً على مشارف المدن والقرى بالزهور والزغاريد عندما يرجعوا الى أهاليهم وليعلم العالم بأننا فخورون بهم وبما فعلوه من أجل الوطن وأهله 

2. أن يخصص يوماً يسمى بيوم الوفاء لكل الشهداء يحتفل فيه بما فعله هؤلاء من أجلنا 

3. يجب أن تصك لهم النياشين والنوط وميداليات التحرير وتحرر شهادات البراءة عرفاناً ووفاءً لحسن صنيعهم 

4. يجب أن تصرف لهم الرواتب والمنح والاولوية في السكن والعناية 

5. يجب أن تعطى أولوية للثوار في تسيير دفة الدولة سواء بإرجاعهم إلى سابق أعمالهم وترقية من منهم مؤهل للقيادة واستيعاب البقية في مؤسسات الدولة، ومن أراد منهم الانضمام الى الجيش الوطني والاجهزة الأمنية برتب تميزهم عن غيرهم لجهادهم ورباطهم 

6. أن نوفي العرب الذين قاتلوا معنا وسالت دمائهم على أرض الوطن حقهم وذلك بمنحهم الجنسية الليبية ورواتب تقاعدية ومساكن تليق بهم أسوة بكل ما يستحقه الليبيون الثوار كذلك العاملين اثناء الفترة العصيبة التي مر بها الوطن كالممرضين الذين رفضوا مغادرة جرحانا ومرضانا في أحلك الظروف وشهداء الإعلام 

7. يجب التكفل بعلاج الجرحى والمتضررين والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لتغطي كل أفراد أسر الشهداء والثوار، وتوفير فرص الدراسة والبعثات للخارج لابنائهم 

8. يجب أن يؤسس مركزاً يعنى بدراسة الشهداء الأموات والاحياء - على عكس مركز الجهاد الذي انحرف عن مساره وأصبح بوقاً للنظام السابق ووكراً لكل من أراد أن يخدم السلطة. فالمركز الجديد يجب يسهر على تسجيل الرواية الشفوية لكل من شارك في هذه الثورة حتى نتجنب تكرير مأساة "القائد ومسيرة الأربعة آلاف يوم"، إلى جانب تجميع الشعر والصور وكل ما كتب عن ثوارنا في الصحف والدوريات المحلية والخارجية، وأن يحافظ على ساحات التحرير والاعتصام والعذابات كسجن بوسليم وباب العزيزية في طرابلس وساحة التحرير ومقر كتيبة الفضيل ومبنى المحكمة في بنغازى، وكذلك ساحة الحرية وكتيبة حمزة وميناء قصر حمد في مصراتة، وتُنصب في كل مكان سقط فيه شهداء جدارية تُحفر عليها اسماء الشهداء عملاً بمقولة "كي لا ننسى" 

9. يجب أن تسمى شوارع وساحات وأماكن بأسماء الشهداء ومدنهم وقراهم كساحة شهداء طرابلس في البيضاء وشهداء الكفرة في الزنتان وشهداء زوارة في بنغازي وهكذا، وإصدار طوابع بريدية تخلدهم 

10. يجب أن تحفظ كل بنادق وسيارات ومقتنيات الثوار التي كانوا يستعملونها في جهادهم بعد توثيقها بأسمائهم وصورهم حتى لا تنساهم الاجيال القادمة في متاحف كبيرة في المدن والقرى الليبية بعد تعويضهم، وأن يفتخروا بهم كما نفتخر بأسلافنا الذي اختزلناهم في رمزنا الشهيد عمر المختار 

11. تشجيع ظاهرة البحث والكتابة وعملية النشر والطباعة عن آلام ومآل ثورة فبراير بدعم الكتب والدوريات والصحف والمسموعات والمرئيات التي تنقل تاريخ الشهداء وأخبار الثوار وأهاليهم 

12. إدراج مادة ثورة فبراير وتضحيات الثوار في مناهج التدريس في مراحل مختلفة من التعليم الأساسي والمتوسط والجامعي، ودراسة الوثائق الاجنبية التي غطت ملحمة ثورة فبراير ضمن الدراسات العليا 

13. تأسيس مكتب يعنى برقابة كل ما ذكر سالفاً حتى نحمي شهدائنا وثوارنا وذويهم من المتحاملين والمستغلين والمزورين ونجنبهم التسويف والمتاجرة بدمائهم الزكية 



وهذا الوفاء والعرفان يجب أن يمتد للأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا معنا في جميع ارجاء المعمورة من باب الشكر الذي أمرنا به المولى عز وجل. 



فرج نجم - 21 أغسطس 2011م. 

مذكرة قدمت لهيئة الدعم والمشورة للمجلس الانتقالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحمك الله صاحبي ورفيقي

  رحمك الله صاحبي ورفيقي وان شطت بنا الديار وباعدتنا الغربة اجسادنا ولم تتفارق قلوبنا يوما... نشأنا مع بعض في نفس المدينة في طبرق وكانت اول ...