هيا
بنا نلعب.. هيا بنا نقتل الثورة..
كابوس..
التهميش، التغييب، التطرف،
التسلق، تكميم الافواه، الاجندات الخفية، التدليس، الانتهازية، الكذب على الشعوب، التعالي
على الشعوب، الفتن، التملق، سرقة جهود الاخرين، الاقصاء، الاختلاس، النظرة الدونية
للثورة، التخويف، والنظرة الدونية لرجل الشارع الليبي، هي -وغيرها- ادوات فعالة
لقتل الثورة، فهيا بنا نمارسها جميعنا، فالشهداء قد ذهبوا، فهم لا يروننا، ولا نراهم،
ولن نخبرهم بما نفعل وما سنفعل، ومن هنا الى يوم القيامة "ايدير الله طريق".
الامر الاخر المشجع، هو ان
الثوار الذين يهبون الان ارواحهم واموالهم ودمائهم، في سرت وسبها وبني وليد، وفي غيرها
من المناطق، هم ايضا لا يروننا، ولا نراهم، فهم مشغولين في القضاء على بقايا
الطاغية والمجرم والطاغوت، الذي حاول تركيعنا واذلالنا واستعبادنا لاكثر من اربعة
عقود، هم مشغولين جدا، يقاتلون عدو شرس، لا يرقب في مؤمن، ولا في مؤمنة، الا ولا
ذمة. يقاتلون كالاسود، في اسواء ظروف القتال، من طبيعة الارض، الى شدة الحرارة،
الى قلة الزاد، والماء، والذخيرة، والدواء، تتناثر اشلائهم، يمينا ويسارا، على تراب
هذه الارض الطيبة، طيبة اهلها. اما نحن فمشغولين جدا، وعلى قدم وساق، في تلميع
المجرمين، الذين امتصوا دمائنا ودماء الوطن، لاربعة عقود ويزيد، ومشغولين في
التنافس على افضل وافخر ربطات العنق، مشغولين في الكذب والخداع والتدليس، نحن مشغولين
في سرقة واجهاض وقتل الثورة، وهم مشغولين في صناعة المجد والثورة والتاريخ.
فكما لا نراهم ولا نهتم بما
يفعلون، هم ايضا لايروننا، ولا اظن انهم سيهتمون بما نفعل، فهيا بنا نلعب، وهيا
بنا نسرق الثورة، هيا بنا نكون معمر اخر، فالشعب، والثورة والضحايا، والشهداء،
والثوار، لا يلقون الينا – الان- بالا.
د. فتحي
الفاضلي
_____________________
لمراسلة
الكاتب
لزيارة صفحة الكاتب
لزيارة صفحة
الكاتب على الفيس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق